الشهيد .. كوكب طاهر !!

بقلم / البتول المنصور ..
لقاء مع ..امةالله الحمران (زوجة الشهيد محمد البدر)

الشهيد: محمد حسين قاسم البدر .
______________________

(وراء كل شهيد حكاية من المجد حكاية من العزة وراء كل شهيد رصيد كبير من القيم والمبادئ والأخلاق العظيمة التي جسدها في أرض الواقع ..والتي تجلت في واقع الحياة وحديثنا عن أي فرد من الأخوة الشهداء لا يفي بحقه ابداً مهما قلنا فنحن لا زلنا نتحدث عما هو دون مستواهم ومكانتهم وعظمتهم ))

السيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي

الشهادة عطاء واصطفاء إلهي ، من هو محمد؟ وماهي حياته ؟ وكيف بذل نفسه لله ؟ وكيف جاهد وتاجر بنفسه مع الله ؟ كيف استطاع أن يبذل هذا الكم العظيم من المواقف المشرفة برغم صغر سنه ؟
أسئلة كثيرة قد نتسأل بها ولكننا سنعرف الإجابة عنها مع زوجة الشهيد محمد البدر
المجاهدة امة الله الحمران

محمد شخصية فريدة ليس لها مثيل ،
إن تحدثنا عنه كإنسان فهو ذلك الجميل في خلقه وخُلقه المتواضع الصادق مع الجميع الوفي مع الجميع في جميع أعماله سواء كبيرة كانت أم صغيرة .
وإن تحدثنا عن طاعته لوالديه فهو البار بهما ،
الصبور  المتحمل للمسؤولية، هو الأخ العطوف والزوج الوفي، .وهو الأب الروحي للجميع .
هو الصديق الصادق ،وهو المجاهد الباذل ، والحضن الدافئ لمن التجاء إليه .

الشهيد الشاب محمد كان يحب الإطلاع والبحث في جميع المجالات ،
وكان دائما يردد (جندي الله مهامه شامله ويجب أن يعرف كل شي )
كان يحب البحث عن كل شئ دون كلل أو ملل وبالأخص في مجال العلوم الدينية،
فقد كان ينجذب للقرآن ولتفسيره وكذا العلوم الشرعية
ويحب أن يرافق أهل العلم والبيان .

شهيدنا محمد هو حفيد العلامة المجاهد (سيدي أحمد صلاح الهادي)
كانت علاقته بجده لأمه-سيدي أحمد صلاح الهادي- كبيرة منذ طفولته فهو كثيرا ما ينجذب للعلم والإطلاع ومعرفة أمور دينه ودنياه .

إلتحق محمد بحلقات القرآن الكريم والعلوم الدينية وكان متميزا فيها وكان يبهر الجميع بفطنته وذكائه وحبه وشغفه للعلم ، شهد له جميع من درس على أيديهم حتى أصدقائه شهدوا له بذكائه ونباهته .

شهدينا محمد البدر من أسرة مجاهدة باذلة صابرة عانت الأمرّين في الحروب السابقة على صعده ، ناصرت الحق وسارت مع الحق منذ أن بدأ مشروع الشهيد القائد فأسرتيّ البدر والهادي كانتا على طليعة الجهاد

تساءلنا عن تعليم محمد ..والى أي مرحلة وصل … ولكن زوجته أجابتنا أن
محمد لم يستطع أن يكمل دراسته بسبب العدوان والتحاقه بالمسيرة القرآنية منذ بداية بلوغه ووعيه؛ حيث دخل العديد من الدورات الثقافية والعسكرية وكان مندفعا مخلصا .
وشهد له الجميع بمبادرته ..وإندفاعه وإخلاصه .

شارك شهيدنا في العديد من المعارك ومنها أيام حرب عثمان بمحافظة صعدة.
كما وشارك في اعتصامات ثورة ال21 من سبتمبر وإنطلق في تلك الثورة ملبيا دعوة السيد القائد
كان من المسارعين في خروج المسيرات ..وكان من المتحركين للعمل والإنطلاق

شهيدنا لم يغادر ساحات الإعتصام رغم الظروف العائلية التي حصلت لأسرته ولشقيقته حينها ..
ولم يثنيه محاولة إغتيال رفيق دربه السيد الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي
بل إزداد إصرار وعزيمة وقوة …

وتحدثنا أيضا زوجة الشهيد عن مرابطته في الجبهات ..فتقول :- لقد رابط في عدة جبهات وتنقل بين تلك الأماكن المقدسة باذلآ نفسه في سبيل الله ..وكان ينتظر إحدى الحسنيين بفارغ الصبر …

