عبدالباري عطوان : “الجنرال” محمد الضيف يطلق الصاروخ الأول لتدشين حرب التحرير.

 

 

إب نيوز ٢٣ ربيع الأول

 

عبدالباري عطوان :

“الجنرال” محمد الضيف يطلق الصاروخ الأول لتدشين حرب التحرير.. وللأقصى مقاومة تحميه.. ولا مكان للوسطاء المهرولين المأجورين.. وهذه سيناريوهات الحاضر والمستقبل وتطورات الايام المقبلة ومفاجآتها

عندما يخرج “الجنرال” محمد الضيف زعيم “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” من مخبأه المتواضع، وبصحبته “أبو عبيدة” الناطق الرسمي باسمه بشماغه الأحمر، وبعد غياب قارب العامين، وتحديدا منذ معركة “سيف القدس”، فان هذا يعني ان نصرا كبيرا في الطريق وان من اقتحموا المسجد الأقصى سيواجهون عقابا صارما، ومعهم السلطات الإسرائيلية التي وفرت لهم الحماية، والآن عرفنا أسباب هذا الغياب وأبرزها التحضير لهذا النصر الكبير.
“الجنرال” الضيف، واسمحوا لنا ان نخاطبه بهذا اللقب الذي يستحقه بجدارة، ويتواضع امامه كل الجنرالات العرب الذين لم يخوضوا معركة واحدة، او يطلقوا طلقة “فشنك” في تاريخهم ليستحقوا النياشين “المزورة” التي يزينون بعا صدورهم واكتافهم.. الجنرال الضيف قالها بهدوء، واختصار شديد “اليوم يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الكرة الأرضية، ومعلنا اطلاق 5000 صاروخ دفعة واحدة في عدة دقائق لتدشين هذا الهجوم المبارك”، اما أبو عبيدة فجسد المشهد بقوله “إسرائيل تتهاوى امامنا و”طوفان الأقصى” (اسم العملية) يجري كما هو مخطط له”، وتهاوت امامهما وقواتهما كل القبب الحديدية ومقالع داوود، وطائرات الشبح.
على الارض وفي مستوطنات غلاف غزة المغتصبة، تحققت المعجزة الأكبر في زمن عربي استحالت فيه المعجزات، وشاهدنا دبابة “ميركافا” ذليلة مهانة في مستوطنات غلاف غزة، وعاجزة عن حماية مستوطنيها، ورجال المقاومة يجرون جنرالاتها وجنودها منها مثل الخرفان يتوسلون الرحمة، وفي مشهد آخر رأينا المستوطنين يهربون دون هدى في حالة من الذعر والرعب غير مسبوقة، ويصدرون صرخات النجدة دون مجيب.
***
الصور الحية، بالصوت والصورة لا تكذب، فالمقاومة قتلت اكثر من 40 إسرائيليا واصابت المئات، واسرت مثلهم أحياء واموات، واحتفظت بهم في أماكن آمنة لاستخدامهم كورقة قوية ستؤدي الى تبييض جميع السجون الإسرائيلية من الاسرى المناضلين والمناضلات الشرفاء، وجرى توثيق هذه الصور ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه حرب إعلامية أخرى لها وقع الصاعقة على معنويات العدو وجيشه وشعبه.
هذه أكبر ضربة قاتلة عسكريا وسياسيا ومعنويا للمؤسسات الإسرائيلية الثلاث، العسكرية والأمنية والسياسية منذ خمسين عاما، وبالتحديد منذ حرب تشرين عام 1973، لانها استهدفت عمقه “الآمن” فعندما يهرب المستوطنون ويتدعثرون بجثث جنودهم، ويتصلون بالشرطة، ويتوسلون الجيش وقوات الامن لنجدتهم، ولا احد يستجيب لاستغاثتهم، فان هذا قمة الانهيار للجيش الإسرائيلي الذي يحتل المرتبة الرابعة كأقوى جيش في العالم، ان لم يكن قد انهار فعلا، وليس في طريقه للانهيار.
المقاومة انتصرت، بغض النظر عن مسار التطورات في الأيام القادمة، فهذه حرب طويلة، ولن يخرج منها العدو سالما، وانما مثخن الجراح، اللهم الا اذا تطورت الى حرب إقليمية، وتجسد وحدة ساحات، ودخلت اذرع المقاومة الميدان، فان الكتابة واضحة على الحائط.
الوسطاء العرب يهرولون لعرض خدماتهم لوقف هذه الحرب، خدمة للاحتلال، وتقليصا لخسائره، وإنقاذه من ازماته ومصيره الحالك السواد، وبطلب عاجل من الولايات المتحدة، ولكن قادة المقاومة في الداخل يرفضون الرد، ويقولون لهؤلاء الوسطاء، لا نملك وقتا لكم، فنحن في قلب المعركة الأهم والاشراف، وعلى أي حال جربناكم ولم نر منكم الا الخذلان والتواطؤ مع الأعداء، فاستعملنا، ونستعمل اللغة التي لا يفهم حليفكم العدو غيرها.
رجاء احفظوا تاريخ هذا اليوم السابع من تشرين اول (كتوبر) جيدا، وبروزوه على حيطان غرف نومكم وجلوسكم، لانه يوم مقدس، قد يكون نهاية مرحلة الاستسلام والتطبيع ووهم الاحتماء بالعدو، وبداية عهد الكرامة والعزة، وتحرير فلسطين كل فلسطين.
العدو الاسرائيلي فقد الكثير من هيبته وسمعته وقوته، ان لم يكن قد فقدها كلها، بإطلاق الجنرال الضيف الضوء الأخضر لأول صاروخ، وأول اقتحام للمستوطنات وتحريرها، ولا عزاء للمطبعين الجدد والقدامى.
نتنياهو يعترف ان كيانه الهش اصبح في حالة حرب، ويهدد برد قوي ومزلزل، ويستدعي الاحتياط، اهلا وسهلا، فماذا سيقعل؟ قتل المئات والآلاف من الأبرياء في قطاع غزة؟ فليفعل اذا استطاع، فهذه ليست المرة الأولى، فجميع الفلسطينيين هم مشاريع شهداء، ولا نستبعد ان يأتي الرد على رد الرد دمارا في تل ابيب وحيفا والقدس.
الجهاد الإسلامي انضم الى “حماس” في هذه المعركة، ومعها كل الاجنحة العسكرية المقاومة للفصائل الكبرى، اما كتائب الضفة الغربية في جنين ونابلس وطولكرم وقريبا الحليل ان شاء الله فقد نزلت وستنزل الى الميدان بمعنويات عالية، وإرادة قوية ومعها حاضنتها الشعبية الصلبة في تجسيد حقيقي لوحدة الساحات، والوحدة الوطنية، ولن نستبعد دخول أذرع محور المقاومة في لبنان واليمن وسورية والعراق، الميدان في المستقبل المنظور، ان لم يكن في غضون ساعات او أيام معدودة.
للأقصى المبارك مقاومة تحميه، بالدم والارواح، وشعوب عربية وإسلامية لن تفرط به، والعدو تلقى درسا مذلا لن ينساه، ولا عزاء للجيوش المتكرشة، الجاهزة لأمر واحد فقط، وهو الاستعراض التمثيلي، واهدار المليارات على أسلحة خردة منتهية الصلاحية، وعمولات ضخمة لمعظم قادتها الفاسدين المتكرشين، والنهاية باتت قريبة لهم ودولة الاحتلال معا.. والأيام بيننا

You might also like