تجليات الرسالة ودروب القوة والإعزاز .

 

إب نيوز ١١ نوفمبر
كتبت / سعاد الشامي

تمتاز رسالة الإسلام بسمو غاياتها الإنسانية وعلو مراميها الروحانية ، وتشتمل على مبادئ جوهرية تهذب النفوس وتجمل الأخلاق وتهدي العقول الضآلة وترفع الحجب التي تتراكم على البصائر ؛ فينبلج نور الحق ساطعا ويتوارى غلس الضلال مدبرا ، وينساق البشر مساق القوة والإعزاز التي يمنحها الله لمن حمل هذه الرسالة وتقلد أمورها واستشعر قداستها وتيقن بحكمة الله في تدابير شؤون هذه الحياة .

الإسلام أعظم رسالة عالمية وأقوى دين للبشرية والرسول محمد صلوات ربي عليه وآله كان الشخصية التي كان فيها من الصفات والمزايا ماجعلها النموذج الإنساني الكامل والراقي والأسوة الحسنة لكل الناس ، والرسالة والرسول هما ركنا قوة الله في الأرض ولايمكن أطلاقا أن يكون الإنسان قويا ومستنيرا إلا إذا تمسك بهما واستنار بنورهما.

ماكان محمد صلوات ربي عليه وآله ضعيفا ولاجبانا ولاذليلا ولامنكسرا بل عاش قويا شامخا مجاهدا ، فلم تزعزعه المؤامرات والتحديات ولم تزلزله الحوداث والنكبات ولم تثنيه المحاولات والاغراءات وهو القائل منذ الوهلة الأولى في مشوار التحدي بينه وبين كفار قريش ” والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه ” ؛ إن عدالة القضية الإنسانية التي حملها النبي محمد صل الله عليه وآله ومشروعية النهج الرسالي في إرساء دعائم الحق والقسط الالهي جعلت من القوة المنبثقة من رحم التضحيات أهم قاعدة ينبغي الاعتماد عليها في مواجهة قوى الظلم والجبروت في كل زمان ومكان .

الآن وجهوا عقولكم صوب التفكير وأسالوها لماذا أصبحت العزة و القوة اليوم أبرز عناوين الشعب اليمني ؟!

ثم أعطوا لأنظاركم حق التطلع إلى تلك السيول البشرية التي غمرت الساحات في ذكرى مولد سيد البشرية وأسالوها لماذا لم ترهب الصواريخ هؤلاء اليمانيون وتجتث جذورهم الإيمانية وتنكس راياتهم الخضراء وتنزع من قلوبهم حب محمد ؟!

وتأملوا طويلا في منطق القوة وسلاسة الحق ورسائل التهديد الموجهه إلى صهاينة الروح “السعوديين ” وصهاينة الدم “إسرائيل” والتي برزت في خطاب علم الهدى وقائد الثورة الذي شرف الله قدره وعظم جاهه وأنار في قلبه مصابيح الحكمة وفسح أمامه مسالك العزة والكرامة وأسالوا ذواتكم ماسر تلك اللهجة الحادة والثقة الشديدة بسوء العاقبة لمن أراد أذية الشعب اليمني ؟!

ودعوني أخبركم بأنها النفوس اليمانية التي أشربت عزة الله واستنارت بنور الهداية ، ومامعالم العزة وطقوس القوة البارزة في الساحة اليمنية إلا وليدة القوة العظمى والمعجزة الكبرى التي جاء بها محمد صلوات ربي عليه وآله ليتنشل البشر من مستنقعات الذل والهوان والجمود ويرفعهم بجهادهم وصبرهم مكانا عليا.

You might also like