وجب التأديب ولا تثريب

 

إب نيوز ٢ جمادي الآخر

عبدالملك سام

نحن نعاني، وهذا مؤكد، ولكن من هو المسبب الرئيسي لمعاناتنا؟ أليس هو العدوان والحصار؟! فلماذا يسأل البعض عن جريرة (فلان) الذي نشر مقطع فيديو أقل ما يقال عنه بأنه تخريبي وكاذب، وكأن الرجل لم يرتكب شيئا في ذلك الفيديو الذي أستحق عليه – وعن جدارة – أن يسحب من تلابيبه؟! أو ذلك الأبله الذي ظن في لحظة “تجلي” أنه قادر على أن يأمر فيطاع وهو يدافع عن صاحبه الثرثار!

فلنعد على الأصابع إذن ما أخطاء (فلان)
في المقطع المنشور، والذي أدى لسحبه وإحتجازه : الكذب والتدليس، والتحريض، وإستخدام توقيت يوحي بالتواطؤ مع وسائل إعلام معادية، وأستخدام ألفاظ نابية، والبذاءة، وتوجيه إتهامات جزافا ودون دليل، والحلف بأيمان كاذبة، ومخالفة شروط العفو السابق عنه، والفجور في الخصومة، والضحك بدون سبب (قلة أدب)، وإنتقاد الشرفاء الذين في الجبهات ومحاولة التقليل من شأنهم وحثهم على ترك مواقعهم، والسعي لبث الفرقة والإحباط في اوساط المجتمع …الخ.

هل يكفي هذا؟ أم أورد التهم التي يستحي مسؤولينا من توجيهها لأمثال هذا الأرعن؟ فلو كنا في دولة تحترم نفسها لتم توجيه تهمة الخيانة له بسبب بث إشاعات كاذبة، وتحريض على الحكومة والجيش والدولة في حالة حرب. كما أنه متهم بالتقاعس عن المشاركة في الدفاع عن بلده والقعود مع النساء والأطفال والعجزة، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام في معظم دول العالم؛ فطالما هو مواطن في البلد، والبلد يتعرض لإعتداء، فالمفترض بهذا الشخص وبغيره الإلتحاق بمعسكرات التحشيد عند أول نداء تعبئة!

التغطية الواسعة لهذا الفيديو من قبل أدوات العدوان الإعلامية، ترد على كل شخص شكك في صحة الإجراء المتخذ ضد هذا البوق، فلا يصح التقليل من شأن ما حدث، ولندع الأمر لأجهزة الدولة. ولكن لي سؤال هنا: أين ذهب هؤلاء (الحقوقيون) يوم أن كان النظام السابق ينكل بمعارضيه وبأساليب بالغة الوحشية والقذارة؟! أما اليوم فأجهزتنا الأمنية تتعامل بإحترام منعدم النظير مع الجميع، ولم نسمع عن معتقل خرج وهو يشكو من كدمة واحدة، أو من تعرضه للسب أو القذف!

أنا مع حرية التعبير، ولكني ضد الخيانة والتدليس الذي يقوم البعض به دون وازع أو رادع، وضد التهوين من أهمية هذه التصرفات الضارة بمصالح البلد.. نحن ما نزال في مرحلة الإستهداف، ولابد أن نقف مواقفا مشرفة في هذه المرحلة التي ستحدد مصير بلدنا وشعبنا. ولا يجب أن نتهاون في الرد على كل من تسول له نفسه أن يسبب القلاقل ويضعف جبهتنا الداخلية.

*المطالع لمقالاتي ومنشوراتي الماضية يعرف جيدا بأنني أمارس النقد لبعض السلبيات، ولكني عندما أفعل ذلك أبتعد عن الشخصنة والتشهير والتهويل، كما أحاول وضع حلول لهذه المشاكل. ولا اخفيكم بأني صعقت لما شاهدت المقطع المذكور، وشعرت بأنه لا يمكن أن يكون بريئا في توقيته ولا هدفه.. الحذر واجب من كل من يريد أن يخرب جبهتنا الداخلية.

You might also like