هونتنياهو والراية السوداء حين أراد الحرب فحملته الطائرات هاربا إلى الراية البيضاء.   

إب نيوز ٧ يوليو

 

عدنان عبدالله الجنيد:

رفعتْ إسرائيلُ “رايتَها السوداء” فوق البحر الأحمر…

فإذا بها رايةُ حدادٍ على جيشٍ لم يعرف من السماءِ إلا السقوط.

ومن البحرِ إلا الغرق في جُبّ الرعب والارتباك!

من الذي أوحى لبنيامين نتنياهو أن يختار للسقوط اسمًا؟!

ومن سوّلت له نفسُه أن “الراية السوداء” تُرهبُ أبناءَ سبأ؟!

ويا لَهُ من غبيٍّ سياسيٍّ يظنّ أن السوادَ يُناسب مقامَ الانتصار

فإذا به يُلبسُ كيانَه كفنَ الهزيمة، ويرفعُ على عقدِه النفسية خرقةً لا تُشبهُ إلا ضعفه!

يا نتنياهو…

بحثنا معك — ولا رغبةَ لنا — في التوراة والتلمود وكلّ ما زعمتَ أنه وحيُ السماء،عن دلالة هذه “الراية السوداء”، فلم نجدها في سجلاتِ النصر، ولا في أعلامِ السيادة،بل وجدناها فقط في ساحات الذبح التكفيري والإرهاب الدولي، حيث وُلدت على يدكم أنتم!

في رايات “القاعدة” و”داعش”… في قلوب الظلام التي غذّتْها استخباراتُكم،وسلّحتْها أموالُ آل سعود، وسقَتها فتاوى آل نهيان،فإذا بها أدواتُكم ترتكب المجازرَ تحت رايةٍ سوداء هي اليوم رايتُكم!

ويا للعجب يا نتنياهو!

أتراكَ تراهنُ على رايةٍ خلّفها لك أيتامُ القاعدة وداعش لتُسقط بها صنعاء؟!

أحقًّا أصابك العمى السياسي إلى هذا الحد؟

أتستعيرُ سلاحَ الفشل من يدِ أدواتك المهزومة؟!

يا نتنياهو…

إن كنتَ تظنّ أن “الراية السوداء” ستفتح لك أبوابَ اليمن،فدعني أخبرك بحقيقةٍ مرة:

ذاك الباب قد طُرِق قبلك بسنين، بأموالِ آل سعود، وبأحقادِ آل نهيان…فأغلقه اليمنُ في وجوههم بمدافع الجبال، وصواريخ البحر، وكرامة التاريخ!

فأيُّ أحمقٍ أنت، وأيُّ رهاناتٍ تافهةٍ تُدير بها مغامراتك؟!

أتأتي من تل أبيب على أطلال هزيمة الرياض وأبو ظبي، لتجربَ حظّك؟

لقد انكسر عظمُ أوليائك على صخرةِ صنعاء…

فكيف بك، وأنت بلا عظم، ولا رصيد، ولا رجولةٍ ميدانية؟!

أردتَ أن تُرهبَ صنعاء بالسواد…

لكنّ اليمن قرأها نعيًا رسميًّا على جبين كيانك،وشرع في كتابةِ التأبين من باب المندب إلى البحر الأحمر!

لقد كانت ضربةُ نتنياهو “مباغتة”… على الورق.

وكانت “كبيرة”… في خياله.

وكانت “صادمة”… في رأسه المريض.

لكنها في الواقع لم تكن إلا مهزلةً عسكريةً تُدرّس في كليات العار والانكسار!

أرسلتُم عشراتِ الطائرات، فارتبكت، وتعثرت،وبعضُها كاد يسقطُ منذ لحظةِ الدخول، باعترافِ إعلامِكم!

اشتباكٌ جوّيٌ استمرّ أكثر من نصف ساعة،لكن العدو الذي أراد احتلال سماء الحديدة…

فرّ منها مذعورًا، تاركًا خلفه حفنةً من الدخان والخيبة!

