قد ربما يتوقّف العُـدْوَان وقد ربما لا يتوقّف!

قد ربما يتوقّف العُـدْوَان وقد ربما لا يتوقّف!

إب نيوز 25 إبريل
زيد البعوة

هذا ليس تشاؤماً بل حقيقةٌ ملموسةٌ وواقعٌ عشناه على مدى عام، وآيات قرأناها أنزلها الله قبل ألف وأربع مئة وأربعين عاماً.

لم ولن ننسى كَذِبَ وخداعَ جنيف 1 وجنيف 2 وأَكْثَـر من خمسة إعْلَانات وقف إطلاق النار وإعْلَان هدنة.

قد ربما يتوقف العُـدْوَان وقد ربما لا يتوقف، ولكن الحقيقة التي ينبغي أَن نعيها وأن لا نغفلَ عنها هي أَن هذا العُـدْوَان لن يتوقفَ أبداً حتى وإن توقفت الطائرات، إلّا أَن العُـدْوَان سيظل بطرق أُخْرَى اقتصادية وإعْـلَامية وأمنية وسياسية وغيرها، وبشكل مدروس يستهدف الـيَـمَـن، فدول العُـدْوَان لن تستسلم فهي تملك المال وتملك النفوذ وتملك العملاء.

في الجانب الأمني سوف تحرك عملائها ومرتزقتها لإقلاق الأمن والسكينة في مختلف المحافظات الـيَـمَـنية كما هو الحال عليه اليوم في المحافظات الجنوبية.

في الجانب الإعْـلَامي سوف تستغل كُلّ حدث وكل فرصة أَوْ بمعنى أصح سوف تختلق وتصنع فبركات إعْـلَامية تشوه الثورة والجيش واللجان الشعبية والشعب الـيَـمَـني الصامد، ولديها الكثير من الإعْـلَاميين المرتزقة الذين بدورهم لن يقصّرون أَوْ يفرطون في نقل كُلّ حدث حسب الخطة المرسومة التي تهدف لشن حملات إعْـلَامية تتحدث عن فشل الـيَـمَـنيين..

في الجانب السياسي سوف يستغلون نفوذهم وعمالتهم وعلاقاتهم بأَمريكا وإسرائيل ومجلس الأمن والأُمَـم المتحدة لفرض إملاءاتهم وأَهْــدَافهم من خلال المجتمع الدولي المساند لهم بما يخدم مصالحهم وسياساتهم لكي لا يستطيع الشعب الـيَـمَـني أَن يرى النور أَوْ يصدر أفكاره ورؤاه إلَـى الخارج أَوْ أَن يكون له محط قدم على المستوى الخارجي السياسي.

أما في الجانب الاقتصادي فسوف يستمرُّ الحصار للشعب الـيَـمَـني بشكل دائم حتى وإن أعلنوا عن فك الحصار أَوْ سمحوا للنفط والمواد الغذائية بالدخول للـيَـمَـن فلن يستمر هذا طويلاً فسوف نسمع بين فترة وأُخْرَى القبض على سفينه مشبوهة وسفينة أُخْرَى تحمل أسلحة إيْــرَانية ومن هذا القبيل وسوف يكون الحصار الاقتصادي المقبل بطريقه أُخْرَى أشد ايلاماً سيحاربون المنتجات الـيَـمَـنية في الأَسْوَاق العالمية وسوف يحاربون الشركات الاستثمارية التي تريد أَن تستثمر في الـيَـمَـن وسوف يحاربون التجار الـيَـمَـنيين وغير مستبعد أَن يفرضوا رقابةً على كُلّ صادر من الـيَـمَـن وكل وارد الـيَـمَـن ومن بعدها سنسمع عن جمارك وضرائب، ومن هذه الوسائل التي سوف يستغلونها ويعمدون اليها لكي يستمر الحصار الاقتصادي على الشعب الـيَـمَـني.

