حقوق المرضى

إب نيوز ٧ يوليو

لا أحد يدخل المستشفيات إلا إذا كان مريضاً يأمل في العلاج‏، أو زائراً يطمئن علي مريض‏..‏ لكن في بعض المستشفيات الحكومية فالمريض لا يتحقق أمله أحيانا‏..‏ والزائر لا يطمئن غالبا‏!!‏

“حسن المعاملة جزء من العلاج” ولكن لا أحد يعترف بهذا المبدأ في كثير من هذه المستشفيات، هذا ما شاهدته بنفسي. لدرجة إن أحد المرضى قال لي: البقاء مع الآلام داخل المنزل أهون بكثير من سوء المعاملة والإهانة التي نعاني منها قبل العاملين في المستشفيات من أصغر عامل وصولا إلى الطبيب!

للأسف قادتني الأقدار أن أدخل مستشفي الجمهوري والثورة بصنعاء ، وقد شاهدت ما هالني وكدت اشتبك مع بعض المسؤولين.. فهذا مريض شاحب الوجه واهن العافية مرمي بالطوارئ يستنجد بالطبيب  ويستحلفه بكل غال في الوقت الذي لم يكلف الطبيب نفسه الرد عليه بدلا من الكشف عليه بحجة عدم دفع كامل الرسوم ، وهذه حجة بائسة أتت بزوجها مريض السكر بعد أن صمموا على خروجه بحجة تحسن حالته رغم وجود غرغرينة في قدمه ـ كما شخص لها الأطباء وعندما عادت به للبيت أصيب بارتفاع شديد في درجة الحرارة ورجفة في جسده فعادت به لإسعافه ولم تعرف لماذا أخرجوه من الأساس؟!

وشاهدت مريض مسن بمفرده ملقي علي السرير ومعلق له المحاليل وعندما فرغت العبوة شاهدت أحد المرافقين لمريض آخر يحاول استدعاء أحد من التمريض لغلق الأنبوبة حتي لا يتسرب الهواء للمريض وعندما لم يجد أحداً قام بنفسه بغلقها وعندما جاءت الممرضة أخبرها المرافق فتعاملت مع الموقف بمنتهي الاستهتار وكأنها تركت الهواء الفارغ يدخل جسد الرجل النحيل لينعشه في يوم شديد الحرارة!

وأكثر المشاهد المدهشة والمؤلمة أنه كان على السرير امرأة تعاني آلام الوضع وتصرخ بشكل هيستيري حتي ينجدها أحد وعندما جاء الطبيب طلب منها بعنف القيام من على السرير فوراً لأن هناك حالة وضع سريعة فإنهارت السيدة وأخبرت الطبيب بعدم قدرتها علي القيام لأنها تشعر برأس الطفل يتدلى وما كان منه إلا أن نهرها وأجبرها علي ترك السرير بلارحمة أو ذرة من الإنسانية!

هذه المشاهد وغيرها من المشاهد العجيبة والمستنفزة رأيتها في دقائق معدودة..

هذه المستشفيات نراها صرحاً طبياً من الخارج ومن الداخل لا بأس بها أما التعامل مع المرضي فالعنف والمهانة هو الأسلوب الذي اتخذه من يدعون أنهم سفراء الرحمة، وكأن المريض جاء ليتسول من هؤلاء الذين وضعتهم الدولة لخدمة المرضي، والإهمال الطبي سيد الموقف!!

لا يختلف اثنان، في كون مستشفياتنا اليوم أصبحت للكثير منا كابوسا، نتيجة لسوء المعاملة والإهمال، وعدم النظافة والمحسوبية الوساطات هذه بالنسبة للمستشفيات الحكومية، أما عن المستشفيات الخاصة  فهي وضع آخر  أصبحت مقبرة للداخلين “الداخل لها مفقود والخارج منها مولود”  ناهيكم عن نهب الأموال الطائلة من المريض!!

أين وزارة الصحة من كل هذا، هل يعلمون ويدركون بحجم معاناة المرضى في كل المستشفيات؟

أنزلوا للمستشفيات وشاهدوا بأم أعينكم لامسوا معاناة الناس أوضعوا الحلول والمعالجات للحد من كل تلك التجاوزات!

 

#وفاء_الكبسي

 

You might also like