العالمُ يتوجّسُ بعد اغتيال سليماني والمهندس.. ردود الأفعال والمواقف العربية والدولية حول اغتيال قائد فيلق القدس السابق.

إب نيوز ٤ يناير/متابعات..|

تباينت ردودُ الأفعال والمواقف الدولية كثيراً حول الجريمة الأمريكية التي أدّت إلى اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، في ضربةٍ جويةٍ بأحد ضواحي العاصمة بغداد، فجرَ أمس الجمعة.

هذا التباينُ كان طبيعياً بالنظر إلى طبيعة الهدف، وما كان يُمثّله من ثقل عسكري سيما اللواء سليماني الذي كان يواجه بقوةٍ المشروعَ الصهيوأمريكي بالمنطقة منذُ نهاية سبعينيات القرن المنصرم، حيث كان نصيرَ المستضعفين في المنطقة والعالم، ومن واقع ذلك كان محطاً للخلاف، وهذا ما تبين من خلال مواقف الإدانة التي تمثّلت في القوى المناهضة للمشروع الأمريكي والارتياح من قبل الأدوات الأمريكية في المنطقة والعالم كلِّه، بعضُها أظهر ذلك الارتياحَ والآخر توارى خلف الدعوة إلى التهدئة والقلق من هذا التصعيد الخطير، حيث رصدت صحيفةُ “المسيرة” هذه المواقف في سياق التقرير التالي.

 

روسيا تعزّي الشعبَ الإيراني:

بينما اعتبرت وزارةُ الخارجية الروسية مقتلَ الجنرال قاسم سليماني، في الضربة الأمريكية، خطوةً مغامرة، ستؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة كلها، قالت وزارةُ الدفاع الروسية: إن مقتلَ سليماني في ضربة صاروخية أمريكية بضواحي بغداد، مغامرة أمريكية ستؤدي لزيادة التصعيد في المنطقة كلِّها، معتبرةً أن سليماني خدم بإخلاص للدفاع عن المصالح الوطنية لإيران، وأعربت عن خالص التعازي للشعب الإيراني.

 

الصين تدعو لضبط النفس:

من ناحيتها، دعت الصينُ إلى ضبط النفس من جميع الأطراف سيما الولايات المتحدة التي أقدمت على هذه الخطوة.

وقال المتحدّثُ باسم وزارة الخارجية في بيان، أمس الجمعة: نحض الأطرافَ ذات الصلة، وخُصُوصاً الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر.

 

ألمانيا تبرّر وتدعو للتهدئة:

وبرّر المتحدّثُ باسم الخارجية الألمانية الجريمةَ بقوله: “إن الوضعَ الراهنَ سبقته أعمال تزعزع الاستقرارَ من قبل إيران”، مُشيراً إلى أن سليماني مدرج أَيْـضاً على قائمة الاتّحاد الأوروبي للإرهاب.

وأضاف المتحدّث أن العملَ الذي قامت به الولايات المتحدة ”لم يأتِ من فراغ، لكنه تسبّب لنا في حدوث قلق في ظلِّ الموقف الراهن حيال مخاطر استمرار حدوث تصعيد جديد”.

وفي السياق ذاته، دعت الحكومةُ الألمانيةُ إلى التهدئة في أعقاب مقتل قاسم سليماني، وقالت أولريكه ديمر-نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية-، أمس الجمعة: “نتابع بقلق بالغٍ الأنشطةَ الإقليمية لإيران”.

وأضافت: “نحنُ نمرُّ بنقطة تصعيد خطيرة، والمهم الآن هو أن يسهم التعقل وضبط النفس في التهدئة “، وتجنبت المتحدثة في رد على سؤال توجيه نقد مباشر لتصرف الحكومة الأمريكية، وقالت: إن “التصرفَ الأمريكي هو رد فعل على سلسلة من الاستفزازات العسكرية التي تتحمل إيرانُ المسؤوليةَ عنها”.

وتابعت المتحدّثة بالقول: إن الصراعات الإقليمية لا يمكن حلُّها عبر الطرق الدبلوماسية، ونحنُ نتبادل الرأي في هذا الشأن مع حلفائنا.

 

فرنسا تحذّر من خطورة التصعيد:

كما دعت فرنسا إلى “إحلال الاستقرار” في الشرق الأوسط بعد مقتل الجنرال سليماني بضربةٍ أمريكية في بغداد، معتبرةً بلسان وزيرة الشؤون الأوروبية في حكومتها أميلي دو مونشالان أن “التصعيدَ العسكري خطيرٌ دائماً”.

وأكّـدت أنه “على المستوى الأوروبي يجبُ أن نعملَ في أطر تعددية جماعية وتجنب أن تقومَ القوى، ضدَّ بعضها البعض، بلعبتها بطريقة لا يمكن التكهن بها”.

 

العراق تدين:

بدوره، أدان رئيسُ حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، أمس الجمعة، اغتيالَ قاسم سليماني، داعياً البرلمانَ إلى عقد جلسة طارئة لاتخاذ “القرارات التشريعية الضرورية”، في إشارةٍ إلى التصويت على إخراج القوات الأمريكية من البلاد.

وقال عبد المهدي في بيان له: “ندين بأقصى درجات الإدانة والاستنكار، إقدامَ الإدارة الأمريكية على عملية اغتيال الشهيدين الحاج أبي مهدي المهندس، والحاج قاسم سليماني، وشخصيات عراقية وإيرانية أُخرى”.

