الآن، الآن، وليس غداً.. 

الآن، الآن، وليس غداً..

 

إب نيوز ١٦ يونيو

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي

نتنياهو يعرف أن كيانه لا يستطيع بمفرده خوض حرب طويلة المدى مع إيران..

ويعلم أيضاً أن الأمور إذا تطورت وازدادت سوءاً على كيانه، فإن هذا سيستدعي دخول أمريكا ودول أوروبية أخرى على الخط، والتدخل عسكرياً لمناصرته ومؤازرته..

يعلم كل هذا جيداً..

وهذا بالفعل ما يخطط له ويسعى إلى تحقيقه..

وهذا أيضاً ما قد يحدث في اعتقادي..

الهدف المعلن طبعاً هو تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه هو الهدف الأساسي..

فالهدف الأساسي، وكما تقول المؤشرات، هو إسقاط النظام الإيراني وإضعاف وتفكيك «إيران» على غرار ما تم قبل أكثر من عقدين في «العراق»..

أو هكذا يريد نتنياهو أن تسير عليه الأمور..

ماذا يعني هذا..؟

يعني أن القرار قد أتخذ من النتنياهو، وربما الأمريكان..

وأن الحديث أو التلويح بأوراق التفاوض ما هو إلا مضيعة للوقت وذر للرماد على العيون..

وأن لا خيار أمام «إيران» للتصدي لهذا المخطط وإفشاله تماماً سوى تغيير عقيدتها النووية الآن والتحرك سريعاً باتجاه الإنضمام إلى النادي النووي..

الآن، الآن، وليس غداً..

لم يعد لدى إيران اليوم من المبررات الدينية والأخلاقية ما يمنعها أو يحول بينها وبين تحقيق ذلك..

إيران لديها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاوة ٦٠٪ ما يمكنها من إنتاج ما بين ١٠ إلى ١٢ قنبلة نووية..

ما تحتاجه فقط للحصول على هذا العدد من القنابل النووية هو الشروع الفوري برفع مستوى التخصيب لهذه الكمية من اليورانيوم إلى درجة نقاوة ٩٠٪..

إذا ما استثنينا جهاز التفجير النووي، فإن تحقيق ذلك لن يتطلب من إيران مدة لا تتجاوز أكثر من إسبوعين..

امتلاك إيران للسلاح النووي يعني: امتلاك قوة الردع، وهذا بحد ذاته كفيل بجعل الكيان الصهيوني وأمريكا في إن واحد معاً يفكرون مرتين قبل الإقدام على أي حماقات غير محسوبة أو مدروسة..

أمريكا لا تعترف بالضعيف..

أمريكا لا تعترف إلا بالأقوياء فقط..

وكذلك الكيان أيضاً..

لذلك، على «إيران» اليوم أن لا تفوت مثل هذه الفرصة الذهبية السانحة، ليس لمجرد فقط تقديم نفسها كثاني دولة إسلامية تمتلك سلاحاً نووياً في التاريخ، وإنما لما بات يمثله امتلاك هذا السلاح من ضرورة ملحة لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بها وبنظامها الإسلامي، ولما لذلك أيضاً من أهمية خاصة اليوم في تغيير معادلة الصراع وقلب الطاولة على رأس «نتنياهو» وأقرانه..

فهلا تتحفنا «إيران» قريباً جداً بمشهد أول تجربة نووية إيرانية، كما أتحفتنا اليوم بمشاهد هطول الصواريخ الإيرانية كالمطر على مدن وحواضر الكيان المجرم..؟

أتمنى ذلك..

#جبهة_القواصم

You might also like