يوم الولاية.. عنوان العزة والكرامة ومواجهة الطغاة والمستكبرين !!

 

يوم الغدير يوم الولاية وإكمال الدين وإتمام النعمة
الاحتفال بهذه المناسبة توثيق وإبلاغ للأجيال القادمة بأهمية هذا اليوم

يوم الولاية، يوم أكمل الله فيه دينه وأتم نعمته على البشرية بولاية الإمام علي -عليه السلام- ، ولكن الأمة الإسلامية انحرفت عنها، فتمكن أعداء الله من آل سعود من ولاية الحرمين، والذي بدورهم هدموا الدين ومنعوا وعطلوا الحج خدمة لأسيادهم الأمريكان، المركز الإعلامي للهيئة النسائية التقى بكوكبة من ثقافيات وإعلاميات اليمن اللائي تحدثنّ عن أهمية ثقافة الغدير خصوصاً في مرحلة أصبحت سمتها البارزة الخضوع للهيمنة الأمريكية كبديل عن ولاية الله ورسوله وأعلام دينه، وعلاقة جريمة منع الحجاج من الحج إلى بيت الله الحرام بتولي الأمة الإسلامية لليهود بدلاً عن تولي أولياء الله ورسوله، إلى التفاصيل :

 

البداية كانت مع الأخت /أمل الحملي التي حدثتنا عن أهمية الاحتفال بيوم الغدير قائلة: نحن نؤكد على أهمية إحياء مناسبة الغدير باعتبارها نعمة من الله سبحانه وتعالى، الذي قال في كتابة الكريم: ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا”، وهو أيضاً من الشهادة بكمال الدين الإسلامي، إن الله أكمله واتمه ليتناول كل شؤون الحياة بمختلف مجالاتها، ولم يترك جوانب رئيسية ومهمة بدون أن يحدد فيها على ضوء دينه وضمن توجيهات الله-سبحانه وتعالى- الهداية اللازمة التي يصلح بها حياة الإنسان، والشهادة بكمال الدين لها أهمية كبيرة فيما تعنيه من الشهادة لله- سبحانه وتعالى- بحكمته، برحمته، بعدله بقدسيته.
وتشيد الحملي بان الاحتفال بهذه المناسبة، وأحياءها هو ً شهادة للرسول الأعظم-صلوات الله عليه وعلى آله- بالبلاغ لذلك الأمر الإلهي الذي أمر بإبلاغه في آية قرآنية.
وتضيف: ان إحياء هذه المناسبة يعتبر عملية توثيقية لنقل هذا البلاغ جيلاً بعد جيل، فالاحتفال بحد ذاته يمثل عملية توثيقية، وعملية نقل هذا البلاغ إلى الأجيال، من جيل إلى جيل، وشهادة للرسول بالبلاغ وشهادة أيضاً لمن تفاعل مع هذا البلاغ، تفاعل من خلال الإيمان بهذا البلاغ في نصه، وفي مضمونه، وفي مدلوله.
ثقافه الغدير
من جانبها تقول : منى الحيمي / في قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}، أمر من الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله- أن يبلغه في يوم الحج يعلن به البراءة من أعداء الله المشركين كتأكيد على ضرورة القيام بها كشعيرة من شعائر الحج. وهي ضرورة لإعلان البراءة من أعداء الله في ذلك اليوم العظيم يوم عرفة، ويأمر رسول الله الأمام علياً-عليه السلام- للقيام بها كتأكيد واضح وجلي من رسول الله في من يلي أمر هذه الأمة، ومن جديد وفي كل منبر يؤكد رسول الله على أفضليه هذا الرجل العظيم، والذي له مواقف وبطولات لا نظير لها في الواقع الإسلامي، وفي صرح هذا الدين العظيم قال تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم}، ويؤكد لمن الحق في التولي من بعده-صلى الله عليه وآله وسلم- وغيرها الكثير من المواقف والأحاديث التي كانت عبارة عن تمهيد مسبق سعى رسول الله أن يمهد بها للأمة وللمسلمين من هو ولي أمرهم ومن هو هذا الرجل العظيم.
وتؤكد الحيمي أن حادثة يوم الغدير، يوم الولاية، يوم كمال الدين وتمام النعمة، يوم أن استوقف رسول الله المسلمين عند عودته من حجة الوداع، وهم في مئة ألف أو يزيد وصلى بهم صلاة الظهر في شدة الرمضاء حتى يستشعروا أهمية ما توقفوا لأجله، وجمع أقتاب الأبل حتى يتسنى للجميع رؤيته وصعد عليها وهو رافعاً يد علي وبعد خطبة بليغة، قال حديثه المشهور: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله”، ونحن اليوم ما أحوجنا حقاً لرفع مثل هذه اليد، وما أحوجنا لموالاة هذا الرجل العظيم، وأن اليوم الذي ترك المسلمون هذه اليد التي رفعها رسول الله أصابهم الذل والخنوع والمهانة، وحدث الانحراف الحقيقي عن الطريق الذي رسمها الله ورسوله، وفي الواقع اليوم ما يثبت ذلك إننا أصبحنا تحت ولاية من ضربت عليهم الذل والمسكنة، ولاية اليهود والنصارى ولاية أمريكية إسرائيلية بحتة.
