بدمائهم ننتصر

إب نيوز ١٩ جمادي الأولى

أسماء الجرادي

مازال الحديث عن الشهداء يتواصل وقصصهم تُسرد على مسامعنا ففي كل بيت يمني شهيد ولهذا فمهما كانت كتاباتنا وكلماتنا فلن تكفينا أشهر بل أعوام لنُفصِل أخبار نضالهم الذي قلّ أن تجد له نظير في أُمة أستحلها الأعداء وسيطروا على الكثير من شبابها.

إنهم شهداء هذه الأرض المظلومة وصفوة رجالها أكملوا واجباتهم فاختارهم الله ليكونوا في ضيافته لأنهم وصلوا لذروة الحب لله ولوطنِهم ، فأخلصوا ، ووثقوا بعدالة القضية التي حملوها ، فقد إمتلأت قلوبهم وجع على دماء سفكها العدو وسالت ظُلماً أمام أعيُنهِم فلم يجدوا لأنفسهم من أن يحملوا مسؤولية صد هذا الظلم والنصر لهذه الدماء فانطلقوا حاملين في أكفهم أرواحهم واثقين بنصر الله ولو بعد حين.

تعجز الكلمات عن الحديث عن هؤلاء الأبطال عن بطولاتهم في أرض المعركة أو عن أخلاقهم في مجتمعهم وبين أُسَرهم فهم حاملين الأخلاق القرآنية العظيمة ، فلم يكونوا إلا رُسل للحب والسلام لمن يعرفهم ولمن لم يعرفهم إنهم من قال الله عنهم ” أذلةً على المؤمنين أعزةً على الكافرين ”
رجال لا يخافون في الله لومة لائم.

إنهم صُناع النصر ، من بفضلهم صَمد الوطن وبِفَضلِهم كانت الإنتصارات وكانت الضربات القوية على أراضي العدو ولولاهم لما صمدنا ولا سعى الأعداء لطلب هدنة أو صلح.

فبدماء الشهداء قادة الحرب والسلم يكون النصر وبأرواحهم تحيا الأمة وقد وعدهم الله تعالى بقوله “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ” وهذا النصر يكون سواءً في حياتهم أو بعد مماتهم وهذا ما حصل بعد استشهاد الشهيد القائد حسين ابن بدر الدين الحوثي فقد وصلت كلماته إلى أنحاء العالم وعرف الجميع من هو السيد حسين الذي حينما أُستشهد كان يشاع أنهُ فقط قائد حركة تَمَرُد ولكن ظهرت الحقيقة وأنتصرت القضية بعد استشهاده ونال قاتلهُ جَزاء قتله بعد سنوات عِده ،أيضاً ما حدث للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي فبرغم من أن قضيته ومظلوميته ضل التكتم عنها لعشرات السنوات ولكنها ظهرت ولو بعد حين وَلَقي القاتل جزائهُ في أحداث لم يكن يتوقعها أحد وكذلك ماحصل لرئيس الشهداء وجُرح الوطن وحبيب الشعب الشهيد صالح الصماد والذي أُستشهد وأُطلِقَ إسمهُ على عدد من المنشئآت الوطنيةِ والطائراتِ المسيّرة والصواريخ محلية الصُنع وبهذا يُدَوَن أسمائهم للزمان بإسم صُناع النصر
وذلك لأنهم يرحلون عنا أجساداً وتبقى معنا أرواحهم فهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين ومستبشرين بما أتاهم الله من فضله، وإننا هنا لن ننسى الداعم الأساسي لهؤلاء الشهداء والشعلةُ التي أعانتهم وزادت في حماسهم وهي المراءة سواء الأم أو الأخت أو الزوجة او الإبنه فهن من وقفن بشموخ منقطع النظير ، وهن من ساندن وشجعن الرجال على الذهاب للجبهات وأحتفظن بالأمانه التي وضعها رجالهن بعد رحيلهم فكانين عند مستوى المسؤولية في الحفاظ على البيت والأبناء وواصلن عملهن الجهادي من خلال دعم المجاهدين بالكعك وكل ما أستطاعت لتشعر مجاهدها أنها معه في خندق الجهاد ولو ابتعدت المسافه.

وكذلك لا ننسى أن هناك البعض من الشهداء من أخذته الغيرة على دينه ووطنه وأبناء وطنه فذهب للقتال رغم رفض أسرته وتعرضه لصد من أسرته حتى وصل ببعض الأُسر مِن مَن يحملون الفكر الوهابي أن يتبرأ من إبنهِ المجاهد وحين يستشهد يرفض حتى إستلام جثته،
لقد عانوا كثيراً سواء في مجتمعهم أو في جبهات العزة والكرامة أو في سجون العدوان.

هؤلاء هم الشهداء تقف جميع حروف اللغه عاجزة عن وصف أخلاقهم وجهادهم وحجم ما تركوا لنا من إرث علمي وجهادي
إنهم الشهداء ، ! القائد والرئيس والوزير ، الدكتور والمهندس والعالم والقاضي ، المعلم والمحامي والإعلامي والجندي والفلاح ، الشاعر والمنشد ، جميعهم شهداء في هذه المعركة التي أُوجبت علينا جميعاً إنها أعظم معركة في زمننا المعاصر وكان فيها أعظم التضحيات وأنتجت النصر والنصر العظيم القادم بإذن الله.

خِتاماً رسالتي إليكم أيها الشهداء أقول : نحن معكم بأرواحنا ودمائنا ، نحن ورائكم الواحد يليه الآخر والجيش يليه الجيش حتى تتحرر أرضنا ونثأر لدمائكم ودماء هذا الشعب ونبني وطننا من جديد ، وثقوا أننا سوف نحافظ على ذكركم بأن نسلك طريقكم بكل شجاعه وإقدام وعزة وقوة ، ونحن نتعهد لكم وننقش عهدنا على قبوركم أننا سنقاوم بإسم هذا الوطن سوف نقاوم بكل ما نستطيع وبكل مافي أيدينا من أدوات الحرب حتى بالقلم.

#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة.
#الذكرى_السنوية_للشهيد_1444هـ.
#الحملة_الدولية_لفك_حصار _مطار _صنعاء_الدولي.

You might also like