مابين الانقلاب الأموي والجهاد الحسيني، الأبعاد الإستراتيجية لواقعة الطف..!!

إب نيوز 8 يوليو

غيث العبيدي

🔹 طبيعة المجتمع الأموي.

عاش الإسلام المحمدي أخر أيامه في العهد الأموي، وتلفظ أنفاسه الاخيرة في عهد الحاكم يزيد بن معاوية ”لع” للعشوائية النفسية والإجتماعية التي لازمت الأمويين في تلك الفترة، حتى أصبحت الدنيوية الفاسدة  تشكل أهم أبعادهم الأجتماعية، فأرتبطوا بالوقت والمكان وخضعوا كليآ للحاكم، وتعاملوا مع الدين الأسلامي على أنه مجرد حدث تاريخي عابر، أرتبط بأشخاص معنيين، حملوا أيديولوجية متطرفة، قوضت التراث الجاهلي، وناهضت الدنيوية والحداثة، ولأن الزمن تطور جزئياً، فالمجتمع الأموي غير ملزم بالعودة إلى البعد الديني الذي كان سائداً في تلك الفترة، لتسيير أمورهم العامة والخاصة على حدآ سواء، فكانت ثمرة الدنيوية الأموية الفاسدة، الأنقلاب على الدين الأسلامي ”المحمدي منه تحديداً “ ظناً منهم أن الأسلام المحمدي فقد قوته بمقدار ما زدادت الدنيوية الفاسدة في نفوس المجتمع الأموي، وأن الذهنية الأموية أنفكت ولم تعد ملازمة مع العمل الديني بالصيغة التي كانت سائدة في عهد النبي وآل بيته الاطهار، ولا يشترط على الناس التعلق بها، والمداومة عليها، تمهيداً لفصل الدين عن السياسة، حتى وإن كان الحاكم حاملاً لقب أمير المؤمنين.

🔹 الحسين ثائراً.

نتيجة لتراكم مسارات الفساد، وأنكفاء الدين الأسلامي، وتراجع مكانته، وتغيير أحوال الأمة، وشيوع مظاهر الانحطاط الاخلاقي، وقيام نوع من التضامن مع الخيارات الدنيوية الفاسدة، المرئية منها وغير المرئية، وشيوع الأطروحات الليبرالية القائمة على تمجيد الحاكم، حتى وإن كان ”فاسد وخمار وزاني“ وشيوع نظرية الخضوع والاستسلام له، لحل مشاكل أغلب النشاطات الفردية للمجتمع الأسلامي، وظهور نزعات أنتماء فردية وجماعية، لهوية إسلامية جديدة، على مقاسات بني أمية، وأحسنهم حالآ أبتلى بمرض الشك بالمعارك التي قادها الأمام علي وتابعها الامام الحسن، عليهما السلام.

كل هذه الحقائق دفعت بالأمام الحسين عليه السلام، أن يذهب نحو معركة غير متكافئة، ومعروفة النتائج في الحسابات العسكرية، ومحسومة منذ اللحظه الاولى، في حسابات النصر المادي، وخاسرة لا محالة في حسابات القوة والدم والسبايا، فكان عليه السلام، لا يرجو منها نصرآ عسكرياً مبيناً، بل كان قاصداً ضمير الأمة ومحركآ لعقلها وناعشآ لقلبها، بعد أن غرفت لأذنيها في وحل بني أمية الآسن، محاولآ أنتشالها من عفن الدنيوية الأموية الفاسدة، وتغيير قاعدتها الهوياتية الجديدة، وصرف أنتباهها عن قضاياها الخاسرة، وضاربآ لسلوكيات الأمويين، القائمة على شل وعي الأمة الأسلامية، وأدراكها ويقينها، وتزييف حقيقتها من ”أمة القرأن“ لأمة لاعقه لقصاع حكامها، وتقتات على فضلات موائد أمرائها، وأهم خياراتها كيف تاكل ومتى وأين تتكاثر، لدرجة أن نواصي الخمارين، ومواخير الدعارة، باتت تشكل عناوين مهمة في ذهنية الأمة الإسلامية أنذاك.

