مع حلول ذكرى غزوة بدر#الحوثي: يوجه رسالة إلى أبناء الشعب اليمني (نص الرسالة).

 

إب نيوز ٣ يونيو

رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الأعزاء من أبناء الشعب اليمني بكل مسئوليه وأحزابه وفئاته ومجاهديه وأفراده سياسيين وعسكريين وعلماء ومعلمين وأطباء وأكاديميين ونخب ثقافية وإعلامية ممن يحملون الوطنية ويرفضون العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه على اليمن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبارك لكم وللأمة انتصار المسلمين في معركة بدر الكبرى، ونحن نعيش في هذه الليالي الكريمة ذكرى ليالي العطاء الإيماني المحمدي ذكرى الاستبسال، ذكرى أول مواجهة مع الطغيان الجاهلي، ذكرى مواجهة الظلم ممن منع الحقوق ومنع ممارسة مواجهة الحجة القرآنية بالحجة، ذكرى أول معركة في الإسلام معركة بدر التي كانت للانتصاف ممن قتل ودمر، وحصار الرسول وأصحابه سلام الله عليهم ورضوانه.
ونحن نعيش هذه الأجواء الإيمانية في هذا الشهر المبارك والذي هو أفضل الشهور قربة لله وتزكية للنفس، و فيه الأعمال مضاعفة، ولإن نصر المظلومين من أقدس الواجبات في ديننا الحنيف فإنني أتوجه إلى الجميع وبالأخص الأخوة في المؤسسات الإعلامية وكل من يكتب ويتواصل بأي وسيلة مع الداخل أو الخارج لأدعوكم لفضح العدوان فوق ما تقومون به، من خلال إسهام كل منكم بمنشور يومي كحد أدنى يرفق بصورة عن جريمة من جرائم العدوان مع ذكر التاريخ والمنطقة حتى نهاية شهر رمضان الكريم، لنذكر العالم بالحرب المنسية الوحشية التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه، وبمنهجيته التي عمل ويعمل عليها في انتهاك القانون والأعراف.
وليعلم الجميع أننا كشعب لا نخدع، وليست ذاكرتنا مثقوبة، وأن أول واجب على كل من يحترم الإنسانية أو يحترم الحقوق أو يدعو إلى تطبيق القانون هو فضح هذه الجرائم للعالم كبداية في الطريق الصحيح للتصحيح.

فالعدوان اليوم ومن خلال مكنته الإعلامية
يعمل جاهدا لطمس جرائمه وإشغال الناس بقضايا وتهم ثانوية، يهدف إلى حرف الإعلام الوطني اليمني، العربي، الإسلامي، الحر عن هذا المسار الذي يضع أول لبنة حقيقية للتصحيح من خلال تعرية المجرم وتوضيح صورته الذي يعمل على تجميلها بكل الوسائل.

وأنتم بخبرتكم في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه على دراية تامة بأساليبه الملتوية.

إنني على ثقة تامة بأن تحرككم هذا سيكون مجديا، وسترون بإذن الله أثره، فقط عليكم بالاستمرارية في ما تبقى من أيام هذا الشهر المبارك، وعندما يشعر أحدكم بالملل أو الفتور – لا سمح الله – فليذكر أن هذا العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه لم يمل من ارتكاب الجرائم طوال الأيام والليالي منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥ م وإلى الآن، ولازال مستمرا في ارتكاب المجازر رغم ما تكلفه من خسائر.

أيها الأخوة أنتم صوت اليمن، و ما حققتم من انتصارات إعلامية في كل المجالات المرئية والمسموعة والمقروءة وفي مواقع التواصل الاجتماعي بكل أشكاله أفشل مخططاتهم في كل ما مضى، وبإذن الله وبجهودكم في المستقبل ستحققون الانتصارات الكبيرة على حربهم الإعلامية التي يسعون من خلالها إلى التغطية على ممارساتهم الإجرامية ومابات مفضوحا من انتقاصهم لبعضهم البعض، والذي وصل اليوم إلى أزمة كبيرة بينهم على مستوى القيادة وعلى مستوى الضباط وعلى مستوى الأفراد، بالعنصرية والتكبر حتى أزكم الأنوف،
وأنتم تذكرون جيدا المشاهد التي يعرضونها هم، وتجدون كم يتعالى الضباط أو القادة السعوديون على الإماراتيين، والإماراتيون على السودانيين أو اليمنيين مثلا، بل لقد رأيتم كيف تعالى “ترامب” على قيادتهم في القمة الأمريكية في السعودية أو على مستوى الزيارات الخاصة، ورأيتم مستوى التمثيل الذي تقوم به السعودية في إرسال موفدها إلى السودان أو غيرها من القمم مثلا، أو استقبالهم للمرتزقة “هادي” أو غيره من اليمنيين، وكيف يتعاملون معهم من امتهان وتجريح وتوقيف ومنع ومراقبة وإذلال حتى في توزيع المساعدات أو ما يسمونه بالمكرمة، ولعل مشاهد مكرمة العيد على الأبواب.
لنخلص بالقول إن التعالي على الآخرين سمة مميزة بين التحالف كل بمستواه، وما محاولتهم البائسة في نشر الكذب وإطلاق الألقاب على أبناء الجيش واللجان إلا محاولة استباقية للتغطية على ما يعانونه من امتهان وذل.
وفي كل ما ذكرناه لكم وغيره ما لا يخفى عليكم وعلى كل راصد لممارساتهم وسلوكهم، وهم اليوم تحت قيادة “ترامب” وبعض الأسر الخليجية الحاكمة، التي لا تحتاج إلى تعريف بمستوى الفوارق الاجتماعية التي تحيط نفسها بها، محتفظة بمميزات خاصة لا يمكن لأحد بلوغها، وأيضا يعملون بوضوح وزهو وخيلاء على استحقار الآخرين والاستخفاف بمن ليسوا من أسرهم، حتى لوكانوا وزراء أو قادة عسكريين، بل إن هذه النظرة الدونية شائعة ومعروفة لدى شعوبهم، ويعملون على تجذيرها والحفاظ على ممارستها كسلوك يثبت أحقيتهم بالملك والمال.

