مجلة أمريكية: إعلان الرياض والناتو العربي لمحاربة الإرهاب خرافة إعلامية.

 

إب نيوز مايو 30, 2017

ترجمة: أحمد عبدالرحمن قحطان:

“بيتر فورد” السفير البريطاني السابق في سوريا والبحرين يعود الى الواجهة مجدداً، ساخراً هذه المرة من الأخبار الجيوسياسية الوهمية التي تنشرها وسائل الإعلام حول تشكيل “ناتو عربي” بقيادة السعودية.

حيث أن محاولة القيام بشيء كهذا – خصوصاً في الوقت الذي مات فيه التحالف العربي في اليمن – يظهر حقيقة الضياع التي يعيشونها.

ولأن مصر كان لها الجيش الأكبر والأكثر فاعلية في المنطقة، فقد كان من المقرر أن تأخذ بزمام المبادرة في اليمن، ولكن “السيسي” لعب اللعبة السعودية – ووافق على المشاركة ومن ثم لم يفعل شيئاً.

“السيسي” كان يعلم أن إرسال قواته لمحاربة الشعب اليمني الفقير سيثير المعنويات السيئة والمحبطة داخل الجيش، بالإضافة إلى أنه يريد التركيز على محاربة مشكلة “القاعدة” في سيناء.

“فورد” قام أيضاً بتسليط الضوء على نقطة هامة جداً، وهي نقطة لطالما تحاشتها الحكومات ووسائل الإعلام الغربية، وتلك النقطة هي أن الجيش السعودي، وعلى الرغم من التمويل الضخم الذي يتلقاه إضافة الى القوى العاملة والمدربة تدريباً مهنياً عالياً فيه، الا أنه في الحقيقية “وهمي”، خصوصاً بما ان لا أحد من أفراد ذلك الجيش ينوي القتال حقاً.

فعندما يعمل الموظفون الحكوميون في العادة لمدة ساعة واحدة في اليوم، معتمدين على جيش من المهاجرين والمتعاقدين والعاملين والعبيد للقيام بما تصل نسبته الى 95 في المائة من العمل، فلماذا يتوقعون أن يختار العسكريون أن يصبحوا عبيداً في الوقت الذي يستطيعون في بأن يتظاهروا بأنهم جنودا وأن يحصلوا على رواتبهم مثل أي شخص آخر في المملكة ؟

وقال “بيتر فورد” أيضاً إن السعوديين والإماراتيين لن يجرؤوا أبداً على وضع قواتهم على أرض الميدان في سوريا أو العراق خوفاً من تمرد تلك القوات وانضمامها إلى “داعش”.

الرئيس الاميركي “دونالد ترامب” أجرى قبل أسبوعين محادثات مع قادة عدد من الدول ال 55 ذات الاغلبية المسلمة الذين اجتمعوا للمشاركة في القمة العربية الاسلامية الاميركية في الرياض.

ووقعت واشنطن ودول شرق أوسطية أخرى على معاهدة جديدة تعهدت بتقديم قوات اضافية لمحاربة الإرهابيين ما بات يعرف الأن بـ”اعلان الرياض” قال ان قادة هذه الدول الاسلامية مستعدون لتوفير قوة احتياطية قوامها 34 الف جندي عند الحاجة.

شبكة روسيا اليوم الإخبارية سئلت المحللين عن الكيفية التي سيتم بها استخدام “قوة الاحتياط” هذه والمكونة من 34،000 جندي؟

لكن “فورد” قال انه يعتقد “انها أسطورة وخرافة”، وفي رأيه، فإن السعوديين والإماراتيين “لا يمكن أن يعتمدوا على ولاء قواتهم الخاصة لأنها قد تتمرد ضدهم في أي لحظة”.

مضيفاً “إن قمة الرياض كانت عبارة عن لفتة رمزية حتى يتمكن “ترامب” من الظهور بصورة جيدة في نظر الأمريكيين ووسائل الإعلام الغربية على نطاق أوسع”.

“دعونا نكون واقعيين هنا، هذه الزيارة برمتها لم تكن حول تعزيز الجهود ضد الإرهاب، أو تعزيز السلام في الشرق الأوسط، بل انها كانت وببساطة محاولة من “ترامب” لاستعادة بعض من الهيبة الأمريكية بعد توليه الحكم، ومن ثم فإن كل تلك الصور له وهو يؤدي الرقصة السعودية بالسيف هي عبارة عن إيماءات رمزية”.

وأضاف السفير البريطاني السابق (إذا كان “ترامب” جدياً، فقد كان من المفترض أن نسمع في خطابه الكبير اعترافاً بفضل البلدين اللذان يبذلان جهوداً كبيرة لمقاومة داعش، وهما حكومة العراق وحكومة سوريا).

المصدر:

“فيترينز توداي الأمريكية”.. مجلة متخصصة في نشر تحليلات وأراء النخب من أفراد الجيش والمجتمع الأمريكي فيما يخص مجالات الأمن القومي والاستقرار الجيوسياسي والسياسة المحلية.

You might also like