🔹 إستراتيجية الامام الحسين ”ع“ قبل الطف.

🔸 النوايا الصادقة.

🔸 الأستعداد للتضحية باغلى مايملك.

🔸 فتح أبواب الجهاد.

🔸 أفشال المشروع الأموي.

 أبرق الأمام الحسين عليه السلام، إلى بني هاشم..

أما بعد..

« من التحق بي منكم إستشهد معي، ومن تخلف لم يبلغ الفتح» قول عظيم، ورسالة تحمل معاني كبيرة، وبرقية مؤثرة، وتعبر عن نوايا الأمام الحسين عليه السلام، الصادقة، فمن يلتحق به ويثبت على ماهو عازم عليه إستشهد معه، فلا يتوقع قهر العدو أو الأنتصار الظاهري عليه، ومن تخلف لم يبلغ الخلود، ودوام التأثير في الدنيا والآخرة، وإلا فما تفسيركم لمعركة دامت لساعات معدودة كأقصى حد لها، ولم تترك للأمام الحسين عليه السلام وأسرته وأصحابه سوى أما أن يكونوا قتلى يطوفون برؤوسهم في البلاد، أو سبايا أو مأسورين، لشكل حياة هذه الثورة وخلودها وروحانيتها وديمومتها، ولم تخرج منها القيمة الروحانية لآل البيت عليهم السلام أطلاقآ كل هذه المدة الزمنية الطويلة؟

ومن المؤكد فأن الامام الحسين عليه السلام أستعد للتضحية بأغلى مايملك، من أهل وعيال وأصحاب، كضرورة حتمية لمواجهة الظلم والفساد والطغيان، لأعلاء كلمة الحق، وإحياء الدين الاسلامي، وإصلاح المجتمع، وتأكيداً للحق والهام الأجيال المتعاقبة جيلآ بعد آخر. فما كان للأمام الحسين عليه السلام الا ان يفتح بابآ من أبواب الجهاد ألاسلامي أمام المسلمين وأن جهادهم هذا لن يكون عبثيآ، ومقرون بكلتا الحسنيين «الفتح والاستشهاد» فالأمام عليه السلام لم يخرج بدافع اللهو أو طالبآ للتكبر والترف، أو الاستعراض الذاتي، بل خرج طالبآ للإصلاح في أمة جده رسول الله صل الله عليه وآله وسلم، ليعيد ويحدد الطريقة المناسبة لفريضة ألامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويفشل المشروع الأموي الذي قيد هذه الفريضة وقضى عليها.

🔹 إستراتيجية الأمام الحسين ”ع“ أثناء الطف.

🔸 الأستطلاع وجمع المعلومات.

🔸 تقسيم الجيش.

🔸 المبارزة الفردية.

🔸 تأمين الجبهة الداخلية.

🔸 الجمع بين ادوار الإمامة الدينية، والقيادة العسكرية في المعركة.

إستطاع الأمام الحسين عليه السلام، من القيام بمهام مسح أبتدائية، حول القدرات العسكرية لجيش العدو، وخصائص أرض الطف، وأحوال الطقس في كربلاء، فوضع خطة ”المبارزة الفردية“ كأستراتيحية مناسبة لنوع المعركة، وعلى أساسها قسم أدوار القيادة بين أصحابة «ميمنه وقلب وميسرة» فيما أعطى مهمة حمل اللواء، للأمام العباس عليه السلام، وأأمن عليه السلام جبهتة الداخلية بإجراءات وتدابير حماية مناسبة، للحفاظ على النساء والأطفال لحين إستسهاده، وبهذا فقد أتم مهمته على أتم و أكمل وجه فكان قائد عسكري وأمام شرعي،

تولى أمور المسلمين حسب الشرائع والقوانين السماوية، الى حين إستسهادة.

فالسلام عليك سيدى ومولاي يا أبا عبدالله يوم ولدت ويوم إستشهدت ويوم تبعث حيآ.

وبكيف الله.

You might also like