ونحن نعلم ونتيقن أن جميع أبناء الشعب اليمني يعلمون قطعا أن إثارة العرقية والسلالية في هذا الوقت أو غيره إنما أتى للتغطية على ما يعانون من عقدة النقص والنظرة الدونية، وهو دليل على فشلهم في تفكيك البنية

الاج

تماعية ومراكزها القبلية ومدنيتها الجميلة، التي أثبتت أنها أقوى من أموالهم ومن تهديدهم ومن أحلامهم وإعلامهم، فتجد أن كل فئات الشعب يعيشون في جميع المناطق التي تحت سيطرة الجيش واللجان كطيف واحد وجسد واحد بسكينة واحترام متبادل، وهو سلوك يمني عند كل الأحرار في اليمن، ممن لم يلوثهم الاحتلال أو الارتزاق،
وأيضا هو دليل على انتصار كلمتكم يا أبناء اليمن الأحرار في معركتكم الإعلامية التي أرعبتموهم بها وأفشلتم كل سياساتهم المتقوقعة، الناتجة عن أفكار خاطئة لمنهجية منحرفة عن التعاليم الحقة للإسلام، الذي يبني الإنسان على مكارم الأخلاق، ويرفعه من سفاسف الأمور، كما أوضح ذلك في سورة الحجرات وغيرها من الهدى القرآني القويم، وأيضا هو دليل على الخلل الناتج عند الأسر الحاكمة المشاركة في العدوان على اليمن، حيث ينعدم وجود الدافع الوطني لدى هذه الأسر التي تمارس الحكم اليوم ومن في فلكها، لأن طبيعة حكمها الوراثي الفردي الرجعي تجمع الحكم والمال والنفوذ بيد الحاكم الفرد، ونجعل منه طاغية يقتل ويسجن في سبيل إبقاء الحكم له أباه أو أخاه أو أقرب الناس له، وهي نظرة مقيتة لا يستطيعون التخلي عنها ولا يستطيع المطبلون لهم في إعلامهم الحديث عنها أو مناقشتها، أو الدعوة للتخفيف من مظاهر الاتباع الأعمى لحكامهم، الذين يعتبرون أن كلامهم “تشريعات” بحسب المدرسة الفقهية الوهابية، وهو عكس ما عليه المناضلون الأبطال في الشعب اليمني وفي الجيش واللجان، فالمنصب مسئولية، وثقافتنا التي تعلمناها أن من أساسيات المؤمن أنه ليس ممن يعشقون المناصب، لأن من يعشقون المناصب هم من يضحون بالأمة ويضحون بالشعوب.
بينما نجد أن السمة البارزة في نظرة المجتمع اليمني بكل أسره وقبائله هي تحركهم الواعي لمواجهة العدوان، وعلى رأسهم نخبهم بكل توجهاتهم، ومن شذ عن هذا الطريق فهو ملقي في أحضان العدوان، يتمرغ بالذل ويتجرع المهانة، وقد سمع الشعب تصريحاتهم وتألمهم وتأوههم، ولا مستقبل لعزتهم وكرامتهم بدون الرجوع إلى الشعب العزيز الكريم المعطاء.

أيها الأخوة الإعلاميون والكتاب
أنتم عذوبة الكلمة، وأنتم ضمير الوطن، وأنتم معاني المجتمع، وأنتم مداد الدم الطاهر المتناثر في سفوح ومرتفعات الجبال والسهول والوديان في عموم الوطن، وعليكم الأمل بمخاطبة الشعوب واستنهاض الهمم والحفاظ على القيم والتذكير بالمسئولية الوطنية الملقاة على عواتق الجميع مسئولين ومواطنين وقادة وعسكريين.
سلام عليكم ياجند المعركة الإعلامية، وسلام على بقية الجنود العسكريين والأمنيين وكل الفئات في هذا المجتمع الغيور، ولا نامت أعين الخونة والغزاة.
ولكل أبناء الشعب السلام والأمن والاستقرار. حفظ الله اليمن وحفظ رجاله المجاهدين في كل الجبهات، وشفى الله الجرحى، وفك أسر الأسرى، ورحم الله الشهداء الأبرار..
ودمتم أوفياء الوطن..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد علي الحوثي
رئيس اللجنة الثورية العليا
17 رمضان ١٤٣٩هجرية
2 يونيو 2018م

You might also like