التعليم المقاوم !!

إب نيوز ٩ يوليو
تعليمنا بين المنظمات وحربها الناعمة ودور المراكز الصيفية لمواجهة ذلك.
فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله تقتضي عكس ما يريده الشيطان فكل الغرائز الحسنة والإيجابية هي موجودة في الإنسان طالما وهو بعيد عن التمرد والعصيان لله حيث يسيطر التهويد والنصرنة والتمييع للإنسان إلى حد ما تحت البهيمية ، لماذا ؟ لأن الحيوانات لا يزال فيها غريزة الدفاع والمقاومة ضد أي خطر يهددها ويعزز ذلك تعليم امهاتها على ذلك لضمان بقاء الحياة واستمرارية التوالد، و الإنسان من أعظم وأكرم المخلوقات وميزه الله بالعقل والقابلية للتعلم وغرس فيه فطرة الدفاع والمقاومة من أجل البقاء والحفاظ على وجوده، ويعزز ذلك لدى الإنسان هو ما يكتسبه من معلومات وخبرات تعزز الانتماء لهويته ووطنه وانسانيته ، بيد أن سعي دول الاستكبار اليوم إلى السيطرة على شعوب العالم واستعبادها هو الذي مسخ الفطرة وجعل هذا الإنسان قابل للظلم وللاستعباد خاصة الشعوب العربية والإسلامية التي وصل بها الحد إلى أن تتماشى انظمتها السياسية والتعليمية على ما تريد أمريكا ، قلة من أنظمة العالم عززت هويتها عبر تشجيع شعوبها للتمسك بوطنيتها وسيادتها عن طريق برامج تعليمية وتثقيفية بل ورياضية أيضا فكل المجالات تقبل ذلك ومنها كوريا وفنزويلا ناهيك عن إيران بلد الإسلام الأول ، ترك التعليم في اليمن وغالبية الدول العربية إلى تفريغ هويته وتعقيمه حتى أصبح فاقدا الأثر الذي يجب أن يتركه على أبناء هذه ألشعوب واخضعت هذه الأنظمة التعليمية إلى التحوير والتسييس وتجفيفها من مصادر التطرف والإرهاب على زعمهم وذلك بمكيال باطنه تعزيز التدخل الأمريكي بحجة مكافحة الارهاب (الذي تدعمه وترسخه في المناهج) وظاهره تنمية الشعوب ونشر ثقافة السلام حتى تم تجفيف هذه الأنظمة والمناهج من الحد الادنى من الوطنية والولاء الوطني بل حتى في الجانب العلمي أصبحت من آثار القرون الوسطى في عصر النهضة اي نريد أن نعيش 500 سنة حتى نلحق بركب الغرب اي تراجع عكسي وهروب إلى التخلف والرجعية ، نحن نعلم أن التركيز على التعليم هو من أهم عوامل النهوض والارتكاز والقوة لأي شعب في العالم ولكن ليس على الطريقة الأمريكية اليهودية، يجب أن يكون التعليم تعليما مقاوما للتغريب والحرب الناعمة وسياسة التدجين والاستحمار ومين الهوية بل ويعزز من فرص الإنتاج العسكري والتدريب والتدرب وتعلم فنون القتال ويكسب روح التحدي لأي مخاطر وتهديدات وينبع من عمق ثقافة القرآن الكريم الذي أمر بالجهاد في سبيل الله .
وعلى ذلك نجد أن سعي عدوك لأن يجرعك السم كمادة خام وبمحض ارادتك لن يتحقق له طالما وانت بكامل حواسك الخمس وهذا يعتمد على حدة الصراع وطبيعة هذا العدو ومستوى أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها . وفي ظل الصراع المحموم مع منظومة الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وعربان الخليج اي انظمتها اللقيطة يأخذ الصراع ابعادا أخرى عسكرية هي أحد وأخطر من حرب الجيوش للجيوش فالصراع والحرب هي شاملة في كل المجالات والعدو لا يدع مجالا إلا وله استراتيجيته المؤثرة ،وهنا لم يعد الخطر