هل تنجح المهمة الأوروبية “أسبيدس” في وقف صواريخ “أنصار الله” ضد السفن في البحر الأحمر؟

 

إب نيوز ١٠ شعبان

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن إطلاق الاتحاد الأوروبي رسميا، اليوم الاثنين، مهمّة للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات “أنصار الله” في اليمن تحت مسمى عملية أو المهمة “أسبيدس” للقوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي.
وأكدت فون دير لاين عبر منصة “إكس” أن “أوروبا ستضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر، بالتعاون مع شركائنا الدوليين، وبعيدا عن الاستجابة للأزمات، فهي خطوة نحو وجود أوروبي أقوى في البحر لحماية مصالحنا الأوروبية”.
وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في يناير/ كانون الثاني الماضي، إن الاتحاد ينوي إطلاق مهمة بحرية في البحر الأحمر للمساعدة في حماية سفن الشحن من هجمات جماعة “أنصار الله” في اليمن.
وشدد بوريل على أن المهمة “أسبيدس”، المشتقة من كلمة يونانية تعني (الدرع)، لن تنفذ أو تشارك في أي ضربة عسكرية وسينحصر عملها في البحر فقط.
فهل ستنجح المهمة الأوروبية في منع إطلاق الصواريخ من اليمن وتأمين الملاحة للسفن الإسرائيلية والأمريكية والتغطية على الإخفاق الأمريكي البريطاني المستمر في ضرباته ضد أنصار الله وفي نفس الوقت لم تتوقف عملية استهداف السفن؟
بداية، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني، اللواء عبد الله الجفري، إن أي “تحالف سواء كان أوروبي أو غير أوروبي يشارك مع أمريكا وبريطانيا، هو تحالف من أجل إنقاذ الكيان الصهيوني”.

“مثلث الشر”
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”: “هم يريدون اليوم مواجهة اليمن لأنها وقفت ذلك الموقف العروبي الإنساني والأخلاقي المشرف لمناصرة إخوانهم من أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، في ظل هذا العدوان و الحصار، وبالتالي يتحدثون عن تحالفات هذه التحالفات التي تتحدث عنها أمريكا هى فقط من أجل إنقاذ الكيان الصهيوني، بعد أن فشلت واشنطن في حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر”.
وتابع الجفري: “إن ما يجري اليوم من مجازر وعدوان في المنطقة يقوده مثلث الشر (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل) هؤلاء الذين سعوا في الأرض فساد قطعوا آلاف الكيلومترات وأتوا إلى مياهنا الإقليمية و مناطقنا وأرضنا، وهم من يرتكبون تلك الجرائم في حق أبناء الشعب الفلسطيني، ويعتدون على أبناء الشعب اليمني بسبب موقفهم المشرف في ظل هذا العدوان”.
المهمة الأوروبية
وأشار الخبير العسكري إلى أن “تحالف المهمة الأوروبية في البحر الأحمر هو امتداد للكثير من تلك التحالفات تكونت عندما كانت أمريكا تريد أن تغزو دولة أو أن تحتلها أوتسقط نظامها، وهذا ما شاهدناه في العراق، من خلال ما سمي بعاصفة الصحراء عندما تشكل التحالف للأسف الشديد وشاركت فيه بعض الدول العربية والإسلامية، والتي أتت مهرولة من أجل إرضاء أمريكا، لأنهم يعتبرون أمريكا هي البعبع الذي بإمكانه أن يلتهم العالم ولا يستطيع أحد أن يواجهها وهى التي بإمكانها إبادة هذا العالم”.
واستطرد: “أمريكا سقطت هيبتها وتشعر اليوم بحالة ارتباك شديد جدا وتبحث اليوم عن قنوات دبلوماسية للوساطة الدولية والإقليمية للضغط على من أسموهم بـ”الحوثيين” لوقف هذه العمليات، التي شاركوا بها في مواجهة الكيان الصهيوني وفتح مضيق باب المندب”.
وأكمل الجفري: “ما يحدث اليوم من تحالفات و صراع ورائه أمريكا، التي تحاول اليوم عسكرة البحر الأحمر، وتوسيع دائرة هذا الصراع في المنطقة خدمة للكيان الصهيوني، الذي أصبح اليوم يعاني من أزمة اقتصادية حادة وكبيرة جدا يبحث عن حلول لها وعبر شتى الوسائل، وبفتح جسور برية وأيضا الاحتماء بسفن وأعلام أخرى لتغيير هوية هذه السفن وإغلاق أجهزة التعارف التي يمكن من خلالها تستطيع أي من الجهات المختصة التعرف على هذه السفن وما تحمله وهويتها واتجاهها”.
الحل الوحيد
وأوضح اللواء عبد الله الجفري أن “القوات المسلحة اليمنية استطاعت القيام بعمليات الاختراق الأمني والاستخباراتي والذي من خلاله اكتشفت الكثير من تلك الفبركات والتلاعب في هويات وأعلام السفن التي تحاول أمريكا التخفي خلفها، ولم يستطيعوا تضليلنا، وتم استهداف تلك السفن بعدد من الصواريخ باستخدام القدرات العسكرية الأخرى النوعية التي تستخدم في المعركة البحرية، وعلى أمريكا أن تدرك أن كل التحالفات وغيرها لن ترهبنا أو تثنينا عن مناصرة إخواننا في غزة وعموم فلسطين المحتلة، إلا بوقف العدوان عن أبناء قطاع غزة ورفع الحصار، ما لم يحدث ذلك سيظل باب المندب والبحر الأحمر مغلقا لكل من يتعامل مع هذا الكيان الصهيوني ولكل من يحاول استهداف اليمن وسيادته وحريته وكرامته”.

