عيدنا عيدين !!

إب نيوز ١٩ اغسطس

كتبت / خلود الشرفي

بمناسبة عيد الغديرالأغر .. و الطائرات العشر التي ضربت مصفاة النفط بالسعودية و الامارات
……..

لطالما حلمنا بمثل هذا اليوم العظيم يوماً يجتمعُ لنا فيه إكتمال الدين و انتصار الإرادة الصلبة ؛ يوماً قرت به أعيننا ؛ و اشتفت فيه صدورنا ، يوماً نكس فيه العدوان رأسه منكسراً ذليلاً ، و اتسعت عيناه مدهوشاً مرعوباً ، و جرت مدامعه أنهارا .. نعم هذا قدره ، و ليذق منا ما ذقنا منه و أكثر .. و لينتظر منا أبواب الجحيم تنفتح على مصراعيها ، فقد طفح الكيل ، و استوفى الدين .. وليعلم علم اليقين أن لكل قول ردوداً ؛ و لكل فعل حدوداً..
و كل شئ عند الله بمقدار ..

نعم في هذا اليوم العظيم يوم الولاية الكبرى ، و الإمامة العظمى ، هذا اليوم المبارك الذي نزلت فيه ولاية الإمام علي ( عليه السلام) من فوق سبع سماوات بأمر من رب العالمين جل جلاله يأتينا الخبر الذي يُثلج صدورنا ، و يشفي قلوبنا عن عدوان إجرامي دموي لم يترك شيئاً في وطننا العزيز إلا دمره و لا هدف الا واستهدفه .. ليغتال الطفولة البريئة في مدارسها ؛ و يسرق ما تبقى من آمالها و فرحتها في يوم عيدها ..

و مما لا شك فيه أن توقيت الضرب بالطائرات المسيرة من حيث الزمان و المكان كان في محله ؛ مع تقديرات هامة أُخذت في الحسبان من استهداف المواقع الحساسة في عمق أعماق التحالف العدواني ؛ و لو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء قليلاً حينما كان العدوان المغرور – و الذي يتكون من أكثر من خمسة عشر دولة – يتبجح بتدميره كل شئ بما ذلك البنية التحتية بشكل عام ، و مخازن الاسلحة بشكل خاص ؛ و يرقص بخبث وحيوانية على أشلاء الأطفال ، و جثث الأبرياء الذين دُفنوا تحت الأنقاض ..نلاحظ تغير المعادلة ، و انقلاب الموازيين لصالحنا ..
حينما تحولنا بفضل الله و عونه و تأييده و كرمة من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم ؛ بل تجاوزنا الخطوط الحمراء بتصنيع الأسلحة التي عجزت عن رصدها أحدث الأجهزة الأمريكية المنصوبة في كل أركان المملكة المتهاوية ، و في كل مكان من زوايا دول العدوان التي عبّدت نفسها للطواغيت ..

نعم لقد نسوا قوة الله و بأسه و انتقامه من الظالمين ..
لقد كان في قصة فرعون عبرة لهم إن كانوا يعتبرون ..

لقد كان في قصة عاد و ثمود ذكرى لهم لعلهم يتذكرون ..

لكنهم صاروا فراعين العصر ؛ و طواغيت الزمان .. بل إنهم فاقوا فرعون موسى بمراحل عديدة ؛ و مسافات طويلة ..

و في المقابل..

نرى الصمود اليماني الأسطوري لشعبنا الحر العزيز ..
ذلك الصمود الذي كان نتاج إيمانه القوي بولاية الإمام علي (عليه السلام) بإعتباره مبدأ أساسي ؛ و غاية سامية لا يمكن التنازل أو الحيد عنها .. ذلك الصمود الأسطوري الذي جسد حقيقة الموالاة و المعادة في واقعه الحي ؛ و قام بإحياء ما أماته الظالمون من سنة الجهاد أفشل كل مخططاتهم ؛ و أسقط جميع رهاناتهم ؛ و مرغ أنوفهم في الوحل ..
و ها نحن نرى طلائع النصر الرباني تشرق علينا من كل حدب و صوب ، مبشرة بمستقبل مجيد و نصر قريب آتي في العاجل القريب لا محاله ..
و ما الطائرات المسيرة العشر التي ضربت مصفاه النفط إلا نموذج واحد على تعاظم قوتنا .. و نمو قدراتنا التي تزداد يوماً بعد يوم بقوة الله و تأييده و نصره ..
في حين نرى تحالف العدوان الرجيم يتيه يوماً تلو الآخر .
و يغرق في مستنقعات دماء الأبرياء التي ستصبح عما قريب طوفاناً يجرف المستكبرين إلى هاوية عميقة سحيقة لا نهاية لها و لا قرار ..

و مالنصر إلا من عند الله

You might also like