ما بين الـ6 والـ7 من أُكتوبر يومٌ واحدٌ فقط..
إب نيوز 5 أكتوبر
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
من غرائب العرب وعجائبهم في هذا الزمان التي لا يكاد يستوعبها عقل إنسان أنهم يحتفلون بيوم السادس من أُكتوبر ويجرمون اليوم السابع منه..!
يفعلون هذا فعلًا مع أن مسبباتهما ودوافعهما وموجباتهما ومشروعيتهما واحدة..
فقط، تعالوا نأخذها واحدة واحدة..
ما الذي دفع المصريين والسوريين إلى الهجوم بصورة مفاجئة ومباغتة على العدوّ الصـهيوني في ظهيرة يوم السبت، السادس من أُكتوبر سنة 1973..؟
فعلوا ذلك، طبعًا، في محاولة منهم لتحرير واستعادة الأراضي العربية المحتلّة في سيناء المصرية والجولان السورية منذ عدوان حزيران 1967..؟
أليس كذلك..؟
طيب..
ما الذي دفع المقاومين الفلسطينيين إلى الهجوم بصورة مفاجئة ومباغتة، على العدوّ الصـ هيوني في صبيحة يوم السبت، السابع من أُكتوبر سنة 2023..؟
فعلوا ذلك، طبعًا؛ مِن أجلِ، وعلى طريق تحرير واستعادة الأراضي العربية المحتلّة في فلسطين منذ عامي 1948 وَ1967..؟
أليس كذلك..؟
يعني: الدوافع والأسباب واحدة ومتطابقة تمامًا..
وكذلك المشروعية، أَيْـضًا، واحدة نابعة ومستمدة من مشروعية مقاومة الاحتلال التي تقرها وتكفلها كُـلّ المواثيق والقوانين الدولية والقيم الإنسانية..
وحتى موازين القوى في كلتا الحالتين كانت، ولا تزال، تميل لصالح هذا العدوّ الصـ هيوني..
طيب..
فلماذا إذن نرى العرب يحتفلون بذكرى السادس من أُكتوبر بينما نجدهم يجرمون عملية السابع من أُكتوبر..؟
لماذا يؤيدون ويباركون تلك، ويستنكرون ويدينون هذه..؟
وأي انفصام عجيب وغريب هـذا الذي لا أرى له، بصراحة، سببًا أَو مبرّرًا مقنعًا واحدًا سوى أن العرب لا يفكرون، أَو بالأحرى، لم يعودوا يفكرون..؟!
فهنالك، في الحقيقة، من يفكر عنهم، ويقرّر لهم، ويرسم سياساتهم، ويحدّد خياراتهم ومساراتهم ووجهتهم، وينتقي لهم كُـلّ شيء، حتى طعامهم ومأكولاتهم..
وحتى ملابسهم الداخلية هو من ينتقيها لهم..
غير هذا، لا أرى سببًا آخر يبرّر أَو يفسر هذه الحالة النادرة وَ(الشاذة) على امتداد تاريخنا العربي؛ خَاصَّة وأنه لم يعد سر على أحد اليوم هذا الانبطاح وهذه التبعية العربية العمياء لقوى الاستكبار والإجرام العالمي..
ويا أُمَّـة ضحكت من جهلها الأمم..
#جبهة_القواصم