مكمن العلة…

إب نيوز 18 نوفمبر

 عبدالملك سام –

السنة النبوية تقضي بحلق الشارب وإطالة اللحية، ومن هذا المنطلق فإن كل من يربي شاربه ويحلق لحيته مخالف للسنة. وقول المشائخ فيمن يفعل ذلك أنه من أهل البدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار والعياذ بالله!

هذا الموضوع المذكور أنفا يعتبر أحد المظاهر التي أودت بمليار مسلم إلى الحضيض، والسبب أن “الفرنجة” أكتشفوا أن المسلمين يحبون الجدال، ويعشقون الإختلاف والكلام الفارغ.. هل تعتقدون بأنني أبالغ؟! حسنا.. يمكنكم أن تراجعوا – كنموذح – منشوراتنا خلال فترة العدوان الصهيوني الخطير وغير المسبوق على غزة.. فماذا سنكتشف؟!

نحن أمام القضايا الكبيرة نصغر، ونبحث بالمجهر وبإصرار عجيب عن السفاسف! نحب أن نشعر أننا على حق أمام بعضنا، بينما نحن أمام (الأخرين) نقف مبهورين ونحن نشاهد ماذا صنعوا بنا، ثم نرجع بعد ذلك لهوايتنا المفضلة.. نجلد ذاتنا ونتلذذ بذكر خيباتنا!

نحن أمام القضايا نتحرق شوقا للخلافات وكأننا نأنف من أن نكون مع بعضنا، وبدل أن نقف أمام عدونا الذي يعادي ديننا ونبينا وكتابنا وأمتنا تجدنا تواقين للبحث عما يثيرنا ضد بعضنا، وأقرب هذه الخلافات إلى قلوبنا هو الخلافات الفقهية حيث ينصب كل واحد منا نفسه فقيها جهبذا لا يشق له غبار، فيكفر هذا، ويلعن هذا رغم أن هذا الموقف مخالف لأوامر الله التي تحثنا على وحدة الصف!

أيهما أولى بالله عليكم، دم الحيض أم دماء المسلمين التي تسفك بأيدي أعداء الله؟! أيهما أقرب أخوك في الدين الذي يشهد بأن لا إله إلا الله وبأن محمدا رسول الله، أم ذلك الذي يكرهك ويكره دينك ونبيك؟! تخيلوا أن هناك من بيننا من يمد يده في يد عدو دينه ليقتل من يختلف معه في مسألة إطالة اللحية مثلا!!

أنا – شخصيا – لا أرى أن يوم القيامة بعيد بعد كل ما أراه وأسمعه هذه الأيام، بل وأجزم أنه أقرب من أي وقت مضى! لا مبالغة في الأمر وكلنا نشاهد كل هذه الخلافات في صفوف أمتنا التي كان يفترض أن تحمل على عاتقها أمانة السماء للبشرية، وإذا بها تنسحق بسبب فتوى البول والسواك، بل وتصر على أن تندثر على أن تظل موحدة!!

تخيلوا فقط ماذا كان يمكن أن يكون عليه الحال لو أننا تعاملنا مع بعضنا كإخوة؟! كيف كان سيكون الحال، وأي رفعة وشرف كنا سنعيشها كلنا لو كنا صفا واحدا؟! لو تسامحنا وساد العدل والخير فيما بيننا؟! هل كنا سنضطهد أو نحتقر؟! لم يقصر الله معنا في شيء وقد وهبنا المنهج والثروة والعدد وكل ما يؤهلنا لنكون أعظم الأمم.. فما الذي سنعتذر به يوم الحساب؟!!

You might also like