فهي من أصبحت وأمست تتولى شؤون أمتنا الإسلامية، وهي اليوم وعن طريق أدواتها من آل سعود.
جريمة منع الحج
وتابعت الحيمي حديثها حول علاقة جريمة منع الحجاج من الحج إلى بيت الله الحرام بتولي اليهود قائلة : ها هم جميعهم يمنعون المسلمين من كافة أنحاء العالم من أداء فريضة تعد أم الفرائص وهي الحج وعن البيت الحرام، بذريعة كرونا هذا المرض الذي أثبتت الوقائع والأحداث بأنه صناعة أمريكية، ومن الدرجة الأولى.
ووجهت الحيمي رسالة لأعداء الله بأن ثقافة الغدير، وثقافة يوم الولاية هي في داخل أعماقنا وفي دمائنا تشربناها من نعومة أظافرنا، فهي ثقافة أبائنا وأجدادنا، وثقافة الشعب اليمني العظيم، ثقافة التولي الصادق والذي من ثمارها النصر والعز والغلبة والصمود هي يوم عيد الله الأغر، عيد كمال الدين وتمام النعمة.
قال تعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} والتي كانت آخر آية نزلت في القرآن الكريم بعد حادثة الغدير، يوم نحتفل فيه ونفرح مع من تربينا على أيديهم من أسلافنا الذي لا ينفكون من ذكر علي-عليه السلام- في كل محفل قريناً برسول الله، نحن أيضاً على درب هذا الرجل ماضون، كاسروا شوكة العداء، وراكبين سفينة النجاة معه وآل بيته العترة الطاهرة، بقيادة قائد ثورتنا علم الهدى من آل بيته الأطهار، السيد عبد الملك الحوثي -حفظه الله.
أمة الإسلام
وبدورها تحدثنا أميرة السلطان/ عن أهمية ثقافة الغدير قائلة: تعيش أمة الإسلام اليوم وضعاً لا تعيشه أي أمة في العالم، فهي الأمة التي تُنهب ثرواتها، وتُحتل أرضها ويُقتل أهلها، وما يحزن أن كل هذا يحدث وهي من تدفع الأموال مقابل أن تُهان شعوبها وتُقتل وتُشرد وتُذل.
أصبح قرار أغلب الدول إسلامية خاضعاً للهيمنة الأمريكية، فهي الوحيدة من لديها حق القرار في تعيين من تريد وإلغاء من لا يروق لها. ومن قال لها كفى بادروا بتصفيته وقتله، ما يحدث للأمة اليوم يستدعي العودة إلى منابع الرسالة الأصيلة يجب العودة لمعالجة ذلك الانحراف الذي حدث يوم أن تولت الأمة غير من اختاره الله لها ليكون قائداً لهذه الأمة، فأصبح واقع الأمة مخزياً ولا مخرج لها إلا أن تعود إلى مسارها الذي حدده الله تعالى في محكم كتابة فالعودة الصادقة إلى الله ورسوله وأعلام دينه هو المخرج كون المجتمع الذي يتولى الله ورسوله والإمام علي-عليه السلام- يصبح مجتمعاً قوياً يرفض الذل والإهانة والاستعباد.
وأشارت السلطان في حديثها إلى علاقة جريمة منع الحجاج من الحج إلى بيت الله الحرام بتولي اليهود فقالت: منذْ خلق الله آدم -عليه السلام-حدد له من هم أعداؤه من اليوم الأول، ولكن آدم نسى من حدده الله له من عدو فكان عاقبته الشقاء في الأرض، ونحن اليوم نعيش الشقاء نفسه، لأننا لم نأخذ بتوجيهات الله لنا وهو من قال في كتابه الكريم :
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} ، فالله قال لنا أنهم أشد عداوة لنا ونحن في واقعنا ننطلق لكي نوالي اليهود تحت مسمى التطبيع مع إسرائيل، و التوقيع لمعاهدات مع أمريكا فكانت النتيجة أن سلب هؤلاء الأعداء منا كل ماله علاقة بإسلامنا وعزتنا وكرامتنا.
