فلسطين هي البوصلة.

 

إب نيوز ٢٩ إبريل

بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
أخي العربي :
هل اختلط عليك الأمر أو تعذرت عليك الرؤية لدرجة أنك لم تعد تدري شطر أي من الفرقاء تيمم وجهك أو في أي موطئٍ تضع قدميك؟!
هل تشابه عليك البقر لدرجة أنك لم تعد تعي أي بقرةٍ حلوب يتوجب عليك اتباعها واقتفاء أثرها؟!
إن كنت كذلك، فلا عليك!
فلسطين هي البوصلة.
فلسطين هي البوصلة التي تبين إن كنت تسير في الإتجاه الصحيح أم الخطأ.
هي التي تحدد موقعك من الأَعراب ومن الإعراب وهل أنت فاعلٌ مرفوع الهامة والقامة أو مجرد اسمٍ مجرورٍ بالكسرة أو حتى (بالجزمة).. لا فرق.
هي مقياس (ريختر) الذي يبين مقدار ثباتك على المبدأ وثبات مواقفك في كل الظروف والأوقات من تحركاتك وتقلباتك واهتزازك واهتزاز مواقفك.
هي (الترمومتر) الزئبقي أو الإلكتروني الدقيق الذي يبين حقيقة ومستوى حرارة تحمسك وغيرتك وحميتك على أهلك ووطنك وأمتك!
هي المعيار الحقيقي الذي يبين طبيعة ونوع معدنك؛ عربياً حقيقياً كنت أم عربياً مُقلَّداً؛ ذهباً خالصاً أم ذهباً مزيفاً أو (فالصو) كما يقولون !
هي وحدة القياس الوحيدة التي يقاس بها طول هامتك وقامتك وعلو كعبك وحجم احترامك لنفسك ولأمتك ووطنك ومدى اهتمامك وتفاعلك أيضاً مع قضايا أمتك المصيرية!
أليس هذا هو ما أجمعنا واتفقنا وتعاهدنا عليه ذات يومٍ من قبل وهو ما أوصانا به الأولون أيضاً؟!
أليس هم أخبرونا أن من خرج على هذه المعادلة أو شذ عنها فإنما قد خرج وشذ في النار؟!
هاهم المهرولون والمطبعون اليوم وقد أعلنوا بكل وقاحةٍ وصفاقة خروجهم عن هذه القاعدة وشذوذهم عن هذه المعادلة بالإعتراف والتطبيع الكامل مع دولة الكيان الصهيوني!
هاهم يبرهنون للدنيا كلها أنهم قد أضاعوا هذه البوصلة وانحرفوا عن مسارهم الصحيح في انسياقٍ واضحٍ وصريح خلف المشروع الصهيو أمريكي المشبوه!
وهذا شأنهم طبعاً!
لكنهم ومع ذلك لن يستطيعوا التغيير من أمر الوجهة والبوصلة الحقيقية لنا شيئا.
أضاعوا البوصلة أم لم يضيعوا..
شذوا أم لم يشذوا..
ستظل فلسطين هي البوصلة والمحك وهي المجس الدقيق وكل وحدات القياس الحقيقية التي تبين حقيقتك وحقيقة انتماءك وصدق مشاعرك كمواطنٍ عربي نحو وطنك وأمتك!
فقط ما عليك إلا أن تحدد موقعك وموقفك من فلسطين وستعرف ويعرف الناس أجمعون حينها من أنت ومن تكون !

(جمعتكم مباركة)

#معركة_القواصم

You might also like