عطوان : ترامب يحكم امريكا كملك عربي وطريقة عزله لكومي قد تكون بداية نهايته ؟

 

إب نيوز 13 مايو
ترامب يحكم امريكا كملك عربي.. وعزله لكومي بطريقة “نزقة” قد تكون بداية نهايته.. ارتباك في كل المؤسسات.. واعمال تجسس على غرار افلام “جيمس بوند”

وصفت مجلة “الايكونوميست” البريطانية العالمية الرئيس الامريكي دونالد ترامب بأنه يحكم الولايات المتحدة كملك، وان البيت الابيض “بلاطه”، في تعليقها على قراراته الاخيرة، وفضائح تعييناته في الوظائف الكبرى، وابرزها طرد جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، من منصبه لاسباب يعتقد الكثيرون بأنها تعود بالدرجة الاولى الى تجاوزه الخطوط الحمراء، وتحقيق في العلاقة بين الرئيس ترامب والسلطات الروسية، والاستخبارية منها على وجه الخصوص.
ما لم تقله “المجلة”، او ترددت في قوله، ان الرئيس ترامب “الملك” يحكم الولايات المتحدة بالاسلوب نفسه الذي يحكم به الكثيرون من دول العالم الثالث، والملوك والامراء العرب تحديدا، اي تجاوز كل المؤسسات (هذا ان وجدت) واتخاذ القرارات بشكل فردي، ومن منطلق مزاجي في بعض الاحيان، ان لم يكن كلها.
ترامب يريد ان يكون هو محور الاهتمام، وان يسيطر على كل الصلاحيات، واخراس كل صوت يغرد خارج السرب، وسربه تحديدا، وربما يكون كومي بدأ في التوصل الى ادلة موثقة تؤكد تورط الرئيس ترامب، او بعض اعضاء فريقه الانتخابي في علاقات مع المخابرات الروسية، مما ادى الى قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية الامريكية لمصلحتهم، وعلى حساب هيلاري كلينتون.
لا يوجد اي دليل مادي يثبت حتى الآن هذه النظرية، اي علاقة ترامب او فريقه مع الروس، لكن هناك من يعتقد مثل النائب ديفيد تونر، رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس، “ان هناك شيء ما يراد اخفاؤه”، فجيف سيشنز، النائب العام الذي عينه ترامب اخفى عن الكونغرس في شهادته اتصالاته مع السفير الروسي في واشنطن، ومايكل فلين، مستشار الامن القومي اقيل او استقال للسبب نفسه.
هناك حالة من الارتباك والقلق لا تسود ادارة الرئيس ترامب فقط، وانما المؤسسات الامريكية كلها بسبب قرارات وتعيينات ترامب المثيرة للجدل، وتصرفاته الهوجاء.
ما يحتاجه البيت الابيض حاليا هو استدعاء مؤلف افلام جميس بوند لوضع سيناريو لاكثر افلام التجسس اثارة، فالانطباع السائد حاليا ان البيت الابيض، ورئيسه ترامب، يسجل المكالمات الهاتفية التي يجريها مع محادثيه، تماما مثلما فعل ريتشارد نيكسون في فترة رئاسته (1969 – 1974)، وفضحت هذه الحقيقة احدى تغريداته التي قال فيها “الافضل لكومي ان يأمل بأنه لا توجد تسجيلات لاحاديثنا قبل ان يباشر الادلاء بتصريحاته للصحافة، فقد تناولنا الفساد سويا مرة، وتم اتصال بيننا لمرتين”.
ترامب لا يفهم طبيعة استقلالية بعض المؤسسات الامريكية، وعلى رأسها مكتب التحقيقات الفيدرالي التي يمثلها كومي المقال، ويريد ان ترتبط به كرئيس وتدين له بالولاء كل هذه المؤسسات، وهذا تصرف غير مسبوق.
توقعات الخبراء، بما فيهم مجلة “الايكونوميست” التي اجرت لقاء حصريا مع ترامب قبل اسبوعين، ترسم صورة متشائمة لامريكا واقتصادها في عهده، وتؤكد انها، اي امريكا، ستنتهي بديون اكبر، ومساواة اقل، وهروب العقول الماهرة، و”الترامبية” ستقودها الى الاسوأ.
عهد ترامب يسير على الطريق نفسه الذي سار عليه عهد ريتشارد نيكسون، ولا نعتقد في هذه الصحيفة “راي اليوم”، ان النهاية ستكون مختلفة، اي الاقالة.
“راي اليوم”

You might also like