المراكز الصيفية بين حكمة اليمانين وهجمة الأعداء!! 

إب نيوز ٣٠ إبريل

دينا الرميمة

مع إستئناف الحرب على غزة في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك بعد هدنة نقضها الكيان الصهيوني قبل أن تأخذ غزة شهيقها الأول دون أن تلوثه رائحة البارود ودون ان يكمل سكانها لملمة الأشلاء المبعثرة على طولها وعرضها ، في ظل صمت من العرب والمسلمين الذين كانوا يتسحرون على مشاهد القصف والغارات ويفطرون على مناظر الدماء والأشلاء في حالة عبرت عن مدى الضعف الذي اصابهم،ماجعلنا نتسائل عن السبب الذي أوصل أمة محمد لهذه الحالة من الارتهان والذل لإعدائها وكيف اصبحت الأمة الأضعف بعد ان كانت خير أمة أخرجت للناس غرس فيها النبي الكريم الروحية الجهادية وتركها على المحجة البيضاء !!

وبالعودة إلى التأريخ الإسلامي سنرى أن الانحراف بالأمة بدأ بعد انتقال النبي الكريم إلى الرفيق الأعلى وقبل أن يدفن جسده الشريف شقت الأمة طريقا غير الطريق التي رسمها لها نبيها في الغدير وخالفت قوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله «تركت فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي آل بيتي ان العليم الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا عليا الحوض» وبذلك سلمت أمرها إلى من اوصلها إلى بني أمية المعروفون بحقدهم الشديد على الإسلام والنبي وآل بيته وهي بذلك اقصت القرآن وازاحت الإسلام الحقيقي واتبعت الإسلام الذي صنعه بنو أمية وماأحدثوه فيه من تغير مستشهدين بأحاديث مدفوعة الأجر ومنسوبة كذبا وزوا إلى النبي الكريم ثبطت الأمة عن الجهاد واقعدتها وجعلتها تهادن وتصالح أعدائها ،ومن السقيفة وبأسم الشورى صُنع لها تأريخ مأساوي لاتزال تعيشعه وتعاني منه حتى اللحظة!!

فكان هذا هو المدخل لأعداء الأمة لتقديم الإسلام الوهابي صنيعة الغرب وتحديدا بريطانيا ومنه أتخذوا وسيلة للغزو الفكري لعقل أمة محمد بعد تيقنهم ان سبب تفوق المسلمين في الحروب العسكرية هو الإسلام ومايحمله المسلمين من عقيدة الجهاد وثقافة الإستشهاد اللتان ماتزيدانهم الا قوة وتحصينا، وقد كان تركيزهم بشكل خاص على الجيل الناشئ وفئة الشباب لانهم يعلمون ان عقولهم ماتزال غضة طرية بالإمكان استهدافها وانهم الفئة التي مستقبل المسلمين بيدها

وبالتالي بدأ تدجين عقولهم بأن الإسلام هو سبب تخلف المسلمين وأنه من يقف حجر في وجه الحضارة وبأسم التحضر نزعوا عن المرأة حجابها واباحوا الإختلاط واشغلوها باللوك والفاشيون عن اطفالها وبيتها واستبداوها بالتكنولوجيا التي وجدوا فيها مبتغاهم فنشروا عبرها كل نفايات افكارهم ومعتقداتهم والتي تفسد الروح الأخلاقيه من المجتمع المسلم وتجعله لاهثا وراء حضارة الغرب الكافر التي لاتسمن ولاتغني من جوع وعبر شاشات التلفزة بثوا برامج ومسلسلات تنشر الانحلال الاخلاقي وتغرس العنف وتروج لثقافة الإلحاد وهذا مااشتكت منه الكثير من الأسر حول تأثيرها على سلوكيات أبنائها وادمانهم عليها اضف إلى نشرهم ثقافة التسامح بين الأديان والتقارب بين المسلمين واليهود والتي كلها تندرج تحت مسمى التطبيع والقبول باليهود وقيام دولتهم على انقاض دولة عربية ومقدسات أمة بينما هم ومن خلف اسوار مدارسهم يغرسون في عقول ابنائهم ثقافات العداء للإسلام وكراهية المسلمين وهنا المفارقة العجيبة التي، رأيناها واضحة في حرب غزة ومايحدث فيها من قتل وتدمير المساجد واحراق المصاحف والتي كلها تؤكد انها ليست مجرد حرب للإحتلال انما هي حرب على الاسلام والمسلمين.

وبالتالي ومما سبق نجد ان الحرب علينا كمسلمين اليوم هي حرب وعي أو ماتسمى بالحرب الناعمة وهذا ماذكره السيد عبدالملك الحوثي سلام الله عليه ودعانا لخوضها لنهزم كل مخطط علينا وعلى ديننا واخلاقنا وقيمنا وقدم لنا الحلول لذلك والأسلحة التي توهن كيد العدو ومنها المراكز الصيفية التي فيها يتم تحصين ابنائنا من شرور الأعداء وتمثل مترسا قويا في وجه مخططاتهم يتلقى فيها الطالب العلم النافع من الثقافة القرآنية وثقافة آل البيت بالاضافة إلى نشاطات تنمي المواهب والقدرات الذهنية لديهم.. وقد لاحظنا الإقبال الشديد من قبل الأسر لإدراج أولادهم في هذه المراكز وكل عام يزداد عدد الوافدين اليها لانهم وجدوا الإيجابية منها على سلوك وأخلاقيات أولادهم وقدراتهم الذهنية والجسدية وهذا ماجعل العدو يشن هجمة إعلامية شرسة عليها لانها اثرت كثيرا على تنفيذ مخططاته غير أن اليمنيين بحكمتهم لم يالوا لها بالا واستمروا في تحصين اولادهم ضد مخططات العدو واصبحوا على علم بخطورة المرحلة وعرفوا جيدا من هو عدوهم الذي لا يترك اي فرصة للاحاطة بالاسلام وأهله وهنا مخرجات هذه المدارس بما يجعلنا نفتخر بقيادتنا وشعبنا و الحكمة اليمانية التي تجلت بأبهى صورها

You might also like