لمثلهِ، فلتُرفَع قُبعة الإحترام .

إب نيوز ٢٢ فبراير
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
أرسل لي أحد الأخوة هذه الصورة، ولعله من المتابعين لما تفضلت به وكتبته سابقاً حول ظاهرة انسداد قنوات مجاري تصريف السيول والأمطار أو لعله من المهتمين مثلي ومثل أي مواطن بهذا الأمر أو ربما أنه من المارة، لا أدري بصراحة !
كما لا أنني أدري أيضاً إن كان هو من التقط هذه الصورة أو أحدٌ غيره .
على أية حال،
أرسل لي هذه الصورة التي بدى فيها القاضي عبدالوهاب شرف الدين وكيل أمانة العاصمة وهو وفي أثناء نزول المطر وأثناء تتدفق السيل يوم أمس يقوم بنفسه بفتح أحد مجاري السيول والذي يبدو أنه كان مسدوداً وحاجزاً للمياه في إحدى شوارع العاصمة صنعاء !
بصراحة لم يكن مفاجئاً لي ذلك المشهد، فأنا أعرف جيداً هذا الرجل وأعرف حرصه الشديد واستعداده الدائم على أداء واجبه والقيام به على أكمل وجه وأفضل حال بل (وزيادة حبتين) على رأي إخواننا المصريين، لكنه بصراحة (هذا المشهد) قد يكون مفاجئاً طبعاً لكثيرٍ ممن تعودوا من المسئولين أن لا يروهم دائماً إلا في بروجٍ عاجيةٍ أو في عالمٍ آخر من الأبهة والفخامة والنرجسية المفرطة التي تجعل المسافة بينه وبين المواطن العادي والبسيط ومعاناته تبدو بعيدةً جداً بعد المشرقين !
لكن اطمئنوا ..
القاضي عبد الوهاب شرف الدين ليس من هكذا نوع من المسئولين، فقد وجدنا منه في مواطن كثيرة من التفاني والإخلاص ما هو أكبر وأعظم من القيام بمثل هكذا عمل وبصورة تعكس مدى قربه من الناس واحساسه بهمومهم ومعاناتهم لدرجة أنه لا يتردد في أن يخوض بقدميه غمار (سيلٍ) جارفٍ لمجرد فتح قناةٍ مسدودة هنا أو تجريف مجرىً مائي هناك !
لكن السؤال :
هل أحس القاضي عبدالوهاب شرف الدين في هذا المشهد مثلي بتقاعس المعنيين في إدارة مواجهة ومكافحة أضرار الأمطار والسيول واستهتارهم الدائم وعدم تحملهم المسئولية القانونية والوطنية والأخلاقية في أداء مهامهم والقيام بواجباتهم، فقرر النزول بنفسه ليس فقط لتفقد مدى كفاءة أداء قنوات ومجاري التصريف وإنما ليفتحها بكلتي يديه ؟!
أم أنه قد يأس مثلي أيضاً من كثرة المناشدات والمطالبات لهذه الجهة المعنية والقائمين عليها في أن يقوموا بواجباتهم ويضطلعوا بمسئولياتهم فقرر أن يعطيهم درساً في المسئولية لعلهم يفيقون من سباتهم العميق هذا لعلهم يعدلون ؟!
لا أدري بصراحة أيضاً !
كل الذي أدريه أننا الآن أمام شخصية استثنائية فذة ومسئولٍ ناجحٍ وناضج قلما نجد له نظيراً في مجتمعاتنا متمثلاً طبعاً بشخص القاضي عبد الوهاب شرف الدين والذي لا نملك له جميعاً سوى أن نرفع قبعة الإحترام .
فهل يعي أصحاب البروج العاجية ما معنى أن تُرفَع لمسئولٍ قبعة الاحترام ؟!

#معركة_القواصم

You might also like