حميد رزق ..حول تصريحات الجبير!!

إب نيوز 13 مايو[clear]

خرج علينا وزير الخارجية السعودي بتصريحات يتحدث فيها ان من اسماهم الحوثيون جيران ويمكن التفاوض معهم ..
البعض بدى مستغربا او مربكا في فهم وتفسير هذه التصريحات في هذا التوقيت وماذا تخفيه من صفقات او مقايضات .
وللوقوف على دوافع هذا التصريح ليعلم الجميع ان فشل خيار الحرب السعودية الامريكية المباشرة على اليمن قد افلس وفشل
وستكون تصريحات الجبير جيدة وبناءة لو كانت ترجمة لقناعة وإيمان حقيقي بحقوق الجيران غير ان السياسات السعودية على الارض تناقض ما قاله الجبير فالغارات مستمرة والحصار على الشعب اليمني خانق واهانة المسافرين في بيشة متواصل والتحشيدات الواسعه استعدادا لما بعد مفاوضات الكويت قائمة ..
ما سبق وغيره يكشف عن ماهية القرار السعودي الجديد فبعد الخسارة المادية والبشرية في الحدود والنزيف الاقتصادي المهول للخزينة للسعودية قرر بن سلمان اتخاذ العديد من الإجراءات لوقف ذلك النزيف ومن ابرز التوصيات التي تلقاها حكام ال سعود ان خططهم لمعالجة الوضع الاقتصادي المنهار تتطلب الخروج من مستنقع العدوان على اليمن والا فسيكونوا كمن يحاول ملئ قربة مثقوبة ..
وكان التصور للخروج من المستنقع بأن تعمل السعودية على لعب دور جديد فتحاول إقناع نفسها واقناع الآخرين ايضا انها مجرد وسيط وراعي للاطراف اليمنية وليس طرف في الحرب والعدوان والدليل على ذلك من وجهة نظر أصحاب هذه الرؤية ان الجبير ومسؤولين سعوديين يتحدثون عن “الحوثيين” بما يشي الا مشكلة معهم او ثمة موقف منهم بسبب انتماءهم الثقافي ونشاطهم السياسي ..
عندما يأمل الجبير في التوصل الى حل سياسي لما وصفه بالصراع في اليمن هو يريد تكريس الحقيقة (الوهم) السابق الذي ينطوي على مكر له بعدين الاول الخروج من مأزق الهزيمة في مواجهة الجيش وواللجان الشعبية وتحييد جبهة الحدود وانهاءها بشكل كامل كونها مؤرقة للسعودية بشكل كبير..
الثاني تصوير المشكلة يمنية يمنية وستستمر الحرب على بلادنا بشكل غير مباشر عن طريق ضخ الاموال وتحريك المرتزقة ودعمهم سياسيا واعلاميا تحت مسمى الشرعية ..
اما الحديث عن الحرب على القاعدة وداعش هدفها توفير ذريعة اكثر قبولا لدى الراي العام في الداخل والخارج لتبرير استمرار التدخل في اليمن واختطاف قراره وانتهاك سيادته والسيطرة غير المباشرة على ابرز مناطقه الحيوية ونهب ثرواته كما ان الحديث عن خطر داعش والقاعدة في هذه المرحلة يهدف الى توفير ذريعة للامريكان والغرب ومعهم السعودية والإمارات لاستمرار التدخل الخارجي غير المشروع في اليمن ..

You might also like