“القاعدة” تخرج من “الباب” في “المكلا” لتدخلها “الدولة الاسلامية” من نافذة العمليات الانتحارية والاحزمة الناسفة.. انها مصيدة مُحكمة الاعداد للقوات السعودية والاماراتية والامريكية…

إب نيوز 15 مايو
“القاعدة” تخرج من “الباب” في “المكلا” لتدخلها “الدولة الاسلامية” من نافذة العمليات الانتحارية والاحزمة الناسفة.. انها مصيدة مُحكمة الاعداد للقوات السعودية والاماراتية والامريكية الخاصة.. والافلات منها قمة الصعوبة والتعقيد

احتفال قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بإخراج قوات القاعدة من مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، لم تدم الا ثلاثة اسابيع، وهي عملية “التحرير” التي شاركت فيها قوات سعودية واماراتية خاصة، الى جانب قوات حكومة المنفى في الرياض.
القوات التابعة لتنظيم “القاعدة” انسحبت من المدينة من الباب، لتعود اليها قوات “الدولة الاسلامية” من النافذة، الامر الذي ادى الى خلط الاوراق من جديد، فبعد ان كانت هذه القوات الخاصة تقاتل “القاعدة” باتت الآن تقاتل ايضا قوات زميلتها “الدولة الاسلامية” الاكثر خطورة.
اليوم افاق سكان المكلا على هجوم مزدوج استهدف الاول تجمعا للمجنديين في احد مراكز قوات الامن، حيث فجر انتحاري حزامه الناسف في وسط هؤلاء المجنديين، مما ادى الى قتل 13 منهم، واصابة 60 آخرين، اما الهجوم الثاني، فاستهدف موكبا “للعميد مبارك العوبثاني، مدير امن حضرموت، مما ادى الى مقتل ستة من مرافقيه، واصابة العميد اصابات بالغة.
وصول تنظيم “الدولة الاسلامية” ومقاتليه الى مدينة حضرموت فأل سيء لقوات التحالف العربي، ولنظيرتها الامريكية، التي وصلت بهدف تأمين العاصمة المكلا، وتمشيطها من قوات “القاعدة” التي سيطرت عليها لاكثر من عام، فلم يكن معروفا قبل هذين الهجومين اللذين اعلن تنظيم “الدولة” عن وقوفه خلفهما انه وصل الى المنطقة، واقام قاعدة فيها، الامر الذي يؤكد النظرية التي تقول ان قوات “التحالف العربي” “تحرر” المدن الجنوبية، لكي تخسرها لتنظيمي “القاعدة” و”الدولة”، وقد صحت هذه النظرية عمليا في عدن، وها هي تتأكد في المكلا.
هذا التصعيد لهجمات الجماعات الجهادية المتشددة، يتزامن مع تواتر الانباء عن فشل مفاوضات الكويت بين الاطراف المتورطة في الحرب اليمنية، وهي المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة، فحتى كتابة هذه السطور، لم يتم تحقيق اي تقدم، واتهم السيد عبد الملك المخلافي الوفد “الحوثي الصالحي” بالسعي الى الحكم فقط، ولا يريد اي التزام بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي، وتسليم اسلحته الثقيلة.
العميد ركن احمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، هدد بأن القصف الجوي سيعود في حال انهيار المفاوضات، وسيكون مصحوبا هذه المرة باقتحام صنعاء.
مفاوضات الكويت انهارت فعليا دون صدور اعلان رسمي عن حدوث هذا الانهيار، وقوات التحالف العربي وطائرات “عاصفة حزمه” التي كانت تقاتل تحالفا واحدا، هي التحالف “الصالحي الحوثي” بات عليها الآن ان تقاتل “كوكتيلا” اكثر خطورة، ودموية، ونقصد بذلك تحالف “القاعدة” و”الدولة الاسلامية”، مما يجعل مهمته غاية في الصعوبة.
اذا استمرت تفجيرات “الدولة الاسلامية” على الوتيرة نفسها في اليمن، شماله وجنوبه، فان العميد عسيري وقياداته السياسية سيترحمون على ايام التحالف “الحوثي الصالحي” الذي سيبدو قتاله “نزهة”، بالمقارنة مع قتال مقاتلي “الدولة الاسلامية” وحلفائهم “القاعديين”، فمن سوء حظ هذه القيادة ان التنظيمين اللذين يقاتلان بعضهما البعض في حلب ودير الزور ومناطق سورية اخرى، يعيشان حالة من الوئام فيما بينهما في جنوب اليمن، حسب معظم التقارير الاعلامية والامنية.
الوصول الى حل سياسي للازمة اليمنية محفوف بالصعوبات بسبب تمسك كل طرف بشروطه ومطالبه، واستخدام القبضة الحديدية والاستعانة بالامريكان، وقوات مارينزهم، للقضاء على الجماعات “الجهادية” المتشددة مهمة شبه مستحيلة، علاوة على كونها مكلفة للغاية ماديا وبشريا.
قلنا قبل عام وشهرين في هذا المكان من هذه الصحيفة “راي اليوم” ان اليمن، بجنوبه وشماله، مقبرة لكل الغزاة، لم يصدقنا اهل “عاصفة الحزم” واصدقائهم، واعتقدوا ان التدخل في اليمن سيكون مسألة ايام او بضعة اسابيع على الاكثر، وها هو يدخل عامه الثاني بزخم اكبر.
مفاوضات الكويت ستنهار حتما، والقصف الجوي سيعود، او هذا هو الاكثر ترجيحا، مع فارق اساسي، ان اليمنيين تعودوا على الحرب، وبدأوا يتعايشون معها، وليس لديهم ما يمكن ان يخسروه، بينما وضع الآخرين المتدخلين عسكريا عكس ذلك تماما.
“راي اليوم”

You might also like