ثورة الصحافيين في مصر ضد القمع تعيد للصحافة المصرية احترامها.. والرئيس السيسي يجب ان يعتذر دون تلكؤ.. وزير الداخلية يجب ان يقال من منصبه فوراً.

إب نيوز 5 مايو

ان يستجيب ثلاثة آلاف صحافي مصري من مختلف المشارب والالوان السياسية لمجلس نقابتهم لبحث واقعة اقتحام نقابتهم والقاء القبض على صحافيين كانا يعتصمان داخل مقرها يوم الاحد الماضي، فهذا عمل غير قانوني، وغير دستوري، وغير مسبوق في تاريخ النقابة، ويؤكد مجددا على رفض ابناء هذه السلطة الرابعة لهذه الاهانة وتصديهم للظلم والتعسف، ومصادرة الحريات، وقطع الالسنة.
نقف بصلابة وبقوة الى جانب الزملاء المعتصمين، والمحتجين، مثلما نقف الى جانب الزميل يحيى قلاش نقيب الصحافيين، الذي شدد اثناء اجتماع مجلس النقابة اليوم بان كل الاجراءات التصعيدية ستستمر حتى النهاية “حتى تعود كرامة المهنة وكرامة نقابة الصحافيين”.
يستحق الزملاء الصحافيون المصريون منا كل التقدير والتضامن لوقفتهم الشجاعة في مواجهة القمع الذي مارسته وزارة الداخلية ضدهم، وضد نقابتهم التي جسدت دائما الوطنية المصرية والعربية في انبل صورها، وانحازت الى جانب الحق والعدالة والمهنية، واكدت في كل المناسبات، وفي احلك الظروف على استقلاليتها، وخيارها الديمقراطي الحر، وممارسة دورها في المراقبة والمحاسبة والانحياز للمظلومين والمستضعفين.
عندما تطالب اليوم الجمعية العمومية للنقابة الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديم “اعتذار” واضح لا لبس فيه عن اقتحام قوات الامن مقرها في قلب القاهرة، واقالة وزير الداخلية، الذي اتخذ قرار الاقتحام، فان على الرئيس الذي حظي بدعم النقابة واعضائها، او معظمهم، الاستجابة لهذا الطلب دون اي تلكؤ، لان خسارته لابناء هذه المهنة واقلامها الحرة، ربما تكون مقدمة لسخارته الحكم.
ان هذه الانتفاضة الاحتجاجية المشرفة، وعلى هذا القدر من الاتساع والصلابة، تعيد الاعتبار الى الصحافة المصرية ومكانتها الرائدة على طول الوطن العربي وعرضه، هذه الصحافة التي كانت، وستظل مدرسة، تتلمذ على يدها الآلاف داخل مصر وخارجها، ونحن في هذه الصحيفة من بينهم، ونعتز بذلك ونفتخر.
اقتحام نقابة الصحافيين من قبل قوات الامن، ولاول مرة في تاريخها تجاوز لكل الخطوط الحمر، واستهتار بكل القيم الديمقراطية، واحترام الحريات النقابية والتحريرية، ولذلك فان وزير الداخلية الذي اتخذ هذا القرار لا يشرف مصر، ولا يستحق ان يمثلها، ويسيء لمن وضعه في منصبه اكثر مما يسيء للزملاء الصحافيين ونقابتهم.
اهانة الصحافيين من خلال اقتحام نقابتهم، وفرض حصار عليها، والاستعانة بالبلطجية، للتصدي للزملاء المحتجين على هذه الممارسات القمعية، اعمال تعكس عقليات ارهابية متحجرة لا ترتقي الى “تراث الثورة” المصرية المباركة التي اطاحت بديكتاتورية الفساد، وقمع الحريات، وقدمت نموذجا مشرفا في سلميتها ورقيها للعالم بأسره.
نقف في هذه الصحيفة “راي اليوم” في خندق زملائنا الصحافيين في وجه هذه الممارسات القمعية، ونتبنى مطالبهم كاملة في حق الاعتذار من الرئيس السيسي شخصيا، مقترنا بإقالة وزير الداخلية الذي اهان مصر، قبل ان يهين ابناء السلطة الرابعة.
لا عودة الى الوراء في مصر، ولا مكان للطغاة الصغار قبل الكبار، فعهد الطغيان ولى الى غير رجعة، وشكرا لشجاعة الزملاء وقبضتهم على “جمرة” الحق والعدالة والانتصار للمهنة وقيمها ورسالتها المشرفة.
“راي اليوم”

You might also like