الصورة كما يجب أن تكون عليه 2 .

 

إب نيوز ١٤ أغسطس.

عبدالملك سام .

في المقال السابق أستعرضنا ما جرى في العراق ومدى التطابق بينه وبين يجري العمل عليه اليوم في اليمن ، خاصة فيما يتعلق بإستخدام العدو الأمريكي للحرب الإقتصادية القذرة بهدف إخضاع اليمن واليمنيين ، وتحدثنا عما يجري في المناطق المحتلة وكيف أنه يمثل صورة أخرى من إستهداف اليمنيين ككل ، والوضع قابل للسوء أكثر وأكثر ، وأنه يجب على اليمنيين الاتحاد لمواجهة هذه المخططات الرامية لإستهداف اليمن ككل .. فكيف ذلك ؟

العثرة الأساسية أمام أتحاد اليمنيين تتمثل بالثقافة التي عمل على نشرها النظام السابق ، والذي أستخدم ثقافة فرق تسد ، فعمل على توسيع الخلافات بين أبناء المناطق اليمنية ، والخلافات المذهبية والثقافية والعرقية ، وختم توجهه هذا بالحزبية ! مستغلا قابلية توجد لدينا كشعب يمني للاختلاف ! ولكن في مواجهة العدوان تصبح الحاجة الملحة ووفق العقل والمنطق على لزوم أن نتحد خلف قيادة يمنية واحدة لنستطيع أن نتخطى هذا الخطر ، فمن الأجدر والاكثر قدرة على مواجهة الأخطار في الساحة اليوم لقيادة الشعب لتحقيق هذه الغاية ؟! السؤال موجه إلى كل المكونات اليمنية المختلفة ..

من الجوانب التي اغفلناها ، هناك جانب لم يأخذ حقه من الأهتمام ، فالحل لكسر الحصار هو بالضغط على النظام السعودي عبر التركيز على الأمن البحري ! ففي ظل النظام العالمي الحالي تمثل التجارة أولوية ضغط قوية ضد كل من يمس هذا الموضوع تفوق التأثير السياسي والضغط الدولي ، فكما نعرف فاننا في عالم اليوم أصبحت الشركات والتجارة هي المحرك الرئيسي لسياسات الدول ، وكلما كانت الدول قوية أقتصاديا كلما كان تأثير أمن التجارة أقوى على قراراتها ، وكل ما نحتاجه هو التركيز أكثر على تقوية الجبهة البحرية عبر تطوير منظومات صاروخية قادرة على تهديد القطع العسكرية البحرية للعدو ، وإيجاد صيغة مناسبة تسمح لنا بالضغط في هذا الجانب ؛ فهذا الهدف سيجبر أمريكا لتوقف قرصنة النظام السعودي ، والمهم بالنسبة لنا أن يتم ذلك دون أن يستفز باقي الدول ، وفي هذا الجانب قد تستطيع بعض الدول الصديقة أن تساعدنا بأن تقوم بتحريض دول العالم ضد النظام السعودي كونه يهدد أمن البحر الأحمر وطرق التجارة العالمية ، وهذه الخطوة هي مكملة لعملية ضرب المنشأآت النفطية السعودية أيضا .

يجب علينا كيمنيين أن نفهم جيدا أن اي جزء من اليمن يضعف سيتم ابتلاعه وقتل رجاله ونهب ثرواته واستباحه اعراضه ، وهذا هو السيناريو الذي يتم العمل على تنفيذه في الساحة اليوم ، وكلما سلمت الأطراف اليمنية المختلفة بهذا سريعا ، كلما كانت قادرة على معرفة ماذا يجب عليها أن تفعل ، فالمخطط يستهدف الجميع دون إستثناء بما فيها الأطراف التي تعمل مع العدوان اليوم ، والجميع سيدفعون ثمنا باهضا نتيجة رهن قراراتهم بقيادات قد قامت بالفعل بتأمين مستقبلها هي وعائلاتها في الخارج ، فهذه القيادات تدرك تماما ماذا يتم العمل لتحقيقه وتدرك ماهي أهداف دول العدوان ، وكل ما يهم هذه القيادات هو ما تحصل عليه من أموال مقابل تسهيل وتنفيذ خطط دول العدوان ! وحتى بالنسبة لهذه القيادات التي قد أمنت نفسها وعائلاتها ، أليس الوقت مناسبا لتعمل شيئا ينقذ وطنها ويخرجها من دائرة العار التي ستوصم بها إلى الأبد قبل أن يفوت الآوان ؟!

هذا بأختصار مخل ما يتم التحضير له ، وقد بداء بالفعل تنفيذ جزء من المخطط كما رأينا ، مثل مد أنبوب النفط السعودي عبر أراض يمنية ، وبناء قواعد دائمة للسعودية والإمارات في الجزر والموانئ اليمنية ، وغيرها من المشاريع التي تؤكد – بما لا يدع مجالا للشك – بأن دول العدوان أتت لتحتل وتبقى لا أن تساعد أحد او تهتم بمصالح أحد سوى مصالحها . فهل هناك أحمق لم تتضح الصورة لديه بعد ؟! وهل آن الآوان للتحرك من قبل اليمنيين ليتحدثوا مع بعضهم ويتفقوا قبل أن تفوت الفرصة لذلك ؟! أم أن البعض مستمر في خيانته وعمالته ولن يتوقف حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى المزيد من المعاناة والدمار والقتل لكل اليمنيين ؟!

* ملحوظة : أنصح الجميع بمشاهدة ما قاله الشيخ علي سالم الحريزي في مقابلة مع قناة المهرية قبل مدة ، والفيديو موجود على اليوتيوب .

You might also like