لنفهم .. الأرض المقدسة (الأخير)!

 

إب نيوز ٤ ذي القعدة

 

عبدالملك سام

سنن الله ما لها من تبديل، وعندما رفض بنو (xxxxxx) أمر الله ودخول الأرض المقدسة لخوفهم من العماليق، ما كان إلا أن حرمها الله عليهم 40 سنة مذمومين في الصحراء؛ وقيل أن الحكمة في ذلك هو أن يأتي جيل آخر أصلح وأكثر إيمانا، وأن يستبدل الله المتخاذلين بآخرين لديهم همة ويتحملون مسؤولياتهم..

كنت قد بدأت الكتابة عن المعركة العسكرية بيننا وبين العدو اليوم، ولكني قلبت الموضوع يمينا وشمالا ووجدت أن الأمر ليس ذا أهمية؛ فالفارق العددي مهول بيننا وبينهم، ولو بصق كل واحد من المسلمين على الحدود الفلسطينية لجرفهم طوفان عرمرم وأعادهم من حيث أتوا.. والحكومات العربية أيضا لم تقصر وقد أنفقت التريليونات على شراء الإسلحة المتنوعة من قوتنا، فكيف لا ننتصر؟!

إذا فالمسألة لا تتعلق بالإمكانيات بقدر ما تتعلق بأشياء أخرى، وللأسف نحن أصبحنا المسؤولين عن تطهير الأرض المقدسة بعد أن أستبدل الله (شمعون وإيريال وأفخاي ومناحيم ..) بنا، وأصبحنا حاملي أمانة التبليغ وشهداء على الناس كما كان النبي (ص) شهيدا علينا.. ولله حكمة في إختيارنا (العرب) بالذات رغم أننا أستغرقنا وقتا طويلا جدا ولم ننجز المهمة بعد!

وجيلا بعد جيل، هلك من هلك في صحراء المعاناة، وما تزال المسؤولية تنتقل حتى وصلت إلينا.. فماذا نحن فاعلون؟! ما يجب أن نفهمه هو أن المسؤولية لو أنتقلت أيضا منا للجيل القادم فمعنى ذلك أننا مخذولين! أي أن إنتقالها لا يعني بشكل من الاشكال أنه لا شيء علينا، بل على العكس من ذلك، فإن إنتقالها معناه أننا سنأتي يوم القيامة نحمل أوزار وتبعات تقصيرنا، وسنفاجأ في ذلك اليوم ونحن نقف مع (مناحيم) لنحاسب سويا على الظلم الذي حل بالشعب الفلسطيني، وحسابنا سيكون أعسر بالطبع!

أعرف أن هناك من سيغضبه هذا الكلام، وأنه سيتسائل عن جريرته، والجواب على هذا متعلق بمقدار المسؤولية التي يتحملها كل واحد منا؛ فمثلا: كم من المال الذي دعمت به كيان العدو وأنت تشتري منتجات تعود ملكيتها لهم ولو من الباطن؟
هل حدثت نفسك بغزو، وأعددت نفسك لذلك بالتدريب والمعرفة؟
هل ساهمت في عملية الإعداد بدعم أي نشاط يساهم في تصنيع السلاح لمواجهتهم؟
هل حافظت على رعيتك من الفساد الذي ينشره العدو في أوساطنا؟
هل حاولت تحريض المسلمين، ولو على مستوى المجتمع الذي تعيش فيه، ليتحركوا بإتجاه عدو الله وعدونا؟ أم أن الحماس لا يأخذك إلا عندما تتكلم عن الفرق بينك وبين اخوتك؟! ….الخ.

هناك أعمال كثيرة ليقوم بها كل واحد منا، ولو على المستوى المالي الذي لا مفر منه، فنحن نرى أعدائنا السفلة رغم حبهم للمال، إلا أنهم يعرفون – بحكم خبرتهم التاريخية – أن الأعمال لا يمكن أن تنجز دون بذل للمال.. صحيح أن غالبيتهم لا يزالون في الشتات، ولكنهم لا يدخرون جهدا في أي نشاط يدعم قضاياهم، ويتفاعلون مع المظاهرات ودعم الشركات التي تؤيد موقفهم وهم على باطل! فماذا نفعل نحن؟!

لو كان الوضع مختلف، وكانوا في مكاننا اليوم لوجدت (ليفي) يبدأ يومه بأن يحدث نفسه بأن هذا اليوم هو موعد هزيمتنا (واثقين من أنفسهم!)، ثم ينهض ويتوجه إلى أقرب محكمة ليرفع قضية ضدنا ولو لكي يعرف المسؤولون ماذا يريد منهم فقط! ثم سيتحرك في مواقع التواصل الإجتماعي ليعرف الناس أهمية قضيته، وسيساهم – ولو بالقليل – الذي معه لدعم أي نشاط ضدنا (على مستوى البنس كما يقولون!)، ولن يقبل إطلاقا أن يشتري ولو بفلس واحد أي منتج قد يعود بالفائدة على غير كيانه الغاصب، وسيربي أطفاله على عداوتنا، ويعدهم لمواجهتنا.. تخيل أن (ليفي) يفعل ذلك وأكثر؟! ولن يتوقف حتى ولو أخذوا مكة والمدينة منا، وهم يسعون لذلك بالفعل!!

هل نحن مخذولون لنصبح أقل اهتماما منهم؟ فليجيب كل واحد منا على هذا السؤال بنفسه، فالأمر كما ترون ليس صعبا، ولحظك السعيد أنك لست الرئيس أو الوزير لتتحمل مسؤولية أكبر، فمن الذي يخذلك؟! الموضوع يتعلق بالوعي، ولنحمد الله أننا نرى المراحل المتقدمة من تطور كائن التطبيع المطيع، والذين أنطلقوا لإظهار حبهم للعدو الذي لا يخفي سخريته وحقده عليهم! بل ووصل الأمر بهم للتبرؤ من اخوانهم الذين يتشاركون معهم العقيدة والمصير! فهل تريد أن تصل إلى هذه الدرجة من الإنحطاط؟!

قبل أن تجيب، أريد أن تعرف أنك بهذا لن تخذل إلا نفسك، ومصيرك سيكون الخزي في الدنيا والآخرة، وستخسر كل النعم التي منحك الله إياها، والسبب أن وعد الله حق.. هو من قال أن هؤلاء الأوغاد سيعلو شأنهم بشكل غير مسبوق، وهو ما نراه اليوم من سيطرتهم على أعظم الأمم. وهو أيضا من قال أننا سنتغلب عليهم ونأخذ منهم كل ما جمعوه منذ قرون من مال وجاه وسلطة.. المهم أن نتحرك وفق ما أمرنا الله به.. نؤمن، ونتحرك دون تباطؤ، وهذا ما سيضمن لنا أن نخرج مما نحن فيه، وأن نعيش بسعادة، وأن يعيش أولادنا بهناء، والأهم أننا سنضمن سعادتنا الأبدية والله راض عنا بعد أن تحملنا مسؤوليتنا.. ودمتم بخير.

*بما أننا في هذه الأيام في ذكرى مشروع الصرخة، فلنفكر جليا في أسباب خوف وقلق شياطين الأنس منها، حتى على مستوى “الفيسبوك”؟! ولماذا ينطلق بعض المخذولين منا للرد عليها طالما وهي لا علاقة لها بهم؟! الأعداء يصرخون باللعنة على العرب وعلى دينهم ونبيهم وقرآنهم، ولم نرى أحدا ينهاهم عن ذلك! فلماذا يصر البعض منا على المزايدة ليصبحوا (…..) أكثر من (…..) أنفسهم؟!!

You might also like