كاتب ايراني .. تحالف العدوان يتصدع ونتن ياهو وبن سلمان يترنحان..!

إب نيوز ١٤ فبراير

‏هل ربح انصار الله الحرب…؟
سؤال يتردد على كل شفة من اهلنا اليمنيين والعرب والمسلمين …
‏ففي الوقت الذي تتسارع فيه الاحداث على سواحل باب المندب وسهوب سد مأرب…
‏وكأن حرب اليمن
‏تقترب من نهاياتها…
‏فان الانباء الواردة من الميدان تؤكد بان السعودية زعيمة تحالف العدوان بدأت تسحب قواتها من شرق مأرب خوفاً من تعرضها لابادة جماعية ..
‏ في هذه الاثناء فان انصار الله يتقدمون بخطى ثابتة باتجاه المدينة التاريخية…
‏البيت الابيض من جهته صرح بانه لاخطط لديه لمحادثة بن سلمان كما ورد على لسان المتحدثة باسمه جين ساكي…
‏الخارجية الامريكية هي الاخرى تخرج انصار الله من تصنيفات الارهاب في بيان رسمي لها…
وعليه يمكن القول بان انصار الله هم اهم الرابحين من تحولات البيت الابيض الجديدة..
‏ثمة من يقول بان امريكا بعد ترامب باتت اوهن من بيت العنكبوت لشدة ما لاقت من صدمات في زمن ترامب…!
‏ليس مهماً ان بايدن يختلف مع ترامب في الاسلوب
‏المهم ان سقوط ترامب كسر ظهر امريكا..
‏وبالتالي فان هذا الانكسار الامريكي بدأ يظهر بشكل واضح على ملفي اليمن وعلى ملف النزاع العربي الصهيوني في آن …
اي على بن سلمان ونتن ياهو اللذان شكلا مع ترامب المهزوم مثلث صفقة الشؤم والعار الشهيرة..
وعليه فان المراقبين يكادون يجزمون بان نتن ياهو وبن سلمان انكسر ظهرهما ايضا
‏وان العالم سيشهد انتصار اليمن قريبا جداً وامريكا ستغير احصنتها
‏وقبيلة آل سعود آيلة للانقراض والخروج من المشهد السياسي رويداً رويدا..
كما ان نتن ياهو لن يتمكن من التجديد لحكومته في الانتخابات القادمة بسبب هذا التحول الدرامي والسقوط المدوي لسيده ترامب…
المراقبون الذين تابعوا عن قرب برودة الاجواء بين تل ابيب وحاكم البيت الابيض الجديد ، وكيف ان بايدن رفض الرد على ٣ محاولات اتصال من قبل نتن ياهو ، يؤكدون أن رسالة كبيرة ومعبرة أراد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن أن يبلغها لحكومة نتن ياهو من خلال تعمّد عدم شمولها الدفعة الأولى من الاتصالات التي أجراها مع عدد من قادة دول العالم، خلافا للتقليد الأميركي المعروف.
 بالطبع لا يمكن المراهنة على الحكومات الاميركية بهذا الخصوص بسبب رؤيتها المشتركة تجاه العدو الاسرائيلي الا أن الرئيس بايدن يرغب، على ما يبدو حسب مراقبين، توجيه “صعقة كهربائية” لرئيس وزراء العدو نتن ياهو على خلفية مواقفه المؤيدة للرئيس دونالد ترامب من دون أن يحترم الخصوصية الأميركية.
هل تتضمن “الرسالة هذه مضمون يتجاوز “العتب الشخصي”، أو “فركة الأذن” هذه؟ يتسائل مراقبون…
تجيب أوساط متابعة أن هذا الأمر وارد بحدود معينة وقد كشف أمس المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة نيد برايس عن جانب منها إذ قال بوضوح، إنّ “الوضع النهائي للقدس” يجب أن “تتمّ تسويته من جانب طرفي” النزاع “في مفاوضات مباشرة وهذا يعني أن تبايناً واضحاً بشأن رؤية كل من الإدارتين الإسرائيلية والأميركية الجديدة حيال بعض المسائل التكتيكية”.
ولم يوضح برايس ما إذا كانت إدارة بايدن تريد الرجوع عن قرار الإدارة الجمهورية السابقة القاضي بعدم اعتبار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية مخالفةً للقانون الدولي.
لكنّه قال إنّ “من المهمّ أن تمتنع الأطراف عن أي قرارات أحادية من شأنها أن تفاقم التوترات وتقوّض جهود تعزيز حلّ الدولتين”، مشدّداً على ضرورة الامتناع عن كلّ “الأنشطة المرتبطة بالاستيطان” و”ضمّ الأراضي” و”هدم” المساكن و”التحريض على العنف” و”دفع تعويضات للأفراد المسجونين على خلفية أعمال إرهابية”.
نعرف ان هذا الخلاف الظاهري لن يدوم حتى مع نتن ياهو، وانهزما هو الا تكتيك اميركي الهدف منه إعادة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات، لكنه لاشك مؤشر ان دل على شئ فانما يدل على تخبط في ادارة بايدن الجديدة التي تحاول من جهة ان تظهر تباينها مع ادارة ترامب لكنها لا تستطيع في الوقت نفسه مغادرة السياسة الثابتة في دعم العدو الصهيوني..!

من هنا فقد استدركت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي سياسة بايدن المواربة بهذا الخصوص بالقول : “سيتحادث معه قريباً، لكن ليس لدي موعد محدّد”، من دون أن توضح ما إذا كانت المحادثات ستجرى قبل 23 مارس، موعد إجراء انتخابات الكنيست الاسرائيلي…!
في كل الاحوال فان سقوط ترامب المدوي وصعود بايدن المترنح انعكسا وسينعكسا اكثر فاكثر على شكل هزائم مادية ومعنوية كبيرة على عملاء واذناب امريكا في المنطقة…!
بانتظار المزيد من التداعيات والترددات لهذا السلوك الامريكي الجديد والذي يعتقد البعض انه قد يصل جزءاً منه الى طهران الصيف المقبل..!
بعدنا طيبين قولوا الله

 

*كاتب و محلل سياسي إيراني

محمد صادق الحسيني

You might also like