رســـالـــة كـاتـبـة لـلـتربويـيـن .

إب نيوز ٢١ يناير

بـقــلـم / بــنـت الـنـمـري

لـطالما أردت مِراراً أن أكـتب ، وأسـطـر مشـاعري وأخـط أحاسـيسي ، حول هذا الموضوع وكوني كـاتـبـة أردت كتابته لتصل رسالتي لجميع المعنيين وعلى أمل ان تستطع ابجدياتي تسطير وإيضـاح ماتحويه مشـاعري .

رسـالتي لـكـل معـلم ومعلمة لمن قيل عنهم (كـاد المـعـلـم أن يـكـون رسـولا) لـمـن ينـشئ ويربي الأجـيال ، لمن يصنع المستقبل ، لمن يغرس الأمل في النفوس ، لمن يرسخ الطموح في العقول ، أقـول لكم كلماتي هذه ،

مـعـاتبةً لـمن قصر ، وفرط في هذه المسؤولية العظيمة ، في الوقت ذاته شاكـرةً لـمن بذل قصار جهده وعانى وتعب لأداء هذه المسؤولية ، وإن الفرق لكبير بين المعلم العظيم القدوة ، وبين المعلم غير المُبالي .

من المـؤسف والـمـؤلم أن ننظر واذا بنا نرى ونشاهد ونلحظ أغلب الطلاب والطالبات منهم خريجي الثانوية ومنهم خريجي الأساسية بمختلف الأعمـار وهم عاجزون عن الكتابة الصحيحة ، لايستطيعون التمييز بين الأحرف ، ولا التفريق بين الكلمات ، ولا يعلمون شيء ، من المعروف أن الطالب ، والطالبة يجب أن يجتهدوا ، ويجدوا ، ويتعبوا ، ولكن هذا لايعفيكم من المسؤولية،

أصبح الطلاب والطالبات يتعرضون لأشد التهزيئات وابشع الأنتقادات المشككة في قدراتهم ؛
بسبب قـلة مسؤوليتكم ، يامن قد عُنيتم وكلُفتم برسالة وبماانكم المدرسة التي يدخل إليهاالطالب ، وتدخل إليها الطالبة ، وهم في عمر الزهور ، أطفالً بفطرتهم التي فطرهم الله عليها ، كان يجب أن تتقوا الله وتتعاملوا بمسؤولية أمـام الله وتستشعروا رقابة الله .

وفي هذه المرحلة بالذات تكبر وتعظم مسؤوليتكم ، في الزمن الذي يتغربل فيه الناس ويكشف الله الصادق من الكاذب ، ويميز الخبيث من الطيب ، في الوقت الذي تسـعئ المنظمات جـاهدة ليلاً نهاراً لأستقطاب التربويين ، هنا يجب أن تكونوا صانعي الأجيال ، على التربية والأخلاق الحسنة ، يجب أن تنيروا لهم المستقبل وتشعلوا لهم شموع التفوق والنجاح ، يجب أن تعرجو بهم في سلم الأرتقاء ، وتجعلوا منهم كوادر للبناء .

معلمي
معلمتي
لاتنتظروا الراتب الشهري وتترقبوه في مثل هذه الظروف وتعاتبوا على نقصانه ، بل انتظروا الأجر الأكبر والحسنات المضاعفة من الله ، لا تُضربوا عن التدريس متى شئتم فالمرحلة تتطلب صدقكم وإخلاصكم ، والوطن يحتاج جهدكم وجهادكم وبنائكم .

مسؤوليتكم ليست بسيطة بل إنها مهمة الأنبياء ومن أقدس وأنبل وأعظم المهمات ، أنتم في الجبهه التربوية والتي تشكل أهم الجبهات الداخلية التي يسعى العدو جاهداً لتمزيقها وتفكيكها فلاتكونوا له عـون على ذلك ، بل قفوا بكل صلابة وتصدوا لمخططاته القذرة حتى تبوء بالفشل ، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين .

كونوا مستشعرين لمـسؤوليتكم ولا تسمحوا بتخرج الطلاب إلا وهم قمة في القراءة ، والكتابة ، والفصاحة ، والبلاغة ، لتتركوا لهم أعظم بصمة لمستقبل زاهر ، ليسهموا في بناء الوطن ، وكونوا أنتم سبب ذلك ، ولاتتهاونوا مع هذه المهمه العظيمة .

بفضل جـهود المعلـمين نقف اليوم في وجه العدوان بعد أعـوام ونحن شامخين ونستمر في التصعيد ونستمر في التصنيع ونستمر في التصدي ، بفضل جهودهم صنعنا الصواريخ البالستية ، والطائرات المسيرة ، والدفاعات الجوية ، بفضل جهودهم نرتقي اليوم في سلم الأكتفاء الذاتي ، لم تضع جهودكم ، ولن تضيع ان شاءالله .

سيخلدكم التاريخ أيـها المعلمون في أعظم وأبهـى صفحاته فدوركم مشـرف ، وعملكم عظيم ، وأنتم جبهه مقدسة ، يكفي أن تتعاملوا بمسؤولية .

أنت معلمي ، وأنتِ معلمتي ، من ستنهضون بالوطن ، وتشيدون بنـائه ، وأنتم صانعي الأجيال ، وقد تكونوا أنتم سبب سقوط الوطن ، وانهياره لاقدر الله ،
فكونوا حذرين .

لكل معلم ، ومعلمة تعاطوا
وتعاملوا بمسؤولية ، ومصداقية ، وأسهموا في بناء الوطن ، وشيدوا مستقبل الأجيال ، إن أحـرفي لخـجـولة أمامكم ، وأن كلماتي تعتذر أمام مقامكم ، دمتم عزاً ، وذخراً ونوراً ، ونبراساً مضيئاً للوطن ، وللأجيال ، ولن ينسى الوطن جهودكم ، ولن تنسى الأجيال عطائكم ، ولكم مني الف تحية وسلام.

You might also like