كاتب مغربي في السعودية اضحى العمال الشرفاء مجرد “جرذان” وهل ولت “ايام الرخاء والنعيم”.

كاتب مغربي في السعودية اضحى العمال الشرفاء مجرد “جرذان” وهل ولت “ايام الرخاء والنعيم”.

إب نيوز 7 يناير 2017
في السعودية اضحى العمال الشرفاء مجرد “جرذان” وهل ولت “ايام الرخاء والنعيم” في ظل “الرؤية الضبابية” للمستقبل؟.. هل يليق مظهر “المستسلم” بابراهيم عيسى؟ وكيف “سينعتق” من سطوة نظام السيسي؟.. “أبو صياح” يترك دمشق أمانة بين أيديكم.. الى متى الحقد والغل حتى على الاموات؟
“ان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم”.. يحق لنا طرح هذه الكلمات حين يتعلق الامر بالمداخلة الهاتفية التي اجراها رسام الكاريكاتور السعودي “ناصر خميس″ عبر برنامج “تفاعلكم” على قناة “العربية” التي سارعت للاتصال به بعد ما احدثه “الرسم العنصري” الذي نشره بجريدة “الحياة” عن “العمالة الاجنبية” في المملكة وتشبيهها “بالجرذان”.
هذا الموضوع أثار موجة استياء عارم في وسائل الاعلام التقليدية منها والحديثة ولم يقتصر “صداه” على المملكة العربية السعودية فقط ,والغريب ان صاحبه رفض “الاعتذار ” على فعلته من خلال البرنامج المذكور حيث صرح بان ما قام به لا يستوجب ذلك و”المادة المنشورة” فسرت بشكل “خاطئ “.
من المشين ان يتم السكوت على هذه “الاهانة” التي تتكرر في الكثير من المرات ويمكن رصدها في عديد الاعمال الفنية ولاسيما الكوميدية منها رغم ان “شجبها” يتم بصوت “مبحوح” لا يسمع على الاطلاق، فكيف “تولدت” هذه النظرة الدونية “للغريب” او الاجنبي على الارض السعودية؟
ما يمكن التركيز عليه في الاونة الاخيرة هو ان “الهزة الاقتصادية” التي حركت المجتمع السعودي لها دور كبير في السعي لاقحام المواطن في سوق الشغل بعد ان ادرك “متأخرا” ان أيام الرخاء والنعيم” قد ولت ولن تعود على الاطلاق في ظل “الرؤية الضبابية ” التي تحوم حول المستقبل.
من هذا المنطلق يمكن “الاستناد” لفهم فحوى الرسم الكاريكاتوري “الصادم” وهذا ما برر به صاحبه تلك “الزلة” محاولا “التغطية” على الامر بانحيازه لليد العاملة المحلية التي باتت تعيش وضعا صعبا في ظل”الهيمنة الاجنبية” التي تقطع عليهم الطريق مع العلم ان “الاولوية” تظل لهم او هكذا هو المفروض.
من حق السعوديين الحصول على فرص العمل بشكل متقدم على الاخرين ,لكن من غير المقبول “اذلال” الاطراف الاخرى الذين يبقى ذنبهم الوحيد السعي لكسب لقمة العيش هذا دون اغفال عامل مهم ويتجلى في انهم اثبتوا جدارتهم من خلال كسب ثقة ارباب الشغل ولا نعتقد ان مجتمعا مثل المجتمع السعودي يمكن ان يعطي “هدايا مجانية” فقط من باب “الاخوة ” وروابط الدم.
فهل هذا يعطي الحق “للوطنيين” {كما قال الرسام ووصف نفسه} بمهاجمة “الوافدين” و”احتقارهم” بذلك الشكل المخزي ووصفهم “بالجرذان”؟
لو كان الامر كذلك لانتفض المغاربة واللبنانيون والمصريون ضد “تصرفات” {كلفظ مهذب} السعوديين في بلادهم تحت عنوان عريض هو “السياحة”.
هل يليق مظهر “المستسلم” بابراهيم عيسى؟:
في بلاغ تمت صياغته “بقمة التهذيب” اعلن الاعلامي المصري “ابراهيم عيسى” عن ايقاف برنامجه على قناة “القاهرة والناس″، لن اعلق على “مسيرة” صاحب “مولانا” ولن انبش في ماضيه و”تهليله” للنظام الحالي كما يفعل الكثيرون هذه الايام استنادا للمقولة المعروفة “حين تسقط البقرة تكثر السكاكين”.
لكن كنت اتمنى ان اقرا او ارى ابراهيم عيسى “ينحني” وهو في ذروة الشموخ والعنفوان بعيدا عن تلك “النهاية ” وتلك “المهادنة” {كي لا اقول شيئا اخر} حيث بدى “مستسلما” مقرا بانه لا يملك من الامر شيئا وهو الذي كان دائم الاصرار على تصدير صورة مخالفة في كل اطلالاته الاعلامية المتعددة.
“رسالة” الاعلامي المذكور يبدو من الاكيد ان الكثيرين قد تلقفوها “بارتياب شديد” ما يجعل اغلبهم يواصل عزفه على وتر التطبيل والتزمير للنظام الذي لن يدخر ادنى وسيلة لتكميم الافواه واسكات كل من تسول له نفسه “تقديم الدروس ” والسعي “للانعتاق” من سطوته ولو “متأخرا”.
والدليل ان ما عاشه صاحب قناة “القاهرة والناس″ الوجه الاعلاني المعروف “طارق نور” بعد “فلتات” عيسى ليس الا “فركة أذن” للجمه وثنيه على التغريد خارج السرب وبان الكل “تحت السيطرة” ولا مجال “للعنتريات” على حساب “الوطن” {يقصدون النظام بالطبع} .
السؤال المطروح: كيف سيتعامل ابراهيم عيسى اذن مع هذا “المأزق” وما هي الخطوة المقبلة مع التأكيد على ان الاغلبية قرأت جيدا “بين السطور” وبانه عاش سلسلة ضغوط كبيرة؟ فهل يفعلها ويعلن خروجه النهائي من مصر محلقا صوب “فضاء” اخر “ارحب” معروف “الخلفية” كذلك؟ ام ان “لعنة السعودية” {هذا عامل اخر مهم لا يصح اغفاله البتة} ستظل حاضرة في تحديد “التوجه الجديد”؟
أبو صياح” يترك دمشق أمانة بين أيديكم:
ما هذه الايام التي اصبحت فيها “الشماتة” بالاموات “فرضا” ووسيلة لاثبات “الولاء” و”التضحية” من اجل “الوطن”؟
نعم لا ابالغ البتة وانا اعي جيدا ما ارمي اليه واستنتجته مجددا مع خبر رحيل الفنان السوري القدير “رفيق سبيعي”، لن اكتب انني “صدمت” ببعض التعليقات ذلك ان الماساة السورية تحديدا جعلتني اقف عند محطات غاية في الاهمية قبل ان اتحدث عن مصطلحات

