الولاية هي المخرج والحل لعزة الأمة

إب نيوز ٢٧ يوليو

كوثر المطاع

مع حرارة الشمس الساطعة و حرارة الرمضاء الشديدة و تعب السفر، و بعد أيام من الحج المقدس كان هناك أمر ٌ جلل من الضروري أن يستوقف الرسول صل الله عليه و آله وسلم من كانوا حاضرين معه في وادي خم فيطلب من السابقين العودة وينتظر المتأخرين وفي الوقت ذاتة يطلب بأن تجمع أقتاب الأبل ؛لكي يعتليها ولكن لم يكن وحيدا عند إعتلائها بل كان أخيه و وصية ورفيق مسيرته معه الأمام علي عليه السلام.

فما كان سبب الصعود إلا من أجل هذه الأمة والتي انتظرت لفصل الخطاب وما سيقال فيه و كما هو معروف بأن النبي الكريم ” لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ” ونزل الأمين على النبي وهو يقول (( يا أيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لايهدي القوم الكافرين )) انتظر الناس بإستغراب وترقب لما سيحصل وعليهم علامة الدهشة و الفضول .

وها قد بدأ النبي صل الله عليه و آله وسلم بالحديث من بعد( بسم الله الرحمن الرحيم إني أوشك أن أدعى فأجيب ، ولعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا …..)في خطبة عظيمة مقتضبة مفادها بأن أشار للإمام علي وهو رافع ليده بأنه مولاهم ومولا كل مؤمن ومؤمنة وبأن عليهم أن يبايعوه لسلامتهم وسلامة دينهم ، ثم تركهم مودعا بعد أن أتت المباركات له فقيل له “بخ بخ ياعلي أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة ” لم يختره النبي لأنه ابن عمه وزوج ابنته أو لأي سبب دنيوي بل اختاره الله لأنه يعرف بأنه الوحيد القادر على الحفاظ على هذه الأمانة ، وهو القادر على تحمل هذه الرسالة العظيمة .

كيف لا وعلي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث ما دار ، إذن فقد كان ذلك أول احتفال بهذه المناسبة الجليلة والتي نسميها بعيد الغدير أو بيوم الولاية ، وهي تعتبر احتفالا وفرحا بفضل الله علينا لكمال هذا الدين والذي جاء ليكون رحمة للعالمين محفوظا من عند الرحمن الرحيم ، وكان الرسول أول المحتفلين به واحتفالنا هو إقتداء بالرسول الأعظم صل الله عليه و آله وسلم ، وهو أيضاً فرحة باكتمال الدين وبأن الدين ليس بناقص ولا يشوبه شيء .

فلماذا هذا الاحتفال !!؟

نحتفل به اليوم ونحن نعرف أولياءنا من آل بيت النبي ، كي لايكون لليهود والنصارى في يوم من الأيام هم أولياءنا ، ولا يكون لهم حجة علينا ، إذن فهذا المبدأ يحفظ للأمة عزتها وكرامتها أمام أعداء الأمة ، لأن جهل الأمة بماضيها و بأهمية الولاية يجعلها عرضة للوصاية الخارجية وباحتفالنا نكون من المجددين لهذه الشعيرة والتي تظل حاضرة لدى الأمة و لاتغيب عنها يتعلمها الصغار و يجددها الكبار في كل عام بفرحة العيد الأكبر .

ها نحن اليوم نلتمس هذه النعمة في مواجهة أعداء الله و ولايتنا لأعلام الهدى من آل بيت النبي صل الله عليه و آله وسلم ، فنحن نواجه أكبر مشروع تآمري ضد الإسلام ومقدساته و ما إغلاق مكه المكرمة ومنع الحاج من الحج إلا ذريعة و مؤامرة ضد المسلمين لا تواجة إلا بالتولي لأولياء الله من المؤمنين ، وماهذه الحرب التي تشن على يمن الحكمة والإيمان الا بسبب الحفاظ على ولايتهم و اتباع أعلام الهدى فهم سفينة النجاة.

نحتفل به لأنه يوم الضمانة الحقيقية لحماية هذه الأمة من اختراق أعدائها لها ، والتي كان يتربص بهذه الأمة ودينها الحنيف من المنافقين و الكفار واليهود ، والذين شككوا فيه و في نزوله حتى شككوا في وصيه و حرضوا الناس على عدم اتباعه ومبايعته، غيرة في سقيفة بني ساعدة.

نحتفل به لأنه منظومة أخلاق تحفظ للأمة عزتها وكرامتها و حريتها ومجدها و لا بديل عنها إلا موالاة أعداء الله وأعداء الأمة ، و بموالتنا للمؤمنين و الرسول الكريم هي أمتداد لولاية الله تعالى .

إذن فالولاية اليوم هي المخرج لنجاة هذه الأمة ، من كل مايحاك ضدها ومن كل حرب وعدوان يشن ضدها ، فما يجري اليوم من تطبيع لاعداء الله بصورة فاضخة تجعلنا حريصين كل الحرص على الاهتمام بهذه المناسبة .

 

You might also like