الإمارات كانت قادرة على منع الهجوم الغامض.. مصادر تكشف كواليس إنقلاب عدن الذي حدث رغماً عن السعودية .

متابعات:

كان القصف الذي شنه الحوثيون على معسكر الجلاء غربي عدن، وأسفر عن مقتل 35 عسكرياً بينهم منير اليافعي المعروف بأبو اليمامة، وهو قائد اللواء الأول إسناد، القوة الضاربة في قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات، الشرارة الأولى لانقلاب عدن.

وإلى جانب كونه أحد أبرز رجالات أبوظبي في اليمن، كان أبو اليمامة من الداعين إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، ولذا أثار مقتله الجنوبيين الذين بدأوا حملة واسعة لطرد العمال والباعة الشماليين من عدن، باعتبارهم عملاء وخونة.

وإبان تشييع أبو اليمامة في الأسبوع التالي لمقتله، دعا نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات والقائد الميداني لقوات الحزام الأمني هاني بن بريك، قواته للنفير العام والزحف نحو قصر المعاشيق، مقر الحكومة.

على أثر ذلك اندلعت معارك شرسة بين المهاجمين -الذين كانوا يسيطرون على عدن بالكامل عدا قصر المعاشيق منذ يناير/كانون الثاني 2018، وقوات الحماية الرئاسية، انتهت بسيطرة الفريق الأول على القصر.

ولكن اللافت أن الانفصاليين الجنوبيين بدلاً من أن ينتقموا من الحوثيين هاجموا قوات هادي، والأغرب أنهم تجاهلوا المعلومات التي تفيد بأن الإمارات كانت قادرة على منع الهجوم الغامض.

ويقول أحمد عبدالغني وهو شاب يدرس اللغة الإنجليزية، إن المدينة لم تعد كما كانت في السابق، إذ كان الاختلاف والتنوع سمتها المميزة، فقد كانت حاضنة لكل التيارات والفئات الاجتماعية من اليمن، ولم تكن مغلقة أمام أي أحد.

وأضاف في حديثه لموقع “عربي بوست” أن أسوأ ما أحدثه الانقلاب حالة الانقسام في المدينة، وبات من السهولة تصنيف أي معارض للانقلاب، ووصفه بأنه إخواني وإرهابي.

الإمارات تدخلت بقوة في المعارك بعدن، وقدمت دعماً عسكرياً لا محدود للموالين لها، الأمر الذي أثمر تغييرا في موازين القوى، حسبما قال مصدر حكومي لـ «عربي بوست».

في حين قال أحمد الميسري وزير الداخلية عي حكومة هادي وهو يغادر عدن، إن أبو ظبي دفعت بـ400 مدرعة.

وبحسب المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لاعتبارات خاصة، فإن الموقف السعودي الذي عولت عليه الحكومة كان سيئاً، مرجحاً أن يكون الانقلاب حدث رغماً عن السعودية، التي لم تعد لديها القدرة على التحكم في ميليشيات «الانتقالي» المدعومة من الإمارات.

ويضيف: «لا نعلم ما الذي حدث خلال الأيام الأربعة بين الطرفين، لكن السعودية كانت على دراية بما يصير في عدن، خصوصاً أن قواتها كانت تتمركز في قصر المعاشيق، وشاهدة على كل ما حدث منذ أول طلقة».

«الانقلاب استهدف بدرجة رئيسيةٍ قوات الحماية الرئاسية، التي تراها أبوظبي موالية لحزب الإصلاح، ولذا فإن أبوظبي دفعت بالموالين لها لاستهداف ألوية الحماية من جهة، في حين حالت الرياض دون استفراد الانتقالي بالجنوب»، حسب المصدر.

وعقب الانقلاب، دعت الرياض الحكومة و الانتقالي الجنوبي» إلى حوار في الرياض، كما طالبت قواتِ الحزام الأمني بالانسحاب من قصر المعاشيق، كما أوفدت لجنة لمراقبة الانسحاب، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق.

وتسبب التحرك السعودي في غضب لدى «الانتقالي الجنوبي» الطامح إلى إنشاء دولة في جنوبي اليمن، وخرج هاني بن بريك وهو القائد الفعلي للانقلاب بلهجة تحدٍّ، وهو يقول إن قواته لن تنسحب.

لكن موقفه ما لبث أن تراجع مع إعلان «الانتقالي» في بيان أصدره يوم الخميس، يعلن فيه قبول الدعوة السعودية.

وشعر «الانتقالي» بأن طموحاته غير ممكنة، إذ إن قراره ما يزال بيد أبوظبي، وبات من المستحيل أن يحقق ما ينادي به.

قال مصدر عسكري في قوات العمالقة -وهي قوات انضوت مؤخراً تحت قيادة الإمارات رغم ولائها لـ هادي- إن الإمارات تخلصت من أبو اليمامة لعدة اعتبارات.

وأضاف المصدر لـ «عربي بوست»، أن «مقر القوات الإماراتية كان هدفاً عسكرياً شديد الأهمية للحوثيين، لكن الصاروخ المزعوم عبَر من فوق المقر واتجه إلى معسكر الجلاء، لماذا لم يستهدف الحوثيون مقر القوات الإماراتية؟!».

إذ إن منظومة الباتريوت التابعة للإمارات والتي كانت على مقربة كبيرة من معسكر الجلاء، جرى إيقافها عن العمل، رغم أنه يفترض أنها تطلق صواريخها آلياً تجاه أي هدف، وفق تقرير صادر عن مركز صنعاء للدراسات (غير حكومي)

ونقل التقرير عن شهود عيان كانوا في الحادث أن أبو اليمامة غادر منصة العروض وذهب للخلف، ليجيب على اتصال هاتفي، ومن ثم حدث الانفجار، بينما كانت طائرة مسيّرة تغادر الموقع بلحظات.

المصدر: عربي بوست

You might also like