من عمق آلامنا ينبثق الصمود ويُصنع النصر .

 

إب نيوز ١٠ أكتوبر

بقلم /أمل المطهر

بين الآونة والأخرى تمر علينا ذكرى مجزرة من عشرات المجازر التي ارتكبها تحالف دول العدوان بحق أبناء الشعب اليمني الصابر الصامد ، مجازر وحشية انتهكت فيها كل حقوق الأنسانية وتمادى فيها العدو في وحشيته التي أثبتت بتجرده التام من المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية والعسكرية.

وهاهي ذكرى مجزرة الصالة الكبرى التي استهدف فيها العدو السعودي صالة للعزاء في العاصمة صنعاء تطل بكل ذكرياتها الموجعة وصورها المؤلمة .

رائحة الدماء والأجساد المتفحمة والقطع البشرية لعشرات الضحايا الذين تناثروا في زوايا المكان ، تلك المجزرة المروعة لم تفاجئنا كشعب وعى وعرف عدوه وعرف أساليبه ومنهجيته وطرقه القذرة.

لذلك لن تكون مرور تلك الذكرى مروراً يحيي الوجع في قلوب أسر الضحايا فقط ولن
تمر هذه الذكرى ونحن نذرف الدموع على الأطلال ونشعل الشموع فوق الخراب ونضع الورود على ماتبقى من الأجساد المدفونة في الركام ، لن تمر ونحن ندعو ونتضرع لأممهم المتحدة لتأخذ لنا بثأرنا وتوقف هذا التجبر والوحشية.

مرور ذكرى هذه المجزرة وغيرها من المجازر أتت ونحن ماضون دونما توقف لصنع سلامنا ، ماضون في طريق حريتنا وخلاصنا ، فنحن شعب لانحبذ الوقوف عند ألآمنا لنكتفي بكتابتها في دفتر ذكرياتنا لنقرأها بين الحين والآخر ، فكل ماازداد وجعنا وكثرت ألآمنا كبرت حمولنا وسعينا للبحث عن دوائنا لاقتلاع سبب تلك الأوجاع من جذورها.

وهاهو واقعنا يحكي للعالم أنه مع قدوم ذكرى مجزرة الصالة الكبرى أين أصبحنا ونحن نحيي تلك الذكريات الموجعة وأين أصبح عدونا وهي تُعرض عليه لتذكره بماجنت يداه وتتوعده بالمزيد من التحرك لأخذ الثأر.

فنحن نقولها بصوت الحق العالي والدامغ للباطل نحن هنا في كل أرض للمواجهة نواجهكم بقوة الله وبعدالة القضية وثبات المنهجية انتصرنا ومازلنا ننتصر.

هانحن نصنع من تلك الذكرى مشعلاً يضيئ لنا دروبنا أثناء مضينا في طريق الثأر من عدونا للتنكيل به ومع مرور ذكرى كل مجزرة نزداد همة وعزماً على المضي قدماً دونما تراجع
فنحن لن نسمح لها بأن تكون ذكريات تصيبنا بضعف أو وهن أو ترجعنا إلى الخلف خطوة واحدة.

صحيح أننا نسترجعها في الذاكرة وقلوبنا تتفجر حممًا لكنها في وجه عدونا تفجرت وقذفت نيرانها غضباً وسخطاً عليهم.

ذكرى مجزرة الصالة الكبرى في ذلك اليوم كانت بمثابة الصفعة القوية التي نبهت البعض إلى أن الجميع في هذا الوطن مستهدف ولاحرمة لدمه عندهم فكانت النتيجة عكسية على العدو ، بالتلاحم والتكاتف والوقوف صفاً كالبنيان ضده ولمواجهته .
فما أعظم أن تمر هذه الذكرى ومسيراتنا تهدد العدو كل ثانية وتجعله في حالة استنفار دائم وصواريخنا تنزل على رأسه كالعذاب الذي ينزل بغتة من السماء فتلك المجازر زادت فوق العزيمة عزائم وفوق الهمة همم.

فلتفهم أيها العالم بأن اليمانيون لايجيدون لغة الاستجداء ولايفهمون معنى التوسل لغير الله تعالى .

والعاقبة للمتقين

You might also like