وقال الخبير العسكري: “أكدت كل البيانات العسكرية التي تحدث بها الناطق الرسمي في صنعاء، العميد يحيى سريع، أن الممر المائي للبحر الأحمر وكذلك باب المندب آمنان ومستقران لكل سفن العالم باستثناء السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وكل من يتعامل مع هذا الكيان الصهيوني، أو يريد أن يستنجد به لخدمته أو أن ينقذوه من المعاناة والأزمة الاقتصادية الحادة التي فرضتها البحرية اليمنية”.

جاهزون للمواجهة
وأكد الجفري أن “اليمنيون يدافعون عن قضيتهم كشعب مظلوم تم الاعتداء عليه دون أي مبرر، لذلك من حقه الدفاع عن نفسه وهو حق مشروع تكفله كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية وكل الديانات السماوية، نحن لم نعتد على أحد ولم نذهب ونقطع أكثر من ثلاثة آلاف من الكيلومترات من أجل أن نعتدي على أي دولة أو نتدخل في شؤونها الداخلية، أو تحت ذرائع وعناوين ما يسمى بالأمن القومي ومحاربة الإرهاب وهذه كلها اليوم هى عناوين فارغة المحتوى”.
وقال الخبير العسكري: “نحن جاهزون للمواجهة مع أمريكا وغير أمريكا، وكل من يريد أن يعتدي على اليمن فنحن مستعدون حتى آخر قطرة من دمائنا، ولدينا القدرة للدفاع عن أنفسنا وتلك الممرات المائية والملاحية في البحر الأحمر، نحن الأولى بأمنها واستقرارها لكل دول العالم وليس لدولة بعينها بعيدا عن المعادلة التي تريد أمريكا فرضها على أرض الواقع، فهي تريد الأمن والاستقرار في باب المندب من أجل مرور السفن الإسرائيلية، فيما لا تريد الأمن والاستقرار للفلسطينيين برفع الحصار ووقف العدوان، وهذه هي السياسة الأمريكية التي دائما تحاول من خلالها أن تكيل بهذه المعايير المختلفة وفقا لأطماعها ومصالحها الاقتصادية في المنطقة”.
وختم بقوله: “مهما حدث لن نتراجع قيد أنملة عن نصرة غزة، بل إن حشودهم ستشد من عزمنا وإصرارنا على التصدي في مواجهة هؤلاء الطغاة الذين يقتلون النساء والأطفال من أبناء شعبنا الفلسطيني ويدمرون البنى التحتية، أمام مرأى ومسمع من العالم دون أن يتحرك أحد رغم الكوارث والمجازر، التي تعد أبشع ما تم ارتكابه في العصر الحديث، وهي جريمة من جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية”.
إعلان الفشل