وأضاف: “لقد كان الشهيدان رمزين كبيرين في تحقيق النصر على داعش”، مُشيراً إلى أن “اغتيالَ قائد عسكري عراقي يشغل منصباً رسمياً، يُعدُّ عدواناً على العراق دولةً وحكومةً وشعباً”.

واعتبر عبد المهدي أن “القيامَ بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية، أَو من بلد شقيق على الأرض العراقية، يُعدُّ خرقاً سافراً للسيادة، واعتداءً صارخاً على كرامة الوطن، وتصعيداً خطيراً يشعل فتيل حرب مدمرة في البلاد والمنطقة والعالم”.

واستطرد: “ما حصل هو خرق فاضح لشروط تواجد القوات الأمريكية في العراق، ودورها الذي ينحصر بتدريب القوات العراقية ومحاربة داعش، ضمن قوات التحالف الدولي، وتحت إشراف وموافقة الحكومة”.

وبيّن أنه “وجه دعوةً رسميةً إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب، استناداً إلى أحكام المادة (58) من الدستور؛ من أجل تنظيم الموقف الرسمي، واتّخاذ القرارات التشريعية والإجراءات الضرورية المناسبة، بما يحفظ كرامة العراق وأمنه وسيادته”.

 

سوريا تعتبره تصعيداً خطيراً:

بدورها، أدانت الحكومةُ السوريةُ اغتيالَ سليماني والمهندس وعددٍ من كوادر الحشد في قصف لطائرات أمريكية طالت مواقعَ لهم قرب مطار بغداد، وتعتبره تصعيداً خطيراً كبيراً للأوضاع في المنطقة.

وقال مصدرٌ رسميٌّ في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريحٍ نقلته مواقعُ التواصل الاجتماعي التابعة للخارجية السورية، أمس الجمعة، ”تدين الجمهوريةُ العربيةُ السوريةُ بأشد العبارات العدوانَ الإجرامي الأمريكي الغادر الذي أَدَّى إلى استشهاد اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، وعدد من كوادر الحشد والذي يشكل تصعيداً خطيراً للأوضاع في المنطقة”.

وأضاف المصدر أن “هذا العدوانَ الغادرَ الذي يرقى إلى أساليب العصابات الإجرامية، يؤكّـد مجدّداً مسؤوليةَ الولايات المتحدة عن حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العراق الشقيق، وذلك في سياق سياساتها الرامية إلى خلق التوترات وتأجيج الصراعات في دول المنطقة؛ بهدَفِ الهيمنة عليها وتمكين الكيان الصهيوني الغاصب من بسط سيطرته على المنطقة”.

إلى ذلك، أدانت الخارجيةُ اللبنانيةُ اغتيالَ قاسم سليماني، واعتبرته انتهاكاً لسيادة العراق وتصعيداً خطيراً ضد إيران.

 

أوروبا تحذّر من دوامة العنف:

وفي السياق، حذر شارل ميشال -رئيس الاتّحاد الأوروبي-، من حدوث دوامة عنف بعد مقتل قاسم سليماني، وقال: “يجب أن تتوقف دورةُ العنف والاستفزازات والضربات المضادة التي شهدناها في العراق على مدار الأسابيع الماضية”.

وأضاف السياسي البلجيكي، أمس الجمعة، “يجب الحيلولة دون حدوث تصعيد جديد، مهما كان الثمن”، مُشيراً إلى أن كثرةَ الأسلحة والميليشيات تعيق العودةَ إلى حياة طبيعية بالنسبة للمواطنين العراقيين، ولم يشر ميشال في تصريحاته بشكلٍ مباشرٍ إلى الضربة العسكرية الأمريكية التي أودت بحياة الجنرال الإيراني.

 

الغضبُ العربي والإسلامي إزاء اغتيال سليماني والمهندي يجبر السعودية والإمارات على الدعوة لضبط النفس

لم تقصر حالةُ الخوف والرعب الذي أحدثته جريمة اغتيال سليماني وَالمهندس، على الولايات المتحدة وإسرائيل، فقط بل إنها امتدت لتشمل حلفائها في المنطقة، فعلى غير عادتها بدت الإمارات والسعودية، عقب الاستهداف الغادر الذي نفّذته الولايات المتحدة الأمريكية، متوجستين؛ بفعل الغضب العربي والإسلامي إزاء العملية.

ولطالما مرست الرياض وأبو ظبي على تأييدها لأي توجّـه أَو عمل يقوم به الأمريكيون، إلا أنهما هذه المرة خرجتا تدعوان إلى ضبط النفس ودرء كُـلّ ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، في صورة توضح مدى الخوف والرعب من ردود الفعل المحتملة المترتبة على تلك العملية.

وفيما دعت السعودية عبر مصد مسؤول إلى ضبط النفس ودرء كُـلّ ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، ووجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار المنطقة، دعت الإمارات إلى تغليب الحكمة والاتزان وتغليب الحلول السياسيّة على المواجهة والتصعيد، مشيرةً عبر وزيرها للشؤون الخارجية أنو قرقاش إلى أن القضايا التي تواجهها المنطقة معقّدة ومتراكمة وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، وأن التعامل العقلاني يتطلب مقارنة هادئة وخالية من الانفعال.

You might also like