هذان الحاكمان وراء انسحاب الإمارات من اليمن بعد لقاء “متوتر” مع ابن زايد.. سياسات أبو ظبي “شرخت” الاتحاد

إب نيوز ١٤ يوليو/ متابعات

كشفت صحيفةُ “الأخبار” اللبنانية عن ما وصفته بالأسباب الحقيقية وراء قرار الإمارات المفاجئ الانسحاب من حرب اليمن وترك السعودية بمفردها، مشيرة إلى أن غضب حكام الإمارات خاصة في دبي والفجيرة من سياسات ابن زايد هي السبب الرئيس وراء ذلك.

وذكرت الصحيفةُ أن الإماراتِ قرّرت الانسحابَ بعد أن تأكدت من “الأفق المسدود” للحرب التي أطلقتها السعودية وحلفاؤها – وتعتبر الإمارات أبرزهم – منذ العام 2015 لإعادة سيطرة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على الأراضي اليمنية.

وأضافت الصحيفة أن حكام الإمارات فهموا أن الحرب في اليمن “مستنقع” يجب الخروج منه، خصوصا بعد “النزيف البشري الذي نجحت الإمارات على مدى أربع سنوات ونصف السنة في التغطية عليه، وتمكنت أخيرا من الحد منه عبر الابتعاد عن المواجهات المباشرة” عبر تسليح ميليشيات موالية لها في عدة مناطق باليمن جنبت الجيش الإماراتي مزيدا من الخسائر.

وأشارت إلى أن أحد أسباب هذا الانسحاب هو “النزيف الاقتصادي الذي بات يسبب تململا ليس في أبو ظبي فحسب، وإنما في بقية الإمارات مع شعور بأن تبعات الحرب بدأت تترك تأثيرات إستراتيجية على الاقتصاد القائم أساسا على التجارة والخدمات”.

وكشفت مصادر للصحيفة أن “اجتماعا عقد قبل أسابيع بين ثلاثي أولاد زايد (محمد وهزاع وطحنون) وحاكم دبي محمد بن راشد أبلغهم فيه بوضوح أن هناك ضرورة ملحة للخروج من هذا المستنقع”

وأكدت المصادر أن بن راشد قال لأبناء زايد إن “سقوط صاروخ يمني واحد في شارع من شوارع دبي كفيل بانهيار الاقتصاد والتضحية بكل ما حققناه”.

وأضافت أن أبناء زايد “سمعوا كلاما مماثلا” من حكام إمارة الفجيرة، الذين “أبدوا خشيتهم من أن السياسة الحالية قد تجعل إمارتهم ساحة لأي معركة مقبلة، لكونها واقعة على بحر عمان، وخارج مضيق هرمز”.

وتحدثت الصحيفة عما سمته “تصاعد تململ حكام الإمارات الست من التماهي الكامل” لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “في توتير العلاقات مع الجيران الخليجيين والجار الإيراني، ومن التورط في الحرب اليمنية وأثمانها الاقتصادية”.

وقالت صحيفة الأخبار إن الإماراتيين استنجدوا بإيران وروسيا لتسهيل انسحابهم من اليمن، وإن وفدا أمنيا إماراتيا رفيع المستوى زار طهران قبل أسابيع قليلة عقب التفجيرات التي استهدفت سفنا تجارية وناقلات نفط في ميناء الفجيرة الإماراتي في 12 مايو الماضي.

ونقلت الصحيفة عن “مصادر دبلوماسية مطلعة” قولها إن الوفد الإماراتي زار طهران مرتين حاملا عرضا من ثلاثة بنود: الأول إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، والثاني تأمين حماية مشتركة من البلدين للممرات البحرية لضمان تدفق النفط من كل الدول المطلة على الخليج، والثالث استعداد الإمارات لمغادرة اليمن.

وأضافت الصحيفة أن الرد الإيراني كان صارما ومفاده أن “لا شيء لدينا نتفاوض حوله معكم بعدما تخطيتم الخطوط الحمر”، وقالت إن الإماراتيين بعد الرفض الإيراني “توسلوا وساطة روسية مع طهران أثناء زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد لموسكو في 25 يونيو الماضي، وجاء الرفض الإيراني مرة أخرى “بنفس اللهجة الصارمة”.

وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى أن “إرهاصات القرار بدأت مع زيارة وزير الخارجية الإماراتي لموسكو وإعلانه أن التحقيق في حادث الفجيرة لم يشر بدقة إلى الجهة الفاعلة، وأكد أن بلاده غير معنية بأي تصعيد مع طهران”.

وقالت إن الإمارات والسعودية افترضتا أن الهجوم على ميناء الفجيرة سيقدح شرارة حرب أمريكية على إيران، لكن أملهما خاب بعد أن تراجع ترامب في آخر لحظة عن ضربة عسكرية محدودة كانت ستنفذ على أهداف في إيران بعد إسقاط قوات الدفاع الجوي التابعة للحرس الثوري الإيراني طائرة أمريكية مسيرة في 20 يونيو الماضي.

وتضيف أن “الإماراتيين أدركوا أن الأمريكيين إذا لم يهاجموا إيران الآن فقد لا يهاجمونها أبدا. لذا جاءت انعطافة أبو ظبي الأخيرة بالانتقال من إستراتيجية القوة العسكرية أولا إلى إستراتيجية السلام أولا”.

وقالت إن الامارات “تلقت رسالة واضحة من أنصار الله ، بعدما لاحت بوادر انعطافتها الأخيرة، مفادها أن منشآتها الحيوية لن تكون هدفا للقصف، وأن المعركة ستكون حصرا مع السعوديين، وهو ما يفسر حصر القصف الأخير على أهداف حساسة في السعودية”.

You might also like