من جانبه، يقول القيادي الجنوبي، عبد العزيز قاسم، إن “المهمة الأوروبية التي تم الإعلان عنها جاءت بعد أسابيع من العمليات الأمريكية البريطانية ضد مواقع لجماعة “أنصار الله” اليمنية، والتي لم تنجح في وقف هجمات صنعاء ضد السفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، ولا يمر يوم إلا ويكون هناك استهداف جديد في باب المندب أو البحر العربي”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك” أن “دخول أوروبا على خط الصراع في البحر الأحمر بعد تلك الأيام هو دليل قاطع على الفشل الأمريكي -البريطاني الذريع في مواجهة هجمات جماعة “أنصار الله” اليمنية، لكننا في ذات الوقت أمام تساؤلات كثيرة عن الأسباب أو الخلفية التي استدعت إيكال الدور للمهمة الأوروبية، لا شك أن الصراع المحتدم ليس منذ فترة قريبة، بل ممتد لحقب طويلة حيث كانت البحار وخاصة باب المندب هدف استراتيجي للأطماع الاستعمارية، ولا يخرج ما يدور في هذه المرحلة عن ذات السياقات”.

تخفيف الضغط
وأشار قاسم إلى أنه “قد تكون المهمة الأوروبية هي نتاج للقلق من تأثير وتداعيات الصراع الروسي ضد أمريكا وأوروبا في أوكرانيا، الأمر الذي يحتّم على أوروبا القيام بدور معين في البحر الأحمر لتخفيف ضغط الحصار عليها، وبنفس الوقت لمحاولة إبعاد الحساسية المتنامية وحالة الغضب العربي المتعاظم من سلوكيات أمريكا في المنطقة ودورها المنحاز إلى الجانب الإسرائيلي”.
ولفت القيادي الجنوبي إلى أن “المهمة الأوروبية في البحر الأحمر لن توجه ضربات لليمن وفق التصريحات الإعلامية وأن دورها يقتصر على حماية السفن الأمريكية، الأمر الذي يفرض على أنصار الله مواجهتها طالما كانت مهمتها حماية أمريكا، وجماعة “أنصار الله” اليمنية كان قرارهم واضح في مواجهة السفن الأمريكية الإسرائيلية البريطانية، ومن تقف إلى جانب إسرائيل”، مشيرا إلى أن “أمريكا تحاول الابتعاد أو إزاحة الحرج عن نفسها عبر تسميات مختلفة، لكن الواقع أنها نفس الحرب ونفس الأهداف”.
وتصاعد التوتر جنوبي البحر الأحمر، بعدما أعلنت جماعة “أنصار الله” اليمنية، استهداف سفن تقول إن لها صلة بإسرائيل أو متجهة إليها أو قادمة منها، ردا على الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وقالت جماعة “أنصار الله” اليمنية، إن “أمريكا تحاول تضليل العالم بشأن ما يجري في البحر الأحمر، سعيا من قبلها لاختلاق أزمة دولية لتحميل اليمن تبعاتها دون وجه حق”.
وتتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظل شح كبير في الغذاء والماء والدواء والوقود، وتقلص عدد المستشفيات والمراكز الطبية العاملة، التي تقدم الخدمات للسكان.

تقرير – وكالة سبوتنيك الروسية

You might also like