عبدالباري عطوان : ‏3 صواريخ باليستية: يمنية وايرانية وكوريا شمالية تثير قلق أمريكا وتمهد لكسر هيمنتها لماذا لا؟ انها تكنولوجيا الفقراء .

إب نيوز 30 يوليو

 

ثلاثة صواريخ باليستيّة: يمنيّة وإيرانيّة وكوريا شماليّة تُثير قلق أمريكا وحُلفائها وتُمهّد لكَسْر هَيمَنتْها على العالم.. لماذا لا؟ إنّها تُكنولوجيا الفُقراء العَسكريّة في مُواجهة الغَطرسة والاستكبار

ثلاثة صواريخ باليسيتة اثار اطلاقها حالة من القلق لدى الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في الغرب، لانها قد تؤدي الى تداعيات استراتيجية خطيرة على موازين القوى، الأول كان يمنيا، اطلقه التحالف “الحوثي الصالحي” من طراز “بركان 1″ باتجاه مدينة الملك فهد الجوية في الطائف، شمال مدينة مكة المكرمة، والثاني إيراني بهدف وضع أقمار صناعية في المدار الأرضي على ارتفاع 500 كيلو متر، والثالث كوري شمالي عابر للقارات اشرف على اطلاقه بنجاح الرئيس كيم جونغ اون.
هناك قاسم مشترك يجمع بين هذه الصواريخ الثلاثة وظروف اطلاقها، وهو ان الدول التي تقف خلفها، والبرامج الباليستية التي انتجتها، تشكل تهديدا للولايات المتحدة الامريكية، وتتمترس في الخندق المعادي لها ولحلفائها، سواء في الشرق الأوسط، او شرق آسيا.
الولايات المتحدة ردت على الصاروخ الباليستي الإيراني بفرض عقوبات اقتصادية على ست شركات إيرانية تتعاطى مع البرنامج، بينما اجرت مناورات عسكرية مشتركة مع حليفتها الكورية الجنوبية، وقالت انهما تبحثان “ردا عسكريا” على هذا الانتهاك الكوري الشمالي للقانون الدولي.
لم تعلن كوريا الشمالية عن ردها على هذا التهديد العسكري الأمريكي، ولكنها لم تعبا مطلقا بأي تهديدات مماثلة في السابق، وواصلت تجاربها الباليستية، واعلن رئيسها كيم جونغ اون الذي اشرف بنفسه على تجربة اطلاق الصاروخ الأخير والاحدث، “ان الولايات المتحدة باتت في مرمى صواريخنا”، وليس هناك ردا مفحما اكثر من هذا.
الرد الايراني جاء متحديا أيضا، فقد اكد السيد بهرام قاسمي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “ان ايران ستواصل برنامجها للصواريخ الباليستية بطاقة “كاملة” في إشارة الى العقوبات الامريكية الجديدة، واردف قائلا: “المجالات العسكرية والصاروخية تقع في اطار سياستنا الداخلية ولا يحق للآخرين التدخل فيها او التعليق عليها”.
ربما تمتلك الولايات المتحدة الطائرات والقاذفات الحديثة من طراز “اف 16″ و”اف “15، وحتى الشبح من طراز “اف 35″، ولكن المعسكر الآخر، استطاع تطوير سلاح الصواريخ الذي جعل مدنا أمريكية في مرمى أهدافه، وهنا يكمن الخلل المتصاعد في الاستراتيجية الامريكية العسكرية، ويهدد تفوقها النوعي واستمراره.
مضي ايران قدما بتطوير قدراتها الصاروخية، وبطاقة كاملة، كرد على العقوبات الامريكية محدودة التأثير، يعني انتاج صواريخ جديدة متوسطة وبعيدة المدى، وربما بالتعاون مع كوريا الشمالية، يمكن ان تصل الى العمق الإسرائيلي والاوروبي، وربما الولايات المتحدة نفسها.
هذه الصواريخ الباليستية الثلاثة، الإيرانية واليمنية والكورية الشمالية تحقق ردعا استراتيجيا، وربما تغير معادلات القوة، وتضع حدا لعربدة أمريكا وحلفائها، وبما يعزز الحلف المعادي لها، ويمثل بطريقة او باخرى إنجازا وسلاحا لـ “ضعفاء” العالم في مواجهة الغطرسة الامريكية، وهذا ربما يكون تطورا طيبا للكثيرين، والعرب الفقراء والمظلومين على راسهم.
“راي اليوم”

You might also like