ظلام ليلنا بريء من سواد العدوان الصهيو أمريكي !!

إب نيوز ١٨ مايو
بقلم /عفاف البعداني

أمام نافذتي الصغيرة أجلس وأكتب…

أكتب تارةً
للصغار
وتارةً للوطن
وتارةً للحظات الروحانية التي نعيشها في هذه الأيام الرمضانية
من هدوء وسكينة وإيمان
وطمأنينة
وعلى كراستي بدأت أكتب
ولكن ما إن
بدأت أفكاري تحضر نفسها
في روايات الحديث

استوقف القلم حديثه
ونزف حبره
وطارت كل أوراقي
فزعاً لحدث مروع صاح بكل صوته
قصف جديد !
وضحايا جدد!

مشيت مهرولة لأرى مارصدته أصواتنا الإعلامية الحرة

لأرى أي حقد جديد زارنا وطرح سمومه في صبحنا
لأرى المسلسل الإجرامي المباشر الذي بثه العدوان بكل خبث ودهاء.

لأرى أي لون
لطخ بياض عاصمتنا صنعاء

تابعت فلمهم الجديد ورأيت بطولتهم
الشجاعة التي دندنوا بأنها أهداف عسكرية بحتة
ولكنها في قرارة عينها وحد ذاتها
أهداف إجرامية بحتة في قتل الأبرياء
وسفك دماء
الساكنين في الأحياء

رأيت أرواح تصارع الموت
وأشلاء ممزقة
وأجساد متفحمة
لايعرف لها لون ولاشكل بقي لها اسمها فقط

وهناك بينهم ضوضاء أحياء يفنون حياتهم بالبحث والإنقاذ فضمائرهم أكبر من أن يخيفها هول وعمق الإجرام.

لم يكن للحروف أن تتكلم لم يكن للحدوس أن تتفهم
آن ذاك..
لم يكن للعقول أن تستفرغ حمولتها التعبيرية..

فأي كلام ينعي
موت الضمير
باليوم الف مرة
أي مقالة
تقال
لنفوس عاثها التبلد وفقدت سقراطها في الحياة و أصبحت صحوتها في عداد المشنقة ..

أي مناشدة أبُثها
وأحملها
فالعالم
وبكل أسف
لم يكلف نفسه أن يدين لبحور سابقة وتتليها لاحقة من الدماء
لسيل من موت الساكنين والاحياء
لمنشاءت وصروحات اجتاحوا لباسها التاريخي القديم
لتصبح بعدها أرض اليمن عارية بلا رداء..

لمن أقول ولمن أدون فالعالم بضميره وبمنظماته أصم.

ويالغرابتي
ويالعجبي
حينما يتحول فجأة موقفهم الصامت
إلى لسان طليق يدين ويستنكر أننا
بعثنالهم صاروخ يحمل في جنباته الدفاع عن النفس
نعم
صعب الحديث من الحديث
ولكن ما جعل قلمي يستمر ويعيد سلاسته الهجائية
يعيد نفسه من تقطعه الحبري
وتشتت أوراقها المفزوعة إنها
أصوات يمنية خرجت من عمق الركام

أصوات حملت في كفها أجساد ميته
وفي لسانها حملت كلمات متحدية
تصيح وبأعلى صوتها
تقول
هذا الإجرام لن يفنينا
لن يهز
أركان عروبتنا ووطنيتنا
لن يكن حاجز يسدل مرارة إجرامه ويثنينا عن طريقنا الى الجبهات بل باتت الطرقات مبعدة
و اقصربعداً الى جبهاتنا الدفاعية.

فالموت فيها حياة
ووسام وشرف
حب ونكف
نعم
تلك الاصوات وتلك الصحوة التي رأيتها في اعين المواطنين دفعتني

لأن يكتب قلمي ولو كان ينزف وجعاً
جعلتني ادرك ان الله وهب في تلك النفوس أمانة
وفي
حميتهاوولائها
لا ولن يضيع الوطن

نعم الإنسان اليمني أكبر من أن تكتبه رواية
أو أن يصفه بيت
أو أن تحكيه قصة
الإنسان اليمني اسطورة

الإةسان اليمني اكبر
من أن تخيفه طائرة
اكبر من أن يمضي حياته نحيباً وبكاء على فقدانه اهله وماله ومنزله
بل يضمد جراحه ثقةً وايمانا بالله ونصره وتأييده
لأنه يعرف أن أسرته مستودعة في سماء الله الواسعة والرحيمة
فمن نهايات ضحايانا سنصنع الف بداية

وقبورهم
ستكون حديقة نزورها لنستمد منها النور الاستشهادي
لنصل إلى طريق الهداية

أما المعتدين الظالمين فإنا لن نناشد العالم
أو المنظمات
بأن تكشف وتدين جرائمهم
لن نقول أيها العالم
انظر ماذا فعلوا بأهلنا بموطننا بطفولتنا بشبانا بشيوخنا بمنامنا وباحلامنا
لن نقول
ارسلوا تبرعاتكم ورحماتكم علينا فنحن في فصول شتائية اغيثونا

لا
بل سنرفع
يدنا بكل خضوع لباريها
ونوجه قلوبنا بكل إخلاص
ونقول
اللهم
أنت حسبنا ونعم الوكيل
بعدها سنشد رحالنا إلى جبهاتنا لنسطر بطولة اليمن الجديد
في انتصاره بعون الله في حرب عالمية لم تدرك ماهي
ومن هي الجمهورية اليمنية

#صامدون_مابقيت_ارواحنا _فينا

You might also like