هل أنتِ عوامة؟!

إب نيوز ١٨ يناير

كتبت/سماح حسن.

قد يكن العنوان غريبًا لكنني لم أجد تشبيهًا يخدم المعنى الذي أريده سواه
#العوامة:هي ذلك الشيء الكروي من مادة البلاستك الذي يستخدم في خزانات المياة ليطفو على سطح الماء ويمنع تدفقها إلى خارج الخزان.

ذلك الشيء يكون منفوخًا بالهواء فارغ من أي محتوى ويحبس حركة المياة
نكاد نصادف ألاف الأشخاص الذين يشبهون هذا الشيء فارغين خاويين العقل والبصيرة ويحبون الطفو على سطح الماء وأن يكونوا في المقدمة أو الواجهة يحبون أن يمدحهم الناس ويثنون عليهم ولو كلفهم ذلك أن يصلوا إلى أدنى المستويات من تدني أخلاقي وديني.
الأهم والمهم لديهم هو أن يثبتوا بأنهم موجودين سواءً كان وجودهم بفائدة أو بمضرة لكل من حولهم.

كنت لفترة طويلة أعتقد بأن الخطئ يقع علينا بأننا لا نجعل هذه الفئة نصب اهتمامنا للمحاولة بملئ الفراغ الموجود بداخلهم ليكونوا عضو فاعل ومفيد.
ولكنني في الفترة الأخيرة بدأت بتغيير قناعاتي لأنني واجهت تعنت عجيب وغريب واصرار على عنادهم بأن النظرة القاصرة لهم ليس لها وجود سوا في عقولنا نحن.

في هذة النقطة اتفقت معهم النظرة القاصرة لهم من جهتنا لاوجود لها إلا في عقولنا أما هم فكلهم قناعة بأن لا عيب فيهم.
في بحثي للحلول لهذه المعضلة التي شغلتني لأيام بعد موقف حدث لي.
طرحت أكثر من احتمالية لكثرة هذة النوعية من الأشخاص(العوامات).
أحدها بأنه قصور في إخلاص العمل لله ومعرفة الله ونعم الله.
قصور في التأهيل منذ البداية.
أو قصور في نظرة الأشخاص الذين ظنوا بأن هذا النوع من الناس قد يكون مفيدًا للمجتمع،بينما هم لا يفعلون شيئًا سوى حبس حركة الآخرين وكبت طموحاتهم وقمع أحلامهم وتطلعاتهم.

قد يثير كلامي بعض أو كثير من حماسة البعض الذين يجدون في أنفسهم بعض من تلك الصفات بسبب تشبيهي البسيط لهذه الحالة، لكنني كتبت هذا وقد أكون أحدهم من الذين يحبون أن يظهرون ويشار اليهم بالبنان وقد يصيبني يومًا عمى البصيرة ولا أرى قصور نفسي.
كتبت هذا وأنا كلي أمل بأن يعيد كل شخص حسابات حياته ويضع هذه الصفات كمقياس لنفسة ليصل لنتيجة.

هل أنا عوامة؟
وما مدى حجم العوامة التي باتت في رأسي؟
والبحث في حلول لها باعادة تأهيل نفسي وذاتي ولا أظن ذلك بشيء ليس في متناول الجميع.
نحن نعيش فترة نحمد الله عليها بوجود قيادات دينية وتوجيهية قد تعيننا في ذلك وبأسرع وقت إن وجدت تلك العزيمة والاصرار والاعتراف بأخطاءنا وعدم الخجل منها.

في نهاية حديثي أتذكر تلك الآية القرآنية التي اقف عليها كل مامررت بها لشدة الوعيد فيها رغم أنه ذنب قد يراه البعض بسيطًا لكنة كارثة أن صدر من شخص تقع عليه مسؤولية كبيرة ولايستشعر ذلك.
قوله تعالى :(( ❂لاتحسبن الذين يفرحون بمآ أتوا ويحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم❂ ))
صدق الله العظيم يكفينا قوله جُل من قائل.
أعجز عن قول أي كلمة بعد هذة الآية فأعيدوا قراءتها وتدبرها …

You might also like