الحريق في حقل الشيبة النفطي السعودي لازال مشتعلا حتى الآن .

 

إب نيوز ٢٠ اغسطس

قالت مصادر موثوقة إن الحريق الذي نشب في حقل الشيبة النفطي السعودي لازال مشتعلا حتى الان رغم مرور أكثر من أربعة أيام على استهدافه. وأكدت المصادر أن السلطات السعودية ضربت طوقا امنيا على منطقة الحقل بحدود عشرين كم مربعا ومنعت خروج اي من العاملين من المنطقة. ويسكن في المجمع السكني التابع للحقل أكثر من 600 شخص ما بين مقاولين وموظفين تابعين لشركة أرامكو السعودية.

وكان مسؤول سعودي قد أعلن السبت الماضي أن حركة أنصار الله اليمنية شنت هجوما جويا على الحقل النفطي بطائرات مسيرة مما تسبب في حريق وصفه المسؤول السعودي بالبسيط في حين وصفت حركة أنصار الله الهجوم بأنه “أكبر عملية” منذ بداية الحملة العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية على اليمن. واستهدف الهجوم وحدة تابعة لمعمل للغاز الطبيعي .

يشار إلى أن حقل الشيبة النفطي يقع في جنوب شرق المملكة العربية السعودية في الربع الخالي، ويبعد حوالي 10 كيلومترات عن الحدود الجنوبية لإمارة أبوظبي، ويبعد 40 كم عن الجزء الشرقي للواحة ليوة في أبو ظبي.

في عام 1998 بدأت أرامكو انتاج البترول من حقل شيبة البترولي العملاق وفي 2003 طرحت السعودية أمام الشركات العالمية فرصاً استثمارية للتنقيب عن الغاز غير المصاحب واستغلاله في الربع الخالي، وتبلغ الطاقة الانتاجية لمعمل الانتاج المركزي في حقل الشيبة أكثر من مليون ونصف المليون برميل يوميا من النفط الخام عالي الجودة. وصفته صحيفة الغارديان بأنه ” أقرب في قيمته إلى منجم الذهب منه إلى حقل النفط. ويضم الحقل خطوط أنابيب تصل ما بينه وبين المعامل في محافظة بقيق، ويبلغ طولها نحو 638 كلم، وهي تبدأ من المعمل الرئيسي في الحقل لفرز الغاز من الزيت إلى معامل بقيق، ثم إلى مناطق التصدير في مدينتي رأس تنورة والجعيمة.

النزاع الإماراتي السعودي تنص الاتفاقية الموقعة بين الطرفين على أن الدولة التي يقع ما نسبته ثمانون في المئة من حقل الشيبة النفطي العملاق ضمن أراضيها تملك الحق في تطوير هذا الحقل والاستفادة من انتاجه النفطي بشكل كامل. وهذا ما حدث فعلاً، حيث جرى ترسيم الحدود بحيث تقع النسبة الأكبر من الحقل في الأراضي السعودية الأمر الذي ترفضه الامارات حاليًا.

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حرص في حياته على عدم إثارة الأزمة مع السعودية، وكان يعتبر أن التنازل عن الشيبة كان في سبيل الاعتراف بالإمارات الذي كانت السعودية تمتنع عن الاعتراف باستقلالها أثناء حكم الملك فيصل بن عبد العزيز، حين إعلانه عام 1971، إلا بعد التجاوب مع المطلب السعودي بالحصول على هذا الشريط الترابي.

مسؤول اماراتي قال لجريدة القدس العربي أن الاتفاق الحدودي الإماراتي ـ السعودي بشأن حقل الشيبة والشريط الساحلي المقابل له على الخليج العربي، لا يعطي السعودية أي حقوق مائية أو بحرية. ولكن مسؤولاً سعوديًا آخر كان شاهدًا على مفاوضات ترسيم الحدود قال إن الاتفاق يعطي السعودية مياهًا اقليمية تمتد لعشرين ميلا، حسب المعاهدات الدولية. وما زاد من تفاقم الأزمة مؤخرًا أن المملكة العربية السعودية منعت الإمارات من التنقيب عن النفط والمعادن في الجزر المقابلة لحقل الشيبة، باعتبار أن ذلك تعدٍ على أراضيها وسيادتها.

في 2005، عرض وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز على الإمارات اقتسام نفط حقل الشيبة بالتساوي بين البلدين. وفي يونيو 2007، قامت الإمارات بتعديل الخرائط الرسمية المتعلقة بالحدود، بحيث تؤكد ما تراه حقها في خور العيديد وحقل الشيبة حسب التسمية السعودية وزراره حسب التسمية الإماراتية. وصدرت الخرائط المعدلة في الكتاب السنوي الذي تصدره الحكومة الكويتية لسنة 2007. وتظهر الخرائط اعادة ضم خور العيديد إلى إمارة أبوظبي، وتمديد الحدود في منطقة الربع الخالي بحيث يتم أخذ ما نسبته ثمانون في المئة من حقل الشيبة النفطي.

حسب معايير السعودية، وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، فإن الشيبة حقل متوسط الحجم وبصفة خاصة عند مقارنته بمكمن الغوار العملاق الذي يضخ ملايين البراميل يوميًا. غير أن الحقل يمكن أن يضخ نصف حجم إنتاج أصغر منتج في منظمة أوبك. على غرار بعض الحقول الكبرى الأخرى التي تعاني من سوء الإدارة وتواجه تراجعًا سريعًا لمعدلات الإنتاج من الآبار، يرمز حقل الشيبة حيث أثمرت الخبرة والعمل الجاد لفنيي أرامكو عن اكتشاف احتياطي مبدئي يبلغ 15.7 مليار برميل. الحقل ضخ مليون برميل من النفط في نهاية 2003 بينما أضافت الشركة احتياطيًا يقدر بمليوني برميل. في سنة 2007

المرافق يضم الحقل جميع المرافق الأساسية حيث يوجد به مهبط للطائرات على أرض كانت كثباناً من الرمال العالية قبل ازاحتها لإقامة المطار، كما تضم مرافق شيبة أقساماً للصيانة والمساندة والاطفاء والكهرباء والاتصالات ومباني سكنية للموظفين ومركزاً للبريد ومكتبة وصالات رياضية ومطاعم. وتتوافر خدمات الإنترنت والمكتبة وصالات التمارين الرياضية المتكاملة. النقل يخدم المنطقة مطار الشيبة وهو مطار صغير تستخدمه أرامكو السعودية لسفر موظفيها إلى الدمام والإحساء .
المصدر : عرب أميركا

You might also like