وهنا نضع تحت العار خطًّا أحمر، ونستشهد بما قاله متحدث القوات المسلحة اليمنية:

“الدفاعات الجوية اليمنية تصدت بفاعلية للعدوان الإسرائيلي، وأجبرت جزءاً كبيراً من تشكيلاته على المغادرة، وذلك بدفعة كبيرة من صواريخ أرض-جو محلية الصنع، مما تسبب في حالة كبيرة من الإرباك لدى طياري العدو وغرف عملياته.”

أيّ صفعةٍ هذه؟!

صواريخ يمنية محلية الصنع تُربكُ يافا المحتلة ؟!

هنيئًا لصنعاء… وهنيئًا للسيادة التي لا تُستورد من “البنتاغون”، بل تُصنع في ورشات الشعب!

“الراية السوداء”…؟

بل قل: خرقة الندم!

“الراية السوداء”…؟

بل قل: كفن الهزيمة السياسية والعسكرية لجيشٍ هشٍّ لا يقوى على التحليق خارج قفصه!

لقد أردتم منها أن تكون راية هيبة…

فجعلتم منها شاهدَ قبرٍ لمخططٍ بائس، ونعشًا لهيبةٍ قديمة ماتت ولم تُدفن بعد!

الراية السوداء لم تُرفَع نصرًا… بل نَدَمًا.

لم تكن راية قيادة… بل راية نياحة!

لم تُستخدم كرمزِ قوة… بل كإعلان إفلاسٍ على بوابة البحر الأحمر!

ولأنّ الله يُرِي الأحمقَ عاقبةَ غبائه…

تحوّلت “السوداء” التي رفعتموها إلى شبحٍ يُطاردكم،وصار كلّ تموّجٍ في ذلك القماش البائس يهمسُ في آذانكم:

 “لقد خنقكم اليمنُ دون أن يُطلق رصاصة واحدة!”

يا نتنياهو…

اسمعها كما قالها التاريخ:

في اليمن، لا تُرفع رايةٌ فوق السماء إلا بإذن سلاحِ الردع،ومن يقترب يعود إما بصندوق أو برايةٍ بيضاء!

فالراية السوداء التي رفعتَها…

لن تُسجَّل في ذاكرةِ الانتصارات، بل على جدارِ الحمقى الذين توهّموا أن اليمن بلا أنياب،فإذا بهُم يُفاجَؤون بفمٍ من نار، وصقورٍ من لهب، وبحرٍ لا يعرف الركوع!

وها أنتم… بعد كلّ هذا الضجيج،

تُجهّزون الآن الرايةَ البيضاء…

رايةَ الخضوع والانسحاب،رايةً سترفرفُ عمّا قريب في سماء تل أبيب،تحتَ جناحِ الخوف، وتحتَ ظلّ الصواريخِ التي لم تُطلق بعد!

لكن، تذكّروا جيدًا:

هذا الذي رأيتموه ليس كلّ ما في جعبة اليمن!

فالردُّ لم يكن مجرّد صواريخ تُربكُ الطائرات، ولا رادارات تُعمِي غرف العمليات…

بل ردٌّ مشتركٌ ناريٌّ يُزلزل الكيان ويؤكد أن “الراية البيضاء” ستُرفَع لا محالة.

فها هي القوات المسلحة اليمنية تعلنها أمام العالم:

“نفذنا عملية مشتركة للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير بـ11 صاروخًا ومسيرة، ردًّا على العدوان، وإسنادًا لفلسطين.”

ولم تقف عند ذلك…

بل تضرب في العمق الصهيوني مباشرة، وتُعلنها بجرأةِ من لا يخاف إلا الله:

 “استهدفت العملية المشتركة مطار اللد، ومحطة الكهرباء في عسقلان، وميناء أسدود، بثلاثة صواريخ فرط صوتية.”

فيا نتنياهو…

هكذا يُفاجئكم اليمن الذي كنتم تحاصرونه وتستهزئون به؟!

أبهذه البسالة يردُّ من ظننتموه منهكًا؟!

أهكذا يُكتب التاريخ من البحر الأحمر حتى الساحل المحتل؟!

نعم… هنا صنعاء، وهنا رجال الله…

وهنا تُكتب الخاتمة لعدوانكم الأسود،

برصاصٍ أحمر، وصواريخ لا تخطئ،

ونهايةٍ عنوانها:

 ارفعوا الراية البيضاء… فقد أسقطتْكم اليمنُ والقدسُ معًا!

You might also like