مأزق جديد لإسرائيل في اليمن.. انكسار “الراية السوداء” وإغراق السفن بالكامل في البحر الأحمر

إب نيوز 12 يوليو

نوال النونو

رفع اليمنيون من منسوب عملياتهم ضد كيان العدو الإسرائيلي، إذ كان الأسبوع الماضي مليئاً بالأحداث والتطورات التي أثبتت تفوق القدرات العسكرية اليمنية على كافة الأصعدة.

وقبل ساعات من زيارة مجرم الحرب نتنياهو إلى البيت الأبيض، وجه قواته وهو على متن الطائرة بإطلاق عملية عسكرية ضد اليمن، ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى أعلن وزير دفاعه عن إطلاق عملية “الراية السوداء” ضد اليمن، زاعماً أن قانون إيران سيطبق على اليمن، في إشارة إلى نوايا مبيتة لجيش الاحتلال في توجيه ضربات موجعة تستهدف مقومات اليمن.

ومع حلول المساء، بدأ طيران العدو الإسرائيلي بالتحليق في الأجواء، سالكاً طريق البحر الأحمر، وموجهاً عدة غارات على الموانئ اليمنية، بما فيها ميناء الحديدة، والصليف، ورأس عيسى، وهي من أهم الموانئ اليمنية، وحصارها أو قصفها يتسبب في أزمة خانقة للمشتقات النفطية والمواد الغذائية، ولو أفلح العدو الإسرائيلي في تعطيل هذه الموانئ لأحدث حصاراً خانقاً على المحافظات الواقعة تحت سيطرة “أنصار الله”.

غير أن المفاجأة للصهاينة وللجميع، جاءت بتفعيل القوات المسلحة اليمنية للدفاعات الجوية، والتي بدأت بالفعل في الاشتباك مع الطيران الحربي الصهيوني، وبعد مضي نصف ساعة، اضطرت طائرات العدو للهروب، وتمكن اليمن من إفشال الهجوم الإسرائيلي على عدة محافظات يمنية، في تطور لافت يعكس أولاً مدى تطور القدرات الجوية اليمنية، وثانياً مدى العجز المتراكم للإسرائيليين في التعامل مع الجبهة اليمنية.

وفي رد سريع على العدوان الصهيوني على الحديدة في اليمن، نفذت القوات المسلحة اليمنية يوم الثلاثاء الماضي عمليات نوعية في عمق كيان العدو الإسرائيلي، باستخدام 11 صاروخاً باليستياً وطائرة مسيرة، حيث تم استهداف مطار اللد المسمى [بن غوريون] بصاروخ فرط صوتي، كما تم استهداف محطة كهربائية بصاروخ فرط صوتي، بالإضافة إلى استهداف ميناء أسدود بصاروخ فرط صوتي، وكذلك استهداف ميناء “إيلات” بـ 8 طائرات مسيرة.

هذا الرد اليمني هو الأضخم والأكبر منذ بدء عملية إسناد غزة عام 2023م، وقد شكل مفاجأة للكيان المؤقت، لدرجة أن وزير المالية سموتريتش عبر عن استغرابه من سرعة الرد اليمني والتطور في القدرات.

لقد تمكن اليمن من كسر عملية “الراية السوداء” سريعاً، ولم تجرؤ “إسرائيل” على تنفيذ غارات جوية في اليمن، مما يثبت أن اليمنيين باتوا يمتلكون دفاعات جوية متطورة، وأنها قادرة ليس فقط على التعامل مع [F-16 وF-15] وإنما أيضاً مع الطائرات الشبحية والحديثة بما فيها طائرات [F-35]، ولهذا لم تكرر “إسرائيل” الضربات الجوية على اليمن خشية من إسقاط طائرة، وتسجيل فضيحة مدوية للصناعات الأمريكية.

البحر الأحمر يهيج من جديد ضد السفن

وإضافة إلى ما سبق، فقد سجل اليمنيون خلال الأسبوع الماضي أهم حدثين قاسيين على الأعداء في البحر الأحمر، حيث عادت العمليات البحرية إلى الواجهة بعد توقف استمر لأشهر.