“الاشقاء” و”الدم ما بيصير مي” وغيرها.
لكن مبكي جدا الحال الذي وصلنا اليه اليوم مع “اصرار” اعلاميين مثلا على مهاجمة كل من ينعي تلك القامة الفنية الكبيرة التي قدمت الكثير للفن السوري والعربي.
مع العلم انني رصدت “التأثير” البالغ الذي رثى به فنانون معارضون للنظام السوري “فنان الشعب” وكلهم اجمعوا على ما تتمتع به تلك الشخصية من حب وخصال انسانية فريدة وهم الذين عرفوه عن قرب وعايشوه بشكل شخصي لا كما ينقل الاعلام “المعارض” والدليل ان اغلبهم خاطبوه “بعمو رفيق الحنون”.
فلماذا يقحم البعض سيرة نجله الراحل الفنان “عامر سبيعي” الذي يحمل مواقف مناقضة لوالده واشقائه؟ ومن اعطاهم الحق في نبش اسرار عائلية اصلا؟
قبل ان اختم اود ان اشير انني تشرفت باجراء حوار صحفي مع الفنان الراحل “عامر سبيعي” كما سعيت كذلك لمحاورة والده الفنان القدير صاحب الشخصية الشهيرة “أبو صياح” لكنني لم افلح في ذلك للاسف. كفانا حقدا وضغينة
عادل العوفي كاتب  مغربي

You might also like