الشُهداء مدرسة في التضحية والجهاد

إب نيوز ١٣ جمادي الأولى

خديجة المرّي

أيٌّ مدرسة تلك ياتُرى التي تخرج منها أوليئك الشُهداء الثوار والأبطال؟!!
أيُّ جامعة في الدنيا درسوا فيها، وتعلموا فيها فنون الحرب والقتال؟!!
أيُّ ملاحم خاضوها، فتعلموا منها الشجاعة والقوة والإستبسال؟!!
أيُّ قادة تخرجوا على أيديهم، فأنطلقوا إلى كل الساحات بما بين أيديهم من أسلحة لاتكفيهم ولاإمكانيات ؟!!
أيُّ علماً حظيَّ بِه، هؤلاء الأسود ، حتى عشقوا ُّالتضحية والفِداء في ميادين الجهاد، فعشقوا الشهادة وحبٌ الإستشهاد؟!!

إنّها مسيرة الحق والعدل والقرآن، إنها ثقافة الجهاد والإستشهاد، إنها من تصنع الرجال، إنّها سفينة النجاة، التي من ركِبها نجى، من تخلف عنها غرق وهوى، إنّها ينبوع التفاني والعطاء، إنّها من ربت الشُهداء العُظماء، إنهُ حُب الله، وحبٌ آل بيته، إنهُ العشق الإلهي المُقدس، الذي ارتشفوه..!

فمن مدرسة الشُهداء الأفياء نتعلم الدروس، ونستلهم الذكريات، فهم من تخرجوا من تلك المدرسة التي قائدها حيدري، وشجاعته لاتنتهي،
من مدرسة الشُهداء نعشق التضحيات، كيف لا وهم في خُطى النهج المحمدي الحُسيني الذي سُيبقى منهجاً ومشروع لكل الأجيال..!
من مدرسة الشهداء الصادقين، كتبنا عهداً صادق وخطيناه بدمائنا فوق الجبين (من أحب الحياة عاش ذليلا ياأيُهاً المُستكبرين) فمازالنا وسنبقى في درب زيدا وبثورته مُتمسكين.

من مدرسة الشٌهداء سَنبقى نُخلد العُظماء، فهم من تخرجوا من مدرسة الإيمان والقرآن، مدرسة الهُدى والتقوى، التي قادتها حٌكماء، ومنهجهم عظيم، في الصراط المُستقيم، فهم أحبُوا الله فأحبهم، انطلقوا بإيمانهم الراسخ، وتوليهم وإنتمائهم الصادق، مُتسلحين البنادق، إلى كل ساحة في المعارك، لم يخشوا في الله لومة لائم، لله درهم ليوث الحربّ، وصُناع الكرامة والمجد.

فالشهداء هم المدرسة المعطأة بالتضحية والجهاد، التي تجود بالنفس والمال، وتأبى الخنوع والإستسلام، في يمن الصمُود، الولادة بِرجالالها الشجعان البُواسل، في يمن الحكمة والإيمان، في أرضٍ أبت إلاّ أن تٌسقي شجرتها بـدماء العُظماء، لِتُثمرّ زرعاً مُخضراً من العزَّة والإباء، لتبقى رائحتها مُعطرة بأريح المسك والرياحيين تفُوح، لتُعطر كل من مرّ عليها بأعذب النفحات، ليبقى الشٌهداء هم الأحياء في دار الخلود، ونُحيي ذكراهم، في دُنيا الوجود، لن نذل أونتخاذل أونميل.

فيا أيُها الشهداء عهداً لن ولن ننساكم، وعبر التاريخ سَتبقى ذكرياتكم الفواحة، ومواقفكم الخالدة، ستبقوا أنتم نورنا في ظلمات الليالي المُوحشة، ومُشكاة نٌوراً تبعث إلينا نسمات من الراحة والسكينة والإطميئنان، لنقول لكل الأعداء بأننا نحنُ الأقوياء، بـدماء شهُداؤنا، ولن تستطيعوا إركاعنا، وهيهات منا الانكسار ، وسنكملّ المشوار، لنعيش بالعزَّ احرار، ونصنع الانتصار.

#الذكرى_السنوية_للشهيد_1444هـ.
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة
#الحملة_الدولية_لفك_حصارمطار_صنعاء_الدولي

You might also like