أسرج لجام الحاسمة

إب نيوز ٢٦ نوفمبر

 عبدالملك سام –

لله در القائل: (لكل داء دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها).. كم تكلمنا ولكن ليس هناك من يسمع، وكم نصحنا ولكن ليس هناك من يتعقل!

الأمر جد لا مزاح به، ونحن على أعتاب حماقة جديدة لمن تم تنصيبهم حكاما على مملكة الرمال المسماة غرورا “السعودية”، والذين ظنوا كما ظن أجدادهم من قبل أن حصونهم مانعة لهم من الله.. أما اليوم فحصنهم أمريكا، ولعمري أن المستتر بأمريكا عاري!

الأمور تتجه نحو المواجهة، وأمريكا لم تكتفي بتحريك أدواتها (النظامين السعودي والإماراتي)، بل نزلت بنفسها لتشرف على ما يفعلون، فأمريكا تأمر العملاء وهم بدورهم يأمرون عملائهم اليمنيين، وهؤلاء يأمرون عملائهم الأصغر شأنا (مع أنهم كلهم لا شأن لهم)، وهكذا وصولا إلى الأحمق الذي سيتسلم فتات فتات موائدهم ثمنا لروحه التي باعها للشيطان كما يحدث في أفلام هوليود!

لو كان لدى بن سلمان (مبس) عقل لما أعتمد على الأمريكيين بعد أن “مرمط” اليمنيون كرامتهم في البحر الأحمر، وبعد أن أعترف الأمريكيون والإسرائيليون بأن اليمن بات يشكل خطرا على قواعدهم وتواجدهم في المنطقة! ثم أن بن سلمان قد واجه اليمنيين سابقا، وما الهدنة إلا نتيجة عجز سعودي أمام صلابة وصمود اليمنيين لعشر سنوات تكبد خلاله النظام السعودي خسائر فادحة نتيجة خبثه وشره.

النظامان السعودي والإماراتي ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل ظنوا أنهم سيسقطون اليمن كما فعلوا بدول عربية سابقا عبر الحصار وتجنيد المرتزقة وقلقلة الأوضاع الداخلية لعدة سنوات، ولكنهم تفاجئوا بصلابة وبأس لم يعهدوهما من القيادة والشعب، وكم كانت دهشتهم بقوة اليمنيين خلال معركة إسناد غزة، ولولا تراجع أمريكا وجنوحها للتهدئة دون موافقة إسرائيل لكانت هذه المعركة أودت بالهيمنة الأمريكية إلى الأبد.

رب ضارة نافعة، والتحرك السعودي الحالي ستكون نتائجه فادحة وغير قابلة للتوقع، وكل ما يراهن عليه النظام السعودي هذه المرة مجرد تكهنات غير مضمونة النتائج وترتكز على أدوات ثبت فشلها مرة تلو أخرى، بل وتصب في مصلحة اليمنيين كونها تأتي في مرحلة أصبح فيها اليمنيون أكثر عزما لأنتزاع حقوقهم كأستحقاق لهدنة أستطاعوا فيها بناء قوتهم بشكل أسرع وتجربتها على أرض الواقع، وبقليل من الصبر والتحرك سيحسم اليمنيون معركتهم الأهم وتحقيق أهداف تحركهم المشروع.

أما العملاء الحمقى فلم تكفهم تجارب من سبقوهم ليفهموا أن أمريكا لا يعتمد عليها أبدا، وفي الماضي تركت عملائها ليلاقوا مصيرهم بعد خيانتهم لبلدانهم وشعوبهم، ورفضت أن تئوي من حاربوا من أجلها بكل صفاقة ولؤم، وهذا الثمن الذي سيدفعه المرتزقة بعد أن ينالوا العار والفشل نتيجة خيانتهم.

أما الشعب اليمني فقرار المواجهة بالنسبة له أفضل من أستمرار الهدنة المزيفة، وبمجرد أن تسمح القيادة له بالتحرك والأجتياح فسينطلق الجميع دون تردد بعد أن طالت هذه الغمة التي تمادى فيها النظام السعودي ووصل شره إلى كل بيت.. عاقبة الصبر خير سيصل إلى كل يمني بإذن الله، ولن نسمح أن يستقر محتل فوق شبر من أرضنا، وسننتزع ثرواتنا وقرارنا إنتزاعا من الأعداء، والأيام بيننا.

 *ملحوظة لكل مرتزق: أنت تريد، والنظام السعودي يريد، وأمريكا تريد، والله يفعل ما يريد! الظلم ظلمات، ومن صارع الحق صرعه، فلا تغرنكم الأماني والأحلام.. دماء المظلومين ستجرف عروش المستكبرين، ولا عاصم اليوم من أمر الله.

You might also like