ماذا بعد الإنحطاط والضراط؟!

 

إب نيوز ٨ رمضان

عبدالملك سام

يقول بوكوفسكي: “في كل صباح أقرر أن لا أغضب وأقضي يوما هادئا، ثم ألتقي ببعض الأغبياء الذين يجعلون ذلك مستحيلا”.. لو كان هذا المهرج يقصد أن يستفزنا عندما رفع مؤخرته وأطلق ريحا فقد نجح، ليس فقط في إستفزازنا، بل لقد أستفز كل شخص يحترم نفسه؛ فلكل شيء حدود إلا سفالة حزب الإخوانج وغلمانهم!

أنا أريد أن أفهم إلى أي مدى سيصل هذا المنحط بأفعاله؟! هل يعتبر نفسه ظريفا وهو يقوم بدور السافل؟! فالأمر لم يكن مضحكا البته، بل مستفزا وباعثا على الإشمئزاز.. هل يريد أن يتنمر على من أسماهم “السلاليين”؟! ما أعرفه أن من يتنمر في الغالب يكون في موقف قوي، بينما الواقع أنه وجماعته قد تم مسح البلاط بهم في كل محفل، وباتت سيرة دنائتهم ووضاعة قدرهم على كل لسان!

من كان يتخيل في الماضي أن يصل الحال بهؤلاء “الغلمان” إلى هذه الدرجة من السقوط؟! لقد كانوا يتفاخرون بأنهم ضمن حزب (إسلامي) يعمل على نشر الدين والفضيلة في اوساط المجتمع، فإذا بهم يكشفون عن أسواء مستوى من الأخلاق والإنحطاط بمجرد أن هزموا أمام خصومهم، وباتوا يشعرون بأن المجتمع بأكمله بات يحتقرهم!

لو كان هذا المهرج يعتقد بأن الدور الذي يلعبه قادر على تغيير قناعات المجتمع فهو واهم، فحاله هو وجماعته في الوقت الحالي لا يمكن أن تدفع بأحد لأن يقف معهم، أو أن يقامر أحد بسمعته بالدفاع عنهم، خاصة وقد خسروا ذلك الغطاء الديني الذي كانوا يتسترون به، والجماعة لم تترك موقفا إلا وأظهرت نفسها فيه كجماعة إنتهازية لا كرامة ولا أخلاق ولا ثوابت لديها، كما أنها باتت أكثر جماعة تمتلك أعلى رصيد كراهية في العالم، ولم يحدث أن وجدنا جماعة مبغوظة كجماعة الإخوانج حتى من حلفائهم!

ربما أن الشيء الحقيقي الوحيد الذي يفهمه هذا المهرج هو أن الذي ينتقدهم يرون أنفسهم أكبر منه، وهذا حق؛ فمن يهاجمهم هذا النتن يحترمون أنفسهم لدرجة لا تسمح لهم بأن ينزلوا لمستواه الدنيء، وإلا لكانوا على الأقل نشروا ما وجدوه في رفوف جهاز الأمن السياسي السابق من فضائح حزبه وقادتهم، ولكن أخلاقهم تأنف أن تكون منحطة أو مستغلة للمواضيع الأخلاقية، وبعض قادة حزبه ومشغليهم يعرفون هذا جيدا.

هذا المهرج – للأمانة – يبذل جهدا كبيرا لكي يبقى ضمن القائمة الإعلامية للمرتزقة الإخونجيين، ولمن شاهد طريقة رفعه لمقعدته سيعرف كم بذل من جهد لا يشكر عليه ليوصل لنا الرسالة التي تنبئنا بمستوى رجولته، وربما هذا ما دفعه لأن يبالغ في تصرفاته اللا أخلاقية أكثر من مرة، وهو مستعد – كما يبدو – لأكثر مما فعل حتى لا يخسر موقعه بين أهم أعضاء الجوقة التي تروج للعمالة، وتسبح بحمد الإحتلال!

ختاما.. لا فائدة ترجى من نصح هذا المأفون وباقي المهرجين من حزبه التائه الفاشل، وربما أن الفائدة الوحيدة مما يفعلوه هو أنهم بذلك يزيدون من صعوبة عودتهم إلى صفوف شعبهم، وبذلك سنضمن أن هؤلاء لن ينجسوا صفنا مجددا، وسيضطرون للإنبطاح أكثر تحت أقدام المحتلين الذين سيتخلصون منهم في النهاية لا محالة. فخزي في الدنيا قبل الآخرة، ولا عزاء للخونة ولا كرامة، والعاقبة للمتقين.

*هناك فرق بين التهريج وقلة الأدب، وهناك أعمال فنية ساخرة وخالدة لم يضطر أصحابها لأن يقلوا أدبهم، أو يسخروا من عقول مشاهديهم.. فما هي الرسالة التي يحاول أن يوصلها بفعلته؟! بالتأكيد ما فهمناه أنه أنتهى، وماعاد يمكنه تقديم أي شيء محترم.

You might also like