أحلامنا باتت مستحيلة

إب نيوز ٥ مايو

ماريا الحبيشي

ثمة أحلام في رصيف الأيام، تنتظر عودة واقع جميل، يطل علينا من بين الآفاق ؛ لكني أرى اليوم شبحا غير مرئي للجميع، يقتل كل أخضر، ويفتك كل لين، ويسرق أحلام الطفولة في وطني، أشيعك اليوم ياوطني في ساعة غروب، في ليلة ماطرة، شديدة البرودة.

كنت أخاف أن أخبرك ياوطني بأن حروفي تعانق الأحزان منذُ ستة أعوام، وكم للخيبة من حسرات تجري في دمي، وتغزوني الأوهام، فقد هاجرت الطيور أعشاشها، وتوقفت المياه عن مجاريها، وبات كل شيء محطة لاستقبال الشتاء فقط .

نعم لا شيء بات في وطني سوى الدمار والخراب، والقلق والخوف والحرمان، كل شيء مستقر فينا عدا شيء واحد هو: القلب فليس مستقر ولا منتظم، تارة يخفق بقوة وتارة لا نسمعه أبداً، هاهي مدينتي يطويها الهدوء، ويعمها النسيان من جديد، وهكذا تصبح كما هو حال وطني، لا مرفأ له، حينها تهب عليها رياح الشتاء القاسية، لتدمر كل شيء فيها من أحلام وأمنيات
واليوم إلى أين؟!
لاأعرف بالضبط !.
لكني أتساءل في نفسي لقد كنت هنا لماذا أضعت المكان ؟!

هل هناك في محطات النسيان والحروب المنهكة، ويعود السؤال لذاكرتي من جديد، تلحقني عواصف حين أتوارى خلف الواقع، أفتش عن إجابة هنا وهناك، أفتش عن حلماً بات مستحيلا تحت الركام .

أتصكع مثل متهم بجريمة قتل عقابها الإعدام، أحاول الهروب من تهمة لست أنا من ارتكبها، فيطبقها القانون على البؤساء الضعفاء الذين ظلمتهم الحياة، كل مافي الأمر أنه كان يلبس الفضول، لمعرفة ماذا خلف الأسوار، وهكذا هي حياة المجردين، محرومين من أبسط حقوقهم .

نعم كنت شريد البال، فاقد الأمل، أخفي شخصيتي عن الأنظار، لأركض وراء الأماني الكاذبة، أخفيت كل مافي زوبعتي من حروف دامية حتى أظهر بقوة للعالم.

لقد كنت منافساً الشروق، ولكن أنا الأجمل منها، واليوم أبحث عن إجابة، لقد كنت منافساً النجوم واليوم أين أنا ؟!

تحت الخراب أتوارى، وخلف الحروف تنهشني الأحزان، نعم ياوطني لازلت أبحث عن ذاك الحلم المستحيل، فقد كنت لا أحب الانتظار ولكني أجدني اليوم أنتظر ذاك الفجر الذي يشع لنا مع شروقه وطيوره .

 

You might also like