مناشدات للاردن بتخفيف القيود عن عبور ابناء قطاع غزة.. ووزير الاعلام يرد: لم يقدم احد اكثر منا للفلسطينيين..

إب نيوز 16 مايو

مناشدات للاردن بتخفيف القيود عن عبور ابناء قطاع غزة.. ووزير الاعلام يرد: لم يقدم احد اكثر منا للفلسطينيين.. هل هذا الرد مقنع؟ ولماذا لا يوجه اللوم ايضا لمصر ودولة الاحتلال؟ وماذا عن سلطة عباس ايضا؟

فتحت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الانسان جرحا انسانيا عميقا اليوم عندما ناشدت السلطات الاردنية تخفيف قيود، قالت انها فرضتها على سفر فلسطيني قطاع غزة عبر اراضيها الى دول اخرى، فسكان القطاع الذين يقترب تعدادهم من المليوني مواطن، يعيشون حالة من الحصار الخانق، منذ ما يقرب العشر سنوات، الامر الذي ادى الى حرمان الآلاف منهم العلاج، او التعليم، او فرص العمل.

السيدة سارة ليا واتسون، المديرة التنفيذية للمنظمة في قسم الشرق الاوسط، وشمال افريقيا اكدت انه منذ شهر آب (اغسطس) الماضي اصبح مواطنو قطاع غزة يعانون مشقة متزايدة في الحصول على تصاريح تزانزيت لعبور الاردن، دون ابداء السلطات الاردنية اي تفسير لهذا التشديد المفاجيء.

الحكومة الاردنية اكدت انه لم يحدث اي تغيير في سياساتها، وقالت ان “الفا و116 من ابناء القطاع دخلوا او مروا عبر الاردن في العام الماضي، وان 58 حالة فقط جرى رفض طلبها، او لم تتلق الرد.

نتفق مع السيد محمد المومني، وزير الدولة الاردني بان ما قدمه الاردن للاشقاء الفلسطينيين لم تقدمه اي دولة اخرى في العالم، وهذا موقف يحظى بالتقدير والعرفان بالجميل، لكن هذا هو قدر الاردن، وهذه هي مسؤوليته تجاه اشقائه، فهو لم يتردد مطلقا في فتح ابوابه ايضا امام مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين، وبعدهم اكثر من مليوني لاجيء سوري، ولا نعتقد انه يضيره ان يكون اكثر كرما ومرونة تجاه ابناء القطاع المنكوب بالحصار المزدوج الاسرائيلي والمصري.

لا ننكر مطلقا ان الاردن استقبل ما يقرب من المئتي الف من ابناء قطاع غزة، وما زالت نسبة كبيرة منهم تعيش على ارضه، وقدم لهم كل المساعدات الممكنة في حدود امكانياته، ومنحهم جوازات سفر مؤقتة، سهلت على الكثير منهم حرية السفر الى دول اخرى، سعيا وراء لقمة العيش او التعليم في بلاد الله الواسعة، ولكن ربما يكون مقدرا اكمال هذا الجميل، وتقديم تسهيلات اكبر لهؤلاء في الاقامة والتملك وفرص العمل، وتخفيف معاناة اشقائهم في القطاع، اصحاب الحاجات الطارئة في العلاج والسفر من السجن الذي وجدوا انفسهم بين قضبانه.

نعم.. تتحمل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ومعها السلطات المصرية المسؤولية الاكبر تجاه هؤلاء المحاصرين، لانهما تفرضان الحصار وتشددانه لالحاق المزيد من القهر والاذلال بهؤلاء، وتتعاونان، وبتنسيق متقدم جدا بينهما في هذا المضمار، في انتهاك فاضح لحقوق الانسان.

كان معيبا ان تفتح السلطات المصرية معبر رفح الاسبوع الماضي لمدة 48، وتسمح بمرور 300 حالة، من اكثر من ثلاثين الف حالة من ذوي الاحتياجات الطارئة، للمرور من اجل العلاج، لتعيد اغلاق المعبر ثانية، ربما لعدة اشهر في وجه هؤلاء.

طبعا لم ننس، ولن ننس، مسؤولية السلطة في رام الله في تشديد هذا الحصار، واغلاق المنافذ في وجه ابناء القطاع، وممارستها الضغوط على السلطتين المصرية والاردنية في هذا المضمار تحت ذرائع متعددة، ولكننا تعبنا، والشعب الفلسطيني كله، من هذه السلطة، وتواطؤها مع الاحتلال ضد من تقول انها تمثلهم، فلم يعد يهمها، ورئيسها والمجموعة الملتفة حوله، غير التمتع ببطاقة VIP ، والتنقل بكل حرية، ودون الوقوف امام معابر الاذلال، وبعد ذلك فليذهب الشعب الفلسطيني الى الجحيم.

“راي اليوم”

You might also like