عانى شهيدنا العظيم محمد من سمعه وذلك بسبب الضرب المكثف والقريب الذي كان يشنه طيران العدوان بمقربة منهم …

ثم بعد ذلك كان أحد مرافقي جده العلامة أحمد صلاح الهادي بشكل رسمي ..
فقد كان يساعده في أموره الدينه والفقهية ويرافقه من قبل العدوان على بلادنا …

وفي تلك الفترة التي رافق محمد جده العلامة..
كان يستدعيه زوج أخته السيد الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي لمرافقته في بعض الأحيان ، وفي بعض الأمور الهامة والضرورية ..
كان يسمح له السيد أحمد بالذهاب مع الشهيد السيد إبراهيم …

استمر محمد على هذا الحال مايقارب العامين ومن ثم ترك السيد أحمد لأنه يرى بأن السيد أحمد لم يعد بحاجته فلديه مرافقين بينما السيد إبراهيم لا يمتلك أي مرافق …
ولديه أعمال مهمه

بقي محمد مع السيد إبراهيم فترة قصيرة ثم بحث له السيد إبراهيم على عمل آخر حيث قال له :
(ابسر لك عمل ثاني لا تجلس وإذا احتاجتك بطلبك)..

عمل مجاهدا مع مجاهدي أنصار الله و بعد أن أصر عليه السيد الشهيد إبراهيم وبحث له عن عمل…

استمر الشهيد محمد في عمله -كان متفاني.. مخلص في عمله ، أحبه الجميع وأحب الجميع .

وفي حال احتاجه السيد الشهيد إبراهيم وطلب منه أن يستأذن من عمله ويذهب معه..
كان ملبيآ له ولم يرفض له طلب يوما ما…
وهكذا استمر حتى استشهد سلام ربي عليه ..وخلال تلك الفترة التي ترافقا معا أصر السيد الشهيد إبراهيم على محمد بأن يتزوج
لأنه سلام الله عليه كان رافضا كل الرفض ..رغم المحاولات التي حاولوها معه بأن يزوجوه أثناء العدوان على بلادنا
لكنه وبعد مرور أربعة أعوام من العدوان أصرت عليه والدته بأن يتزوج ويبدأ بتأسيس حياته الأسرية..
وكانت تقول له بأن الجميع يتزوجون والعدوان ليس عذرآ لأحد
فالحياه مستمرة ولم يتوقف فيها شئ ونحن لا نعلم متى سيتوقف هذا العدوان..
وفي 6من ديسمبر 2018 تزوج ..لكنه سريعا ما ارتقى بروحه الى خالقه.. في 8 من أغسطس 2019

كانت حياته مع زوجته مليئة بالحب والاحترام المتبادل ولكن هذه الحياة لم تستمر فقد انتهت سريعا حيث أن  محمد كان ذكريات جميلة وتقول زوجته: لا أستطيع وصفها وكأنها لحظات من عمري أغمضت فيها عيني سريعة ممتعة جنونية عقلانية حب كبير أشياء كثيرة في لحظات قليلة لم أستوعبها عندما فتحت عيناي  وياليتني لم أفتحها إنه لم يبقى سوى ثمانية أشهر وارتقى شهيدا لم أصدق أو لم استوعب لا أعلم ماالذي جرى هل رحل محمد ام ماذا ساعات مليئة بالمفاجآت فقد قيل مفقود ثم قيل جريح ثم رأيت عبرات في عين أخته وزوجة صديقه تقول بأنه ارتقى إلى السماء شهيدا هنالك وفي تلك اللحظات صمت انظر إلى أمه وهي تبكي وأخته من الجهة الأخرى تبكي أيضا هنا تأكد لي الكلام ولم استطع أن أقاوم نفسي وبكيت وكان المكان يقتض ببكاء فيه قليل من الأنين ممزوج بإنا لله وإنا إليه راجعون، يالله لك الحمد….

فسلام ربي على روحا أخلصت وجاهدت وبذلت وأعطت
وتاجرت مع الله فربحت التجارة
وهنيئا هنيئا له الفوز العظيم
وهنيئا لمحمد مكانه جوار الأولياء والصالحين

وقبل أن أختم حروفي البسيطة هذه التي لم تف ذلك العظيم حقه أحب أن أبارك لزوجة الشهيد محمد المولودة المباركة التي أسموها فاطمة تيمنا وبركة بالسيدة الزهراء عليها السلام
حيث استشهد والدها محمد وهي في أحشاء والدتها الكريمة المجاهدة
وكم من أطفال أمثالها يولدون يتامى بسبب هذا العدوان الغاشم والظالم
فلا بد أن تثمر تضحيات شهداءنا الكرام ولا بد أن يعزنا الله بدولة كريمة.

You might also like