تبدأ الحكاية من السفينة “ماجيك سيز”، التي قررت العبور من البحر الأحمر باتجاه ميناء “أم الرشراش” في مخالفة واضحة لقرار اليمن بحظر السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.

وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها البحرية اليمنية لقائد السفينة بعدم المرور، إلا أنه لم يستجب، وظلت السفينة تعبر البحر بتجاهل واضح لنداءات القوات اليمنية المتكررة، ولهذا، اتُخذ القرار بمعاقبتها والتنكيل بها لتكون عبرة لبقية السفن الأخرى، فتم إطلاق عدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة عليها، وقبلها تم إطلاق زورقين بحريين ارتطما بالسفينة، ثم تمكنت قوات بحرية يمنية خاصة من الصعود إليها وتفخيخها بالكامل، ليؤول مصيرها إلى الغرق بالكامل، وقد تم توثيق العملية بالصوت والصورة، وعُرضت المشاهد في وسائل الإعلام اليمنية والدولية.

شكل هذا الحادث صدمة لدى العدو الإسرائيلي ولداعميه الغربيين والأمريكيين، كما أعطى زخماً كبيراً ورفع الروح المعنوية لدى الفلسطينيين ومحور المقاومة، وأثبت اليمن من جديد أنه فاعل إقليمي مهم، ولا يمكن تجاوزه في أية معادلة مرتقبة.

وكررت القوات المسلحة اليمنية استهداف سفينة أخرى في البحر الأحمر، حاولت العبور من البحر الأحمر باتجاه ميناء “أم الرشراش” في فلسطين المحتلة، وانتهى مصيرها بالغرق الكامل، ليتم خلال يومين فقط غرق سفينتين لشركات تعاملت مباشرة مع كيان العدو.

ولعل ما يميز العمليتين هو أنهما تم توثيقهما بالصوت والصورة، وبمشاهد فريدة من نوعها، وأظهرتا مدى تعاظم القدرات اليمنية في البحر، كما أثبتتا أن اليمن هو سيد البحر الأحمر بلا منازع، وأن القطع الحربية الأمريكية والغربية القريبة من موقع الحدث وقفت عاجزة عن إنقاذ السفينتين أو تقديم الدعم اللازم لهما، وهذا يعني أن الأمريكيين والغربيين قد استوعبوا الدرس جيداً، وتوصلوا إلى قناعة بعدم جدوى مواجهة اليمن في البحر، لأن العواقب ستكون وخيمة.

وبموازاة المفاوضات التي تجري في الدوحة بين كيان العدو الإسرائيلي وحركات المقاومة الفلسطينية، كان الفعل اليمني خلال الأسبوع الماضي من أبرز وسائل الضغط التي مارستها حماس في المفاوضات مع أعدائها، فقد شكلت هذه العمليات ورقة ضغط لدى المفاوض الفلسطيني، الذي لم يخضع أو يساوم أو يستسلم للضغوط الأمريكية وتقديم التنازلات.

ستظل الجبهة اليمنية عائقاً استراتيجياً لكيان العدو الإسرائيلي، الذي بات يتعامل معها بكل جدية، فاليمن اليوم يستغل موقعه الجغرافي المطل على البحر الأحمر والمتحكم بمضيق باب المندب، ليتم تسخيره لصالح القضية الفلسطينية، وهو موقع هام وحساس، كونه يربط ثلاث قارات ببعضها وهي [آسيا، أوروبا، أفريقيا]، والحصار البحري لكيان العدو في البحر الأحمر ليس حدثاً هيناً، بل يعد من أقوى الضربات التي توجه للكيان، وخاصة أنه يعزله عن الهند والصين وجنوب شرق آسيا، ويكبده الكثير من الخسائر الاقتصادية، ولهذا تعد الجبهة اليمنية من أعقد الجبهات بالنسبة لكيان العدو، والتي ستشكل له صداعاً مزمناً خلال السنوات المقبلة.

You might also like