تقرير .. هدنة اليمن تترنح

 

 

إب نيوز ١٠ صفر

قبل اسابيع قليلة على انتهاء الهدنة في اليمن ، يتصاعد التوتر الاقليمي والدولي ليزداد معه الحراك في ملف اليمن في محاولة لاعتاق الهدنة، فهل تنجح هذه الاطراف بحلحلة الوضع أم أن الحرب ستتسيد المشهد؟

في الثاني من اكتوبر المقبل تنتهي الهدنة وفقا لاتفاق تمديدها الثالث .. كانت الشهرين الاخرين، وفق ما يؤكد المسؤولين في صنعاء، بمثابة فرصة للأطراف الاممية والاقليمية، التي تطمح لتمديد اطول، لتنفيذ استحقاقات توسيع الهدنة كصرف المرتبات ورفع كلي للحصار ، لكن وحتى قبل 3 اسابيع على الموعد المحدد لنهاية الهدنة لا شيء حدث ، فالمفاوضات التي كان يفترض ان تنطلق لهذا الشأن متعثرة منذ اعلان لجنة التحالف مقاطعة مشاورات الاردن، والوضع العسكري على الارض يزداد توترا في ظل تصاعد وتيرة الخروقات والاعمال العسكرية، والأهم من ذلك هو عودة منع دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة في تصفير واضح لعداد الهدنة الذي بدأ قبل 5 اشهر.

ثمة تعقيدات وتنافر كبير في ملف اليمن على الصعيد الاقليمي والدولي.. السعودية التي وافقت على ضغوط امريكية للتهدئة عادت للتصعيد عبر اسناد مهام الهدنة للقوى الموالية لها في سلطة المجلس الرئاسي، وهدفها اشعال وتيرة الحرب الاهلية بين الفرقاء اليمنين مجددا، وهي لا تخفي بأن هدفها هذه المرة ، كما يقول خبرائها، مواجهة تنامي من تصفهم بـ”الحوثيين” خصوصا بعد العرض العسكري الاخير في الحديدة والذي اظهر قدرات غير مسبوقة ولم تكن في حسبان السعودية التي تقود حرب وحصار منذ8 سنوات وتعتقد بانها قد قضت على اليمن .. تريد السعودية اشعال حرب باي طريقة لكن لا تكون طرف مباشر فيها، وهي تدفع الان بأكثر من فصيل محلي موالي لها لهذا الغرض، لكن خلافا للموقف السعودي تتحرك اطراف دولية كالأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي واخرين للدفع نحو تمديد جديد للهدنة .. يبرز ذلك من اللقاءات المكثفة التي يعقدها وفود هؤلاء في السعودية وطهران، وهذه التحركات ليست مدفوعة انسانيا بل لمصالح خاصة تتمحور حول تأمين خط امداد للطاقة من الخليج لمواجهة ازمة غاز تقرع اوروبا في ظل اعلان روسيا قطع الامدادات..

الحسابات الاقليمية والدولية لا تنبئ باستقرار بعيد المدى في اليمن وأن قدمت هذه الاطراف امتيازات في سبيل تطويل المدة، لكن خلافا لكل مرة تحاول هذه الاطراف استغلال فجواتها لتمرير اجندتها على القوى اليمنية بما فيها الموالية لها، يبدو الوضع الأن مختلفا تماما ليس فقط عسكريا بل ايضا سياسيا.

عسكريا اظهرت عروض صنعاء العسكرية بأن الوضع مختلف تماما، وقد اصبحت بعد 8 سنوات حرب وحصار قادرة على انتزاع حقوقها كما يقول وزير الدفاع في حكومة الانقاذ اللواء محمد العاطفي، وهذه رسالة قوية للتحالف ..

الأهم حديث اطراف تابعة للتحالف عن رغبتها التقارب مع صنعاء لمواجهة “الاحتلال” والحراك في الخارج لتشكيل تكتل وطني لمواجهة الاطماع الدولية في ظل انقسام واضح في صفوف القوى الموالية للتحالف ، وهذه ايضا ستعزز الجبهة الداخلية وستضيق الخناق على الاطراف الاقليمية والدولية التواقة للتحكم بمصير اليمن واليمنيين.
YNP

You might also like