عاد الأحرار .. ليصنعوا الإنتصار !!

 

إب نيوز ١٧ أكتوبر

وفاء الكبسي .

تعجز الحروف، وتتقزم كُل المعاني مهما جادت وتعالت عن الحديث والتعبير عن مدى فرحتنا بعودة أسرانا البواسل الأبطال إلى حضن الوطن، من خرجوا خروجاً مشرفاً واستقبلوا إستقبال الأبطال الفاتحين، فنكس الظالم رأسه ونكست كل جرائمه معه، فحين رأيناهم يسجدون حمداً وشكراً لله ويقبلون تراب الوطن إنهالت دموعنا فرحاً وألماً، وسجدنا معهم لله وسجدت كُل اليمن ، ولو كان التراب يستطيع التعبير لقبل أقدامهم الطاهرة بدلاً من تقبيلهم له ولقال لهم: أنا من سأقبل أقدامكم الشريفة يا أعز الناس وأشرف الناس، فهنيئاً لأرض تطئ عليها أقدامهم الشريفة وتحمل نعالكم،
لله درهم من رجال عظماء ضحوا بأرواحهم وراحتهم لوطن باعه الخونة الأنذال بثمن بخس.
عادوا أسرنا الأحرار ليرسموا لوحات الفرح والابتهاج والإعتزار، ولكن فرحتنا لن تكتمل إلا بتحرير بقية الأسري الأحرار ، فكل بيت في اليمن لم يعود غائبة يبكون دموعاً ممزوحة بالفرح لعودة هؤلاء الأحرار وألماً وشوقا لغائبهم، ولكن عزائهم هي ثقتهم بحرص القيادة على عودة كُل أسير لحضن الوطن.
عادوا أسرانا وكل واحد منهم يحمل معه بطولات صمود وتحد وقصة معاناة وعذاب لاتتحملها الجبال الصماء، عادوا وهم يحملون شوق اللقاء لأهاليهم ويتوعدون العدوان بأنهم راجعون لجبهات القتال للتنكيل والثأر منهم، وتحرير بقية أجزاء الوطن، أي عظمة يحملها هؤلاء الأحرار وأي روحية عادوا بها، بصمودهم وثباتهم وعنفوانهم وشموخهم قهروا السّجان المتغطرس الجبان، وحولوا السجن من مكان لإذلال الرجال إلى مصانع لأشجع الرجال الغيارى على الأرض والعرض.
عادوا بعد أن نالوا أشد أنواع العذاب والحرمان وأقساها، فقد حفرت على أجسادهم سياط الجلّاد وعذابات السّجان، وبات السّجان يتفنن في إلحاقهم أشد أصناف العقاب والعذاب جسدياً ونفسياً، فكم منهم من استشهدوا خلف القضبان، وكم من شبان شابوا وهرموا من هول وفضاعة ووحشية العذاب، فقد جلد السّجان ظهورهم بخسته، وعلقهم من أيديهم بدناءته، وربطهم على الكرسي بسفالته، وسحبهم في الممرات والصالات بوقاحته، وأحرق وقطع أجسادهم ببشاعته، وتركهم ينزفون تحت سياطه برذالته وشيطانيته، لكنهم رُغم كُل هذا الألم والعذاب عادوا وأصرارهم على الجهاد والنضال باقٍ فلم توهن ولم تضعف عزيمتهم، فكلما عذبوا زادوا إصراراً وشموخاً، وكلما جاعوا وقفوا ولم يركعوا، شعارهم الموت ولا الخضوع والركوع لعنجهية السّجان.
عادوا أسرانا الأحرار القابضون على جمر الصبر ، الصابرون على أذى الجلّاد السّجان، عادوا بعد أن عجز السّجان عن تذويب هويتهم الإيمانية اليمانية وكسر عزيمتهم وتقطيع عروبتهم ومسخ إرتباطهم الإسلامي المحمدي .
أسرانا الأبطال هم المثل الأعلى الذي نتعلم منهم الصبر والتحدي والعنفوان والشموخ، هم الشعلة التي تنير لنا درب الجهاد والحرية والإنتصار، بصمودهم كسروا قيد السّجان اللعين.
عاد أسرانا الزاهدين من صنعوا بثباتهم وعنفوانهم فجر النصر والحرية رُغم أنف العدوان ومرتزقته الحقراء.

#وفاء_الكبسي

You might also like