أهؤلاء، أم الشحرورة..؟!

إب نيوز 14 نوفمبر

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي

الحكام العرب مثل الفنانة صباح..

أمضت نصف عمرها، أو يزيد، وهي تقود معركةً وحرباً شعواء مع حركة الشيخوخة المتمردة، ولكن دون جدوى..

تحالفت مع كل خبراء وأخصائي التجميل..

استخدمت أحدث أسلحة المكياج المتطورة..

نفذت أكثر من عملية تدخلٍ جراحيٍ تجميليٍ عاجلٍ وسريع..

والنتيجة ماذا..؟!

خسرت صباح..

وانتصرت حركة الشيخوخة..

وسيطرت التجاعيد والترهلات أخيراً على سائر أنحاء وجهها وجسدها النحيل..!

وكذلك هم الحكام العرب أيضاً..

يمضون فترات حكمهم كلها، وهم يقودون معارك وحروباً تجميليةً وتلميعةً شعواء في مواجهة مفتوحة مع كل حركات البشاعة والوضاعة والقبح البادي على وجوههم ومواقفهم، والرامية إلى إسقاطهم في وحول الفضيحة والعار..

ولكن دون جدوى أيضاً..!

يستقدمون كل خبراء وأخصائي التلميع والتجميل..

يتحالفون مع كل قنوات وأدوات ومنصات وأبواق التطبيل والتضليل..

يواجهون بأقوى وأحدث أسلحة المكياج والمونتاج والإخراج المتطورة..

يموهون ويتخفون خلف أسوارٍ وقلاعٍ من الأقنعة الواقية، والأوجه المستعارة..

والنتيجة ماذا..؟!

يخسرون المعركة..

يخسرونها بتساقط كل الأقنعة، وجميع الأوجه المستعارة واحداً بعد واحد..

وتنتصر حركات البشاعة والوضاعة والقبح..

وتسيطر، في الأخير، ملامح الخزي والعار على سائر أنحاء وجوههم الملطخة بالقار..

يعني: مثلهم مثل الفنانة صباح تقريباً..!

جميعهم يحاولون فن الخدعة..

مع فارق بسيط جداً هو أن الفنانة صبــــاح حين لجأت إلى هذا الفن، كانت تحاول بذلك فقط التملص هرباً من علامات وأعراض الشيخوخة الظاهرة، بينما الحكام العرب يلجأون إليه على الدواك للتملص أو التغطية فقط على بعض علامات وأعراض الخزي والفضيحة..

وأنها كانت في مراحل صباها وشبابها صارخةً في الحسن والجمال، بينما الحكام العرب، وفي كل مراحل حكمهم، لا يبدون إلا غاية في البشاعة والوضاعة والقبح..

هذا هو الفارق الوحيد..

ضف إلى ذلك طبعاً فوارق ثانوية بسيطة أخرى تتلخص في نوعية وطريقة الإعتلاء والظهور، وتجسيد الأدوار، وأشياء كثيرة أخرى..

فصباح مثلاً كانت تتربع على خشبة المسرح..

وأما الحكام العرب فيتربعون على كراسي السلطة والحكم..

صباح كانت تغني وتمثل للشعوب..

وأما الحكام العربي فكانوا، ولا يزالون، يغنون ويرقصون ويمثلون على الشعوب..

صبـــــاح انتهى بها المطاف في آخر الأمر بلا مالٍ ولا مأوى، بينما ينتهى المطاف بهؤلاء الحكام العرب دائماً بلا عزة ولا شرف ولا كرامة..

هذه، بصراحة، بعض الفروق البسيطة التي تستحضرها ذاكرتي الآن، وهنالك، بطبيعة الحال، فروق أخرى، والتي، في مجملها، تعطي الأفضلية دائماً لصباح..

إلا أن ذلك، في المجمل، لا يمكن أن يؤثر أو ينقص من حجم وطبيعة التشــــــابه القائم بينهما والذي يصل، في معظم الأحيان، إلى درجة التطابق..

وهنا يأتي السؤال:

من الذي يحكم العرب..؟!

أهؤلاء الحكام..؟

أم الشحرورة..؟

فلا أرى فرقاً بينهما بصراحة..!

#جمعتــــــــــكم_مبـــــــــــاركة.

#جبهة_القواصم

You might also like