أزمة طاقة عالمية تنذر بشتاء قارس لأوروبا ويراد تدفئتها بنهب النفط اليمني

 

إب نيوز ٢٥ ربيع الأول

إكرام المحاقري ـ

في الـ 2 من أُكتوبر الجاري 2022، انتهت الهدنة الأممية الثالثة في اليمن، ليبدأ عقبها جولة جديد من المفاوضات الصعبة مع دول العدوان، والتي لا يهمها سوى البقاء في الجنوب اليمني ونهب الثروات واستنزافها للصالح الأمريكي والبريطاني، غير مكترثين بمصير أكثر من 24 مليون نسمة يعيشون تحت وطئة المعناة والحصار منذ ما يقارب الـ 8 أعوام، وكما هو المعتاد هاهي الأمم المتحدة تقوم بدورها السياسي الخبيث، في تمضية المزيد والمزيد من الوقت وتمرير مخططات العدوان بعناوين إنسانية، في الوقت الذي اصبحت فيه حكومة صنعاء أكثر قوة وصلابة من ذي قبل.

فرضت حكومة صنعاء شروطها الإنسانية على دول العدوان واسيادهم في دول الإستكبار العالمي، والظاهر أن السعودية اصبحت تبحث لها عن مخرج من وحل الحرب، محاولة الحفاظ على حقولها النفطية، خاصة والعالم يمر بازمة نفص في اسواق الطاقة تحت تاثير استمرار الحرب الروسية الاوكرانية، ومع اقتراب الشتاء في أوربا، خاصة بعد العروض العسكرية اليمنية في العاصمة صنعاء والمنطقة الخامسة، في محافظة الحديدة شمال اليمن، والتي لها وضعها وطابعها الخاص في إرسال الرسائل لدول العدوان في ملاحة البحر الاحمر، لتقف تلك الدول المعتدية منبهرة وعاجزة عند نقطة التصنيعات والتقنيات اليمنية الحديثة، والتي قدمت رسائل للعدو الصهيوني في تل ابيب، وهددت الحقول النفطية السعودية بعدة رسائل مختلفة، منها ما جاء على لسان الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، أو وزير الدفاع أو الرئيس مهدي المشاط نفسه.

فالمعركة بالنسبة لليمنيين حتمية ولا بد من خوضها حال تعنت قوى العدوان، لذلك فقد تمسكت صنعاء بشروطها في فك الحصار وتسليم الرواتب، وهي الحد الأدنى لمطالب اليمنيون في الوقت الراهن، بينما توجهت الضغوط الأمريكية والبريطانية على النظام السعودي نحو تمديد الهدنة دون القبول بالشروط اليمنية، وهو ما جعل النظام السعودي يقف عاجزا عن اتخاذ أي قرار، فمن جهة هم يعرفون ماذا سيحدث في حال تجددت الضربات اليمنية على الحقول النفطية والمنشاءات الحيوية السعودية، ومن جهة أخرى  فالنظام السعودي مطالب بقبول الهدنة حسب الرغبة التعجيزية الأمريكية، فبالنسبة لهم فالخسارة الكبيرة ما زالت مرتقبة عند اطلاق أول صاروخ يمني، وبالنسبة للقوى اليمنية الحرة، فهم ينتظرون الحرب بفارغ الصبر لولا الوساطات الأممية، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل انها طورت من الأزمة الإنسانية في اليمن، واستغلت الأوضاع القاسية للتسول باسم الشعب اليمني، وإطالة معاناته.

أما الدور البريطاني في هذه الحرب، فهو يقف بقوة خلف دول العدوان، بل أنه من يحتل المناطق الجنوبية بمشاركة صهيو أمريكية، ويكرر احتلال الجنوب مجددا، لكن المزاعم الخفية قد تجلت أخيرا، فهم يساومون الشعب على لقمة عيشه، مقابل البقاء في تلك المناطق، ويحاولون الضغط على القيادة اليمنية لكنهم يفشلون في كل مرة، وليست هذه المرة الأولى، فما انكشف بعد انتهاء أخر هدنة والتي لم يلتزم بها طرف العدوان، هو أن اليمنيين لم يستفيدوا شيئا غير غياب صوت الطائرات العدوانية في أجواء العاصمة صنعاء وبعض المحافظات، بينما الطرف الأخر استغل الهدنة لنهب المزيد من النفط والثروات اليمنية.

الأمور تتجه نحو تمديد الهدنة مجددا، ولذلك نرى طرف العدوان أبدى شيئا من المرونة في ملف الأسرى، والحديث يتجه عن اتمام اتفاقية صرف المرتبات، مع تحرك بريطاني للزج بالمزيد من المرتزقة اليمنيين لخلق وضع غير مستقر في المناطق  الحرة، خاصة في تلك المناطق البعيدة عن منابع الثروات، ومحاولة تعزيز تواجده في محافظتي المهرة وحضرموت جنوب اليمن، ورغم ذلك، من الواضح أن هذا الوضع لن يستمر طويلا، خاصة وهو لا يلبي جميع الشروط اليمنية التي تتجه نحو رفع الاحتلال ووقف نهب الثوات اليمنية بشكل كامل.

You might also like