إن جريمة منع الحج ماهي إلا نتيجة لتولي من أمرنا الله أن نتخذهم أعداء، عدوٌ متربص بأمة محمد، عدو كل همه كيف يدمر هذه الأمة وكيف يفككها، ويسعى لتدميرها فمن احتلال فلسطين إلى تفكيك الوطن العربي تحت ذريعة ترسيم الحدود في معاهدة سايكس بيكو عام 1916م إلى غزو العراق وحرب سوريا وتدمير ليبيا إلى حرب اليمن، وها هو اليوم يمنع الحج تماماً تحت ذريعة واهية هي فيروس كورونا في الوقت الذي يفتح فيه المراقص والحفلات والحانات للمواطنين، فمن تولى غير من أمر الله بتوليه يقع تحت دعاء رسول الله حين قال: ” واخذل من خذله “، فأمة الإسلام اليوم تعيش الخذلان والذل والهوان لأنها اختارت طريقاً غير تلك الطريق التي رسمها الله لها، فعندما تخلت الأمة عن هذا الطريق مكنت الأعداء من السيطرة حتى على شعائرها، فأي حال قد وصلت اليه الأمة .
تترقبه الأعين
فيما توضح وفاء الكبسي بأن هذه الأيام من كل عام تترقب الأعين أنباء الحج، وترقص القلوب فرحاً بقرب زيارة بيت الله الحرام، ولكن هذا العام تعتصر القلوب مشاعر الحزن وخيبة الأمل، لأن المملكة السعودية أعلنت تقليل عدد الحجاج لألف شخص من المقيمين داخل المملكة فقط بحجة فيروس كورونا، ولكن السبب في قرار التقليل هو الوصول إلى منع الحج حتى وصل اليوم للمنع، فقرار الألف شخص هو مجرد خديعة لإيهام الناس بأن هناك حجاً، محاولين إزالة كل ما يربط المسلمين بتاريخهم الإسلامي في مشهد يصيب كل حر بالأسى والحزن والقهر، كل ذلك تم لأن المسلمين ابتعدوا عن ثقافة الغدير التي أعلنها رسول الله-صلى الله عليه وآله- عندما قال الله تعالى لنبيه الأكرم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ، وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }، فالانحراف عن الولاية أدى إلى هيمنة الباطل وقوى الاستكبار المتمثلة اليوم بأمريكا وأذنابها من آل سعود، فالبعد عن الضمانة التي أكد عليها الرسول الأعظم التي وردت في كل كتب المسلمين جميعا بلا استثناء (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ترك المسلمون الولاية الإلهية وتمسكوا بالولاية الأمريكية ، فكانت النتيجة ما تشاهدونه من ذل وهوان وانبطاح لأعداء الأمة.
وتابعت الكبسي حديثها عن جريمة منع الحج قائلة: النظام السعودي الفاجر حول موسم الحج من العبادة إلى التجارة، فمنعوا الناس من أداء النسك الواجب عليهم وهذا يعد جريمة كبرى يجرمها الدين، وفاعله متشبه بكفار قريش الذين صدوا الرسول الأكرم وأصحابه عن المسجد الحرام قال تعالى: {إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ، وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، فقد جعلوا من يوم عرفة يوماً للملك سلمان وابنه في مشهد يصيب كل حر بالأسى والحزن والقهر لتلك المشاهد التي يظهر فيها الأعداد الضئيلة في جبل عرفة، وتمجيد خطيب عرفة لسلمان وابنه، وفي المقابل هو مشهد يفرح ويسر صهاينة إسرائيل وأذنابهم من الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً، لأنهم استطاعوا من تمكين عملائهم المشركين من الحج وفصل الأمة عن ولاتها الحقيقيين المستحقين لولاية البيت الحرام كالإمام علي -كرم الله وجهه-ومن بعده أعلام الهدى المتمثل بالسيد القائد عبدالملك الحوثي -رعاه الله، كما قال تعالى:{وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ، إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}، فلا نفع للحج بدون الولاية، ولا لرمي الجمرة دون طرد قرن الشيطان.
واختتمت الكبسي حديثها قائلة: مناسبة الولاية يوم إتمام النعمة وإكمال الدين هي جزء أصيل من ثقافة وهوية المجتمع اليمني توارثها عبر القرون ولذلك كان اليمن عصياً على الاحتلال وسمي في مراحل متعددة بمقبرة الغزاة، فهذه المناسبة ضمانة أكيدة تحمينا من الولاء لليهود والنصارى، فبنصرتنا للإمام علي وتوليه سننتصر على العدوان.

“الثورة”

You might also like