تساؤلات على هامش اتفاقية الدفاع الإستراتيجي المشترك بين السعودية وباكستان..
إب نيوز 20 سبتمبر
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
جميل جداً أن توقع السعودية وباكستان على اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:
هل يشمل هذا الإتفاق امكانية خوض مواجهة مشتركة مع الكيان الصـ..،هيوني في حال ما أقدم مثلاً على الإعتداء على السعودية على غرار ما فعل مع قطر..؟
الإجابة، بصراحة: لا
لا أعتقد ذلك..
ذلك أن السعودية، لو كانت تريد بهذه الإتفاقية إسـ.. ـ..رائيل، لكانت، ومن باب أولى، ذهبت ووقعت مثل هكذا اتفاقية مع إيران العدو اللدود لإسـ..ـرائيل..
طيب..
هل السعودية حين ذهبت للتوقيع على هذه الإتفاقية، قد ذهبت بعيداً، وبمعزل عن علم وموافقة الأدارة الأمريكية..؟!
الإجابة أيضاً، لا..
ذلك أن السعودية لا يمكن لها، بأي حال من الأحوال، أن تقدم على أمر قد يغضب أمريكا أو يحدث حالة من عدم الوفاق بينهما، خاصة وأن العلاقة السعودية الأمريكية، ومنذ أن وقع الملك السعودي المؤسس مع الرئيس الأمريكي الراحل روزفلت ما عرف باتفاق «كوينسي» في 1945، علاقة ذات طبيعة وخصوصية كاثوليكية، أي: لا طلاق فيه..
ضف إلى ذلك أن السعودية وأمريكا بصدد التوقيع قريباً على معاهدة تلزم الأخيرة بالدفاع عنها وحمايتها في مقابل التطبيع مع الكيان..؟!
وهذا ما يعزز أيضاً فكرة أن الهدف من وراء توقيع السعودية وباكستان على اتفاقية دفاع مشترك ليس إسـ رائيل..
وبناء عليه:
إذا لم تكن إسـ..،رائيل هي الهدف، فمن الهدف برأيكم إذن..؟
وما مصلحة أمريكا وإسـ رائيل في عدم اعتراضهما أو منعهما السعودية في الذهاب نحو هذا الإتفاق..؟!
الهدف الخفي بالنسبة للسعودية، في اعتقادي، هو رغبة السعودية في احداث حالة توازن ردع مع إيران المقبلة على دخول النادي النووي من خلال باكستان الدولة الفقيرة التي قد لا تمانع، وأمام الأموال السعودية الضخمة، في بيع السعودية سراً بعض الرؤوس النووية..
يعزز هذا الطرح أن السعودية، والتي لا تملك أصلاً بنية تحتية نووية، لطالما أعلنت أكثر من مرة بأنها ستسعى إلى امتلاك سلاح نووي في حالة قيان إيران بامتلاك هذا السلاح، وهو الأمر الذي كان يقابل برفض أمريكي طبعاً..
ولا أعتقد، في الحقيقة، أن السعوديين قد يخبرون الأمريكيين بذلك الآن، لكن المؤكد أنهم في المقابل، ولكي يقنعوا الأمريكان بالذهاب نحو هذا الإتفاق، قد قدموا لهم سردية مختلفة قليلاً تقول بأن الهدف من هذا الإتفاق هو العمل على تطويق إيران مثلاً أو مواجهتها أو أي شيء من هذا القبيل..
وهذا، بالطبع، ما يعتقد السعوديون أنه يحقق بالضرورة مصلحة وهدفاً استراتيجياً للأمريكيين والإسـ..،رائيليين في آن معاً..
أو هكذا يعتقدون..
والحقيقة التي يغفلها السعوديون والباكستانيون أيضاً، في اعتقادي، هي أن الأمريكيين والإسـ.. ـرائيليين بعدم منعهما السعودية من توقيع هذا الإتفاق في جعبتهم مخطط خفي ويراد به تحقيق مصلحة أخرى أهم وأكبر من هذه المصلحة، وهي الإيقاع بإيران وباكستان في آن معاً..
وجميعنا، بالطبع، يتذكر تصريحات المجرم «نتنياهو» التي قال فيها أن الهدف بعد إيران هي باكستان..
على أية حال،
تزامن التوقيع على هذا الإتفاق مع واقعة العدوان الإسـ..رائيلي على قطر، لا يعني بالضرورة، أنه جاء موجهاً من السعودية ضد إسـ.. رائيل كما أنه، لا يعني بالضرورة أيضاً، أنه جاء بناء على رؤية ورغبة سعودية مستقلة لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، وإنما قد يكون أتى في إطار مخطط أمريكي إسـ..،رائيلي خفي للإيقاع بباكستان قبل إيران، وإعادة رسم خارطة الشرق الاوسط كما وعد بذلك المجرم نتنياهو، وما السعودية، وحتى بدون أن تعلم، إلا أداة من أدوات تنفيذ هذا المخطط..
وهذا، في اعتقادي، ما ستكشفه لنا الأيام..
#جبهة_القواصم