القادم ينظر إليه بنظرة تقليدية مشبوبة في الاستنفار للحفاظ على الهوية والثقافة والدين لشعب ما ضد تيار ديني متطرف ومغاير لاصول وحضارة بلد ما كما يرى البعض فقط بأن الخطر هو من الثقافة الوهابية والاخوانية في محو الهوية والتاصيل والقابلية للمحتل والمستعمر ومن هذا الجانب فقط ،لكن ثمة سعي دؤوب وباستراتيجيات ذكية تأخذ ابعادا علمانية بحتة متمظهرة بالمنطق والعقل تحاكي احتياجات الواقع الراهن ولكن ليس للشعوب وإنما لمصلحة العدو ، ومن هنا نرى أن هناك حرب ناعمة تشن في كل المجالات والحقول وبأساليب لا ندرك خطورتها حاليا إلا بالتعمق والبحث والمعرفة العميقة المستندة إلى اصل الثقافة التي تقارع بها العدو فهي دقيقة وعميقة وملتوية وخاصة فيما يحمل طابع الدعم المعنوي وما يماثله ناهيك عن الحرب الناعمة في مجال فسخ الأخلاق واختلاق المشاكل والفتن ، من هذه المجالات أيها الإخوة هو التربية والتعليم حيث تسعى هذه المنظمات إلى إفساد التعليم وحرف مساره الحقيقي وباسلوب يضمن عدم تصحيح مساره حتى بعد أن يتم الاستقلال والخروج من دائرة التبعية للنظام الثوري الحاكم الذي يطمح إلى طموحات بناء دولة قوية ومقتدرة إلا بعد جهود كبيرة تحتاج إلى مزيد من الوقت والجهود، ومن هذه الأساليب هو أن تمنح المنظمات مبالغ خيالية يصرف جلها لموظفيها والباقي يصرف في مجال إداري معين يخص تفاصيل معينة يذهب مفعولها سريعا وتبقى تبعاتها لاحقا لا تمت بصلة للواقع الراهن وما يتطلبه المستقبل وحسب الرؤية التي ترسم من قبل القيادات في وزارة إلتربية والتعليم ويدعم ذلك سذاجتنا عندما نتقبلها على أساس معايير إنسانية للتخفيف من وطأة الواقع الراهن وهي أشبه بالمسكنات التي يأكلها المريض لتخفيف الالم ثم تؤدي إلى فشل ذلك العضو الذي تعاني منه الذي كان بالاحرى أن يتم استئصال الألم تحت إشراف ذو الخبرة والنزاهة من طبيب مختص ، وبما أن المنظومة التعليمية تعاني من ضعف وترهل شديد من وقت سابق وازداد سوءا في الوقت الراهن فإننا يجب أن نقيم واقعنا الراهن تقييما دقيقا يحدد ما هي المخاطر وما هي المرتكزات الأساسية والتي تبنى عليها رؤية استراتيجية على الأقل تحافظ على نظامنا التعليمي من الاختراق والتلاعب مع الاهتمام بالأولويات الاي تضمن استمرارية التعليم ولم تعد المخاطر فقط في توقف التعليم ولكن الخطر هو تدخل المنظمات الذي نحن لا نمانع من مشاركتها لذلك ولكن في ظل رؤى حكيمة ودقيقة نابعة من تقييم الواقع الراهن والصراع الذي نعيشه مع العدو الأمريكي والإسرائيلي وعملائهم حيث يطور العدو من وسائل الحرب الناعمة التي تأخذ بعدا مستقبليا تعتمد على إدارة وصبر استراتيجيين في الحصول على النتائج المرجوة في حين لا تظهر لنا ونحن نعيش في غمرات هذا العدوان مع تشوش للرؤية تجعلنا نتجاوب وتفاعل مع كل مبادرة تقدم لنا معان هناك بدائل محلية كثيرة يمكننا استعمالها أو العمل على الأقل في حالة الرفض بمبدأ الأولوية دون التفريط في الثوابت . نحن نريد أن تكون المراكز الصيفية بل ونسعى جاهدين أن تكون منطلقا قويا للتغيير الحقيقي وتربية الأجيال الصاعدة التي تحمل روح الولاء لله ورسوله والمؤمنين

صادق احمد المحدون.

You might also like