لن يتوقف العُـدْوَان على الـيَـمَـن إلّا بشكل صوري وإعْـلَامي، فالـيَـمَـن كما نعرف مستهدَفٌ من قبل هذه الدول التي شنت هذا العُـدْوَان منذ زمن بعيد، فهذه الدول لها أطماع استعمارية في هذا الوطن ولديها أطماع اقتصادية وجغرافية وسياسية للسيطرة على باب المندب وثروة الشعب الـيَـمَـني، وكذلك هم يريدون أَن لا يخرج الـيَـمَـن من تحت السيطرة والوصاية فهم يريدون أَن تبقى الـيَـمَـن بقرارِها السيادي والسياسي تحت أمرهم، غير مسموح للـيَـمَـنيين الاستقلال والحرية وغير مسموح للـيَـمَـنيين أَية علاقات مع دول أُخْرَى مناهضة للمشروع الاستعماري الغربي، وغير مسموح للـيَـمَـنيين أَن يكونوا مكتفين ذاتياً اقتصادياً، دول العُـدْوَان تريد أَن يظل الـيَـمَـنيون يلهثون وراءهم ويستجدونهم أَن يمنوا عليهم ببعض المبالغ المالية مقابل الكرامة والحرية.

وهذا يعتبر نتيجةً طبيعيةً لانبطاح الأنظمة السابقة التي حكمت الـيَـمَـن والتي كانت بمثابة الدمى واللعب والتي كانت تغري دول العُـدْوَان بسذاجتها وعمالتها وانعدام وطنيتها حتى يسيل لعابهم ويرون الـيَـمَـن في متناولهم بشكل بسيط وسهل، ولهذا هم لن يفرطون اليوم في عملائهم سيحاولون أَن يعيدوهم إلَـى السلطة بطريقة أَوْ بأُخْرَى من خلالِ اتفاقيات سابقة كالحوار الوطني مثلاً أَوْ ما يسمى بالمبادرة الخليجية أَوْ قرار مجلس الأمن 2216 لكي يستمر دورهم السلبي من خلال عملائهم في المستقبل.

سوف لن تسمح دول العُـدْوَان في المستقبل لأية عملية سياسية انتقالية في الـيَـمَـن تمُــرُّ بسلام لا حوار وطني ولا انتخابات رئاسية ولا انتخابات برلمانية ولا تشكيل حكومة وطنية إلّا وتكون بصمات دول الخليج موجودةً ولو بطريقة غير مباشرة.

نسيت شيئاً مهماً فعلته دول العُـدْوَان بالـيَـمَـن وسوف تظل تلعبُ عليه مدى الدهر إلّا وهو الدمار الذي أحدثه العُـدْوَان في البنية التحتية في الممتلكات الخَاصَّة والعامة إعَــادَة الاعمار والذي يمثل وجبةً دسمةً سوف تستغلها دول العُـدْوَان لتخلق اختلافاتٍ ونزاعاتٍ وتفريق بين المجتمع الـيَـمَـني من خلال مبالغَ مالية كاذبة سيعلن عنها في وسائل الإعْـلَام مصحوبة ببعض العبارات المنمقة من أجل التسويقِ لها في أَوْسَاط الـيَـمَـنيين، على سبيل المثال سلَّمنا المؤتمريين مبلغاً وقدرُه كذا وأَنْصَـار الله مبلغاً وقدره كذا ولجان إعمار سوف تصرف المبالغ على هذا النحو الذي سيزرع البغضاءَ والحساسية بشكل كبير بين الـيَـمَـنيين، هذا إن حصل فعلاً إعَــادَة إعمار.

في النهاية ينبغي علينا كيمنيين أَن نعد أنفسنا لمرحلة جديدة من الصراع والحرب الباردة التي لا تختلفُ خطورتها عن العُـدْوَان العسكري المباشر وأن نكون على مستوى عالٍ من الوعي والبصيرة لكي نكون أقوياء وأذكياء بقدر وحجم وخطورة المرحلة المقبلة هذا إن توقف العُـدْوَان.

ولا ننسى أن نظلَّ مرتبطين بالقيادة التي جرّبنا صدقها وحرصها خلال الثورة وخلال العُـدْوَان، فهي جديرة بالتعامل مع الأحداث المستقبلية بمسؤولية وحرص أَكْبَر لما يخدُمُ مصلحة الـيَـمَـن والـيَـمَـنيين.

وفي الأخير لا ننسى اللهَ تعالى الذي له